رأى الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي أحمد الشريفي أن تلعفر من المدن الاستراتيجية المهمة لسيادة العراق، فهي تصل بين الحدود التركية والعراقية والسورية، وتعتبر خط ربط إلى الحدود السعودية والخط الرابط بين الموصل مرورا بالحدود العراقية السورية ودير الزور متجها إلي البحر المتوسط.
وأوضح الشريفي أن تلعفر لها أهمية استراتيجية كمعبر من معابر الطاقة في العراق لذلك، يعتبر تحرير تلعفر من تنظيم "داعش" له بعد سياسي مهم ويجعل العراق في تحد جديد نحو السلم العالمي، منوها إلي أن الانتصار يعني نهاية تنظيم "داعش" بوصفه تهديدا عسكريا للبلاد في الفترة الماضية ولكن هذا لا يعني زوال التهديد نهائيا من الناحية الامنية.
تقدم القوات العراقية في تلعفر غربي الموصل، العراق 22 أغسطس 2017.
ونوه الشريفي إلى ضرورة إدارة الصراع مع "داعش" والإرهاب ككل من خلال استراتيجية ردع أمني مسنودا بالجهد التقني، مشيرا إلي أن الرأي العام والدول الصديقة تتمني أن يُحدث هذا الانتصار نقلة في المكون السياسي للبلاد.
وأكد الشريفي علي أنه "لايوجد اتفاق علي الثوابت الوطنية في البلاد؛ لأن هناك مخاوف من حدوث اضطراب سياسي؛ لأن الجميع يريد أن يركب الموجة بعد الانتصار العسكري من أجل تحقيق مكاسب سياسية خاصة".
وقال الشريفي إنه يري أن النموذج السياسي لا يرقى للمكاسب العسكرية التي تحققت مشيرا إلي أن الانتخابات القادمة لن تسمح بوجود بديل لإصلاح الوضع السياسي لرغبة الطوائف والقوى في عدم التنازل عما حققته من مصالح في ظل انتشار الفساد الذي لو تم كشفه سيطيح برؤوس كبيرة، على حد تعبيره.
وكانت قيادة العمليات المشتركة قد أعلنت، أمس السبت، فرض السيطرة على 90% من مركز قضاء تلعفر بمحافظة نينوى، فيما أكدت استمرار العمليات العسكرية لحين تحرير القضاء من قبضة تنظيم "داعش" بالكامل.
يذكر أن قائد عمليات "قادمون يا تلعفر" الفريق عبد الأمير رشيد يارالله، إعلن في وقت سابق اليوم، عن تحرير كافة أحياء مركز قضاء تلعفر، مشيرًا إلى أن ما تبقى من ساحة العمليات، هو ناحية العياضية والقرى المحيطة بها.