سر "قرية الأشباح" في دمياط.. لماذا تحولت "مقابر اليهود" إلى مكان غير مرغوب فيه؟ (معايشة)

أسرار محافظة دمياط التاريخة لا تنتهي، فعندما تقترب أكثر من تاريخ تلك المحافظة تكتشف أنها تمتلك إرثًا يمكنها من أن تكون من أهم المحافظات التاريخية على مستوى الجمهورية، وفى هذا التقرير تكشف "أهل مصر" سرًا آخر من أسرار محافظة دمياط التاريخية، والذى لم يتطرق إليه الكثير، والبضع لا يعلم عنه شيئًا.

"مقابر اليهود".. أحد أسرار محافظة دمياط التاريخية والتي تحمل بين جدرانها الكثير والكثير من الأسرار والروايات التاريخية والمواقف البطولية أيضًا، لم يكن هذا الأمر محط أنظار المؤرخين فلم يتناوله أحد.

- لمحة تاريخية:كان سبب تواجد اليهود بدمياط، أنهم كانوا يحتكرون جمع الجمارك ومنها جمرك دمياط، لم يتمكنوا من إنشاء حارة لهم مثل باقى المدن، وفي القرن التاسع عشر كانت هناك جالية من اليهود تسكن دمياط، ولكنها ظلت تتناقص حتى بلغ عددهم عام 1937، خمسة أشخاص فقط، وهذا حسب ما ورد فى التعداد الرسمي. 

- مقابر اليهود مكان غير مرغوب فيه:حطام من الجدران، قد تكون المبانى الوحيدة بتلك المنطقة، تحيط بها الأراضى الزراعية من كافة الاتجاهات، بقايا المبانى المتناثرة تؤكد أنه ربما كان هنا منزلًا من قبل، ولكن الأمر الغريب عدم تواجد الأهالى بالمنطقة وندرة وصول أى من الأشخاص إليها وكأنها فى معزل عن العالم. "المكان ده مش كتير من الناس بتحبه".. بهذه العبارة بدأ محمد أبو النور شاب فى الثلاثينات حديثه لـ"أهل مصر"، موضحًا أن تلك المقابر لم تحظى باهتمام الأهالي، نظرًا لاحتوائها على أسرة يهودية كانت تقنط القرية قديمًا.وأضاف "أبو النور" لـ"أهل مصر": "روايات اليهود مع أبناء دمياط كثيرة قصص اعتادنا سماعها من الأجداد، فكانوا يعملون هنا فى التجارة والزراعة وده اللى خلاهم يسكنوا المنطقة دى بالتحديد، وكانوا مستولين على كثير من الأراضى وواخدينها لحسابهم"، توقف الشاب عن الحديث فأخبرنا أن هذا كل ما لديه من معلومات عن الأمر. 

- أهالي دمياط يكشفون حقيقة "مقابر اليهود" على بعد خطوات، كان يجلس "عم جميل" رجل مسن، أخذ يسرد قصة المكان قائلًا: "كان فيه جماعة يهود بيسكنوا دمياط زمان، كانوا شغالين فى التجارة بعدها بدأوا يستولوا على الأراضى الزراعية، وشغلونا عندهم".واستكمل حديثه بعبارة: "مش هننسى اللى عملوه، لكن احنا طفشناهم وقدرنا نخرجهم من أرضنا"، شعر عم جميل القبطى وقتها بالفخر، واعتدل فى جلسته وقص علينا ما قدمه أبناء دمياط حيال تواجد اليهود بالمحافظة، وكيف تمنكوا من ملاحقتهم حتى غادروا المحافظة، فقاطع الأهالى محال اليهود نهائيًا فلا بيع ولا شراء وأمام تضييق الخناق لجأ اليهود إلى الحلول السلمية تاركين المحافظة بسلام.أنهى عم "جميل" حديثه ليبدأ شاب آخر بالكلام قائلًا: "أنا بتابع تاريخ المحافظة وبحاول أعرف أساس الأمور، مضيفًا أن تواجد اليهود بالمحافظة لم يكن جزءً من التاريخ نظرًا لعدم قدرتهم على ترك أى أثر يدل على كونهم متواجدين هنا يومًا ما".وأضاف: "أنهم بعد أن هاجروا المحافظة تبقى منهم أسرة واحدة وتلك المبانى لم تكن قبور بل كانت مسكنهم من قبل، وعندما رحلوا ظلت المبانى فأطلق عليها اسم مقابر اليهود".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً