اعلان

حكايات المكفوفين في شوارع المدينة المزدحمة.. "سالم": "بنزل كل يوم وأنا متأكد أن ممكن مرجعش تاني".. و"هند": "بخاف من الضلمة في عز الضهر" (فيديو)

"إنْ يأخُذِ الله مـن عينيَّ نُورَهُـما.. ففِي لِسانِي وقلبي مِنْهُما نـورُ"، لخصت هذه الآبيات الشعرية حياة المكفوفين، الذين حرموا من نعمة البصر، ليميزهم الله بمميزات آخرى، منها حب الناس لهم والذكاء الاجتماعي، والقدرة على التفوق.في العديد من الدول الأوروبية، يحصل المكفوفين على معاملة خاصة ورعاية من قبل المؤسسات الحكومية، أما في مصر، فالكفيف يتعرض للكثير من المخاطر اليومية، منها عدم وجود طرق ممهدة والسير بمفردهم في طرق السيارات، الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر.وترصد "أهل مصر" في التقرير التالي حكايات من حياة بعض المكفوفين والمخاطر التي يتعرضون لها يوميًا.."أنا ساكن في المرج وبركب المترو بس الطريق بيكون صعب عشان مش بشوف الطريق"، بتلك الكلمات بدأ "سالم" (اسم مستعار) يروي يومًا من حياته، فيقول: "بنزل الصبح من بدري عشان أعرف اوصل المدرسة في معادي والحمد لله ولاد الحلال بيساعدوني في الطريق".ويتابع "سالم" الذي تحفظ على نشر اسمه الحقيقي، والذي يبلغ من العمر 30 عامًا ويعمل مدرسًا في إحدي مدارس المكفوفين الموجودة في "الزيتون"، "بخاف من الطريق كل يوم، تقريبًا بخرج من بيتي وأنا متأكد أن ممكن مرجعش تاني، بس أنا لازم اشتغل عشان لو قعدت في البيت مش هلاقي أكل"."أصعب جزء في الطريق، هو السلالم وطريق العربيات، بتشاهد لما بعرف أن قدامي الحاجات ده"، بتلك الكلمات عبر الكفيف الذي يعيش في منطقة المرج مع والدته ووالده الذي يبلغ من العمر 65 عامًا، أن السلالم التي يجب أن يصعدها في المترو، تكون في غاية الصعوبة؛ لخوفه من السقوط، أما عن طريق عبور السيارات، فتلك هي المرحلة الأصعب في طريقه إلى العمل، نظرًا لعدم قدرته على عبور الطريق بمفرده، ولذلك ينتظر أحد المارين ليعبر معه.وفي إحدى شوارع منطقة المطرية، تقف "هند"، الشابة التي يظهر عليها علامات الرقة والجمال، مرتدية فستانًا أزرق اللون ونظارة سوداء، على قارعة الطريق منتظرة من يمسك يدها لتعبر طريق السيارات، التي تسير بسرعة جنونية غير منتبهة لوجود أحد المكفوين يرغب في العبور.وتروي الشابة التي تبلغ من العمر 22 ربيعًا، أنها لازالت تدرس ويصطحبها والدها يوميًا إلى الجامعة خلال فترة الدراسة، "بابا مش بيسبني خالص وقت الدراسة عشان خطورة الطريق"، مضيفة" أنا بخاف لما بكون في الشارع عشان حواليا ضلمة مفيش غير أصوات اللي بعرف بيها اتحرك إزاى".وتعود الشابة ذات الفستان الأزرق بذاكرتها إلى أيام الدراسة الثانوية، وتقول: "لما كنت في المدرسة حصلي موقف بسببه حبست نفسي في البيت شهر وروحت لدكتور نفسي"؛ وتتابع: "كنت تعبانة فقعدت على عربية، وفجأة سمعت واحد بيزعق ويشتم، قومت بسرعة والناس اللي حواليا قدام المدرسة قالوا للي بيزعق أني كفيفة، فاعتذر ليا وقالي اقعدي براحتك، وده لما عرف أني عامية فعطف عليا".أما عن "ع.أ" الذي تظهر عليه علامات الطيبة، ويبلغ من العمر 40 عامًا، فيروي: "شغلي في المتحف المصري، وبركب مترو كل يوم وأنزل محطة السادات، والحمد لله ولاد الحلال بيوصلوني كل يوم"."أنا بقف على جمب بعد ما بنزل من عربية المترو واستني حد يطلعني لحد المتحف عشان بخاف اقع على السلم أو اخبط في حد من الناس اللي ماشية"، بتلك الكلمات الصغيرة عبر الرجل الذي يعمل في المتحف المصري، عن الخطورة التي يتعرض لها في رحلته اليومية إلى العمل.ويتابع "ع.أ" روايته عن حياته في المنزل، فيقول: "في البيت أنا عارف مكان كل حاجة، لما مراتي بتغبر مكان حاجة منهم، بحس بنقص جوايا عشان بتعبها ومش قادر اظهر الحزن والانسكار اللي بحس بيهم قدامها، كفايا خدمتها ليا".وفي منطقة مدينة نصر، تعيش "ر.ش" التي تبلغ من العمر 15 مع والديها، وأخواتها الثلاثة، وتقول والدتها: "بنتي من يوم ما اتولدت وهي كفيفة، حياتي كلها ملهاش طعم بسبب مشكلتها، كل يوم بالليل أدعي ربنا وأفكر لما تكبر وأنا وأبوها نموت، هتعيش هي إزاى"."هي عندها حالة نفسية معظم الوقت عشان مش عايشة زي أخواتها"، عبرت هذه الكلمات القليلة التي قالتها والدة الطفلة الكفيفة عن حال الطفلة في معظم الأوقات، نظرًا لعدم قدرتها على العيش في حياة طبيعية مستقرة كغيرها من الأطفال.وتروي والدة الطفلة: "مدرستها فيها مرافق عشان هي خاصة بالمكفوفين، والمرافق بياخدها من تحت البيت وبيرجعها تاني، بس خوفي عليها مأثر عليا ربنا يحفظها ليا، ويشفيها".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الأهلي والإسماعيلي (2-0) في الدوري المصري (لحظة بلحظة) | تبديلات اسمعلاوية