بعد مرور أسبوع على خروج مسلحي "داعش" من لبنان إلى سوريا، دعا عدد من السياسيين اللبنانيين إلى إجراء تحقيق في الأمر، لكن مواقفهم أظهرت خلافات عميقة بينهم بشأن جذور القضية.
وأكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، تأييده لأي تحقيق في قضية العسكريين المخطوفين، مشددا على أن أي تحقيق في هذا الخصوص يجب أن يبدأ "من الفصل الأخير"، لتحديد الجهات المسؤولة عن "تهريب داعش".
وتابع قائلا: "البعض يقولون إنهم أجروا صفقة مع داعش ليعرفوا مصير العسكريين المخطوفين، ولكن كل العالم يعرف أن هؤلاء العسكريين المخطوفين كانوا مع داعش ومحاصرين وبالتالي لو أطبق الجيش عليهم كان سيعرف مصيرهم سواء كانوا أحياء أو شهداء، لذا كان يكفي الإطباق على داعش لمعرفة مصير العسكريين".
بدوره هنأ "حزب الكتائب اللبنانية"، في بيان أصدره بعد الاجتماع الأسبوعي لمكتبه السياسي برئاسة سامي الجميل، الجيش بـ"إنجازه التاريخي بتحرير الجرود"، لكنه أبدى في الوقت نفسه "سخطه الشديد لتقاعس السلطة عن اتخاذ الإجراءات الكفيلة باعتقال الإرهابيين وإحالتهم على القضاء المختص".
ولفت البيان إلى أن الحكومة "انصاعت بدلا من ذلك لصفقة حاكها حزب الله والنظام السوري خارج الحدود". واعتبر أن الحكومة بسماحها بخروج الدواعش سالمين، فرّطت بالإنجاز العسكري الذي تحقق، إضافة إلى ضرب المرجعية السيادية للدولة اللبنانية".
كما اقترح الرئيس السابق إميل لحود فكرة إجراء تحقيق في قضية خطف العسكريين ومحاسبة المسؤولين، لكنه أصر على ضرورة إجراء التحقيق من البداية، بدلا من الفصل الأخير، قائلا: "إن المحاسبة الحقيقية للمسؤولين عن خطف العسكريين وقتلهم تبدأ بمحاسبة عرابي سياسة النأي بالنفس ممن سمحوا لهذه المجموعات الإرهابية بالدخول إلى لبنان، مع ما نتج عن ذلك من تفجيرات انتحارية وانعكاسات سلبية كثيرة".
وعلّق على تصريحات جعجع وسياسيين آخرين معارضين لصفقة إخراج "داعش" من لبنان، قائلا: "حالة الصدمة التي يعيشها بعض السياسيين اللبنانيين في هذه الأيام نتيجة ما حققه حزب الله في معركة جرود عرسال، ثم ما حققه مع الجيش السوري من وراء الحدود.. ستزداد في الأيام القليلة المقبلة مع استعادة دير الزور".
وأضاف: "إن الانهيارات العصبية التي تترجم في بيانات سمير جعجع وتيار المستقبل وما تبقى من 14 آذار، قد تتبعها حالات إغماء سياسي وجسدي، لأن النصر قد اقترب وسيرحل جميع الإرهابيين عن أرض سوريا، كما رحل جناحهم العسكري من لبنان، تاركا بعض أيتام جناحهم السياسي".
ولفت إلى أن "النخوة التي ظهرت فجأة لدى بعض السياسيين، كانت غائبة منذ سنوات إذ لم يطالب أحد منهم أبدا بمقاومة المسلحين في الجرود".
وختم قائلا:"ننصح بعض السياسيين اللبنانيين الذين تربوا تحت العباءة الإسرائيلية بالتعلم مما تفعله إسرائيل هذه الأيام إذ تتوسل لروسيا لحماية حدودها من حزب الله، في حين يقوم سياسيونا بعنتريات فارغة"، وقال:"في الأمس الجرود وغدا دير الزور، فليتحسس الإرهابيون رقابهم وليتحسس بعض السياسيين اللبنانيين ألسنتهم، خصوصا تلك التي تطول وتتطاول".