"انقلب السحر على الساحر".. دعم دولي لتولي "دحلان" الرئاسة خلفًا لـ"أبو مازن".. وتركيا تحاول سرقة ملف المصالحة الفلسطينية من مصر من خلال الرئيس الفلسطيني

تطورات متسارعة تشهدها الساحة الفلسطينية تمثلت في انقلاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" على داعميه الدوليين ولجوئه إلى تركيا، مقابل تحويل حركة "حماس" وجهتها إلى الجنوب لتبرز في الفترة الأخيرة ملامح رجل بديل محتمل للرئيس الفلسطيني وهو "محمد دحلان"، الشخص الذي لطالما حاول "أبو مازن" تشويه صورته بكافة الوسائل.

وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة أن "أبو مازن"، بادر إلى الاتصال بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعرض عليه فكرة تدخله لإنهاء الانقسام الفلسطيني.

وقالت المصادر إن "أردوغان" وافق على القيام بمساع لإنهاء الانقسام، ووجه دعوة إلى الرئيس عباس للقيام بزيارة خاصة إلى أنقرة للبحث في التفاصيل.

اتصال "عباس" بـ"أردوغان" سبقه اجتماع الرئيس الفلسطيني في مقره برام الله بـ"جاريد كوشنير" مستشار الرئيس الأميركي، الذي يقوم بجولة في المنطقة والوفد المرافق له لبحث موضوع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقالت القنصلية الأمريكية بالقدس، يوم الجمعة الماضي: "إن اجتماع الرئيس محمود عباس والوفد الأمريكي كان مثمرًا، وركز على كيفية بدء محادثات جوهرية للسلام الإسرائيلي الفلسطيني"، في حين قال لناطق الرسمي باسم الرئاسة "نبيل أبو ردينة": "إن اجتماع الرئيس عباس بالوفد الامريكي كان بناءً ومعمقًا وإيجابيًا، تناول جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك بشكل جدي، حيث تم الاتفاق على استمرار الحوار الهادف إلى التوصل إلى صفقة سلام شاملة وتاريخية".

وأجرى "عباس"، مساء أمس السبت، اتصالًا هاتفيًا مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني لإطلاعه على نتائج اجتماعاته مع الوفد الأميركي بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.

وأضافت الوكالة أن الاتصال يأتي في إطار استمرار تنسيق المواقف بين القيادتين الفلسطينية والأردنية، حيث تم الاتفاق على استمرار التواصل في المرحلة المقبلة.

وفي ظل هذه النشاط الكبير الذي يبديه عباس قال الصحفي الفلسطيني"أحمد العشي" بهذا الخصوص: "يبدو أن القيادة الفلسطينية أخذت منحى آخر في إدخال وسائط جديدة بتوجهها إلى تركيا لتطبيق ملف المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، بعد أن كانت مصر هي الراعي الرسمي لهذا الملف.

ويرجع "العشي" توجه القيادة الفلسطينية إلى الجانب التركي إلى عدة إعتبارات، أبرزها التفاهمات التي تستضيفها مصر بين حماس والقيادي المفصول من حركة فتح "محمد الدحلان" من جانب، وموقف القاهرة الأخير من أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء "جبريل الرجوب" من جانب آخر.

ويندد معارضون للرئيس عباس بسياسته الأخيرة بحق قطاع غزة، حيث أحال آلاف الموظفين الى التقاعد المبكر، وقلص رواتب الموظفين البالغ عددهم 70 ألفًا بنسبة 30 في المئة، وقطع جزءًا كبيرًا من الإمداد الكهربائي، كما قام بإجراءات عقابية شديدة بحق الحركة أثرت بشكل كبير على المدنيين في القطاع المحاصر من قبل إسرائيل منذ 11 عامًا.

خليفة عباس

وذكرت الصحافة الإسرائيلية أن محمد دحلان، القيادي المفصول من حركة "فتح" يسعى أن يكون بديلا للرئيس الفلسطيني محمود عباس، معتمدًا على تأييد مصر وعدد من الدول الإقليمية له كرئيس معتدل بدلًا من عباس "العنيد" بحسب الصحافة الإسرائيلية.

وتشير تقديرات مصر وحركة "حماس" إلى أن محمود عباس، على وشك إنهاء مدته كرئيس للسلطة الفلسطينية التي يترأسها من 2004 منذ وفاة ياسر عرفات، وتلعب الضغوط الكبيرة التي يواجهها "أبو مازن" داخليًا، إضافة لعلاقته المتوترة مؤخرًا مع مصر الراعية للمصالحة الفلسطينية الفلسطينية.

ويرتبط "دحلان" بعلاقة جيدة مع "محمد ضيف" الذي يعتبر "القائد الأعلى" للجناح العسكري في كتائب عز الدين القسام، حيث قضيا الاثنان سويًا في نفس الزنزانة بالسجن الإسرائيلي خلال الثمانينيات من القرن الماضي

ويرى آخرون أن هناك الآن بين محمد دحلان وحركة حماس تطابق مصالح وهذا هو سبب التقارب بينهم، فحماس تواجه وضعًا سياسيًا صعبًا، وعملية المصالحة مع حركة فتح عالقة، لذلك تتعاون مع "دحلان" رغم الخلاف السياسي بينهما، لأنها تعتقد أنه بدأ في سحب البساط من تحت أقدام محمود عباس بواسطة عناصر بارزة في السلطة الفلسطينية، تستعد للمرحلة القادمة حيث المعركة السياسية الجديدة بعد استقالة محمود عباس من منصبه.

في الوقت الذي يذهب عباس شمالًا إلى تركيا عوضًا عن مصر، تتجه الأنظار نحو حماس التي انطلقت نحو الجنوب وجهتها القديمة الجديدة القاهرة، لعلم الحركة بوزن العاصمة العربية الأكبر وتأثيرها الكبير على المستوى العربي والإقليمي، ويرجح مراقبون أن تنتهي هذه التبلات بالمواقف والإصطفافات بالإطاحة بعباس من منصبه الذي بقي فيه لـ13 عامًا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً