حرب الأفيون الثانية وتسمي أيضا الحرب الصينية الثانية، هي حرب بين بريطانيا وفرنسا، على أسرة چينگ الصينية، من 1856 حتى 1860، وهما في الأصل حربان، الأولى كانت في 1840 إلى 1842، ومن أهم أسباب هذه الحروب هو احتياج فرنسا لإستعمار أسواق جديدة، لتبيع فيها منتاجتها، حيث زاد الإنتاج كثيرا خصوصا بعد الثورة الصناعية، في القرن التاسع العشر.
الأسباب
لم تحقق معاهدة "فان جنج" ماكانت تصبوا اليه بريطانيا والقوي الغربية، فلم يرتفع حجم التجارة مع الصين كما كانوا يتوقعونن والحظر علي استيراد الافيون ما زال ساريا، كما أن البلاط الامبراطوري يرفض التعامل مباشرة معهم لذلك قدموا مذكرة بمراجعة الاتفاقات القائمة التي رفضها الامبراطور.
بداية الشرارة
لذلك قررت بريطانيا وفرنسا استخدام القوة مرة أخرى ضد الصين وواتتهم الفرصة عند قيام السلطات الصينية في "جوانج شو" بتفتيش سفينة تحمل العلم البريطاني واعتقال بحاريها وانزال العلم ومقتل مبشر فرنسي، لشن حرب جديدة علي الصين، استطاعت فيها القوات البريطانية والفرنسية دخول ميناء "جوانج شو".. والاتجاه نحو ميناء تيان القريب من بكين، مما جعل الامبراطور يقبل مراجعة الاتفاقات وتوقيع اتفاقية (تيان جين) في عام1858 بين الصين وكل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والتي تعطي لهم مزيدا من الامتيازات من أهمها:
فتح خمسة موانئ جديدة للتجارة الدولية وتحديد الأفيون بصفة خاصة من بين البضائع المسموح باستيرادها.
حرية الملاحة على نهر اليانج تسي كيانج.
السماح بدخول المسيحية في أرجاء الصين.
اتفاقية تيان جن
ونصت اتفاقية تيان جن علي التصديق عليها خلال عام من توقيعها، وحين تأخرت الصين في التصديق استخدمت بريطانيا وفرنسا القوة مرة أخرى لتحقيق ذلك واستطاعت قواتهما دخول "تيان جن" في ربيع عام1860، ثم تقدمت نحو بكين ودخلوها في أكتوبر 1860، وتوجهوا إلي القصر الصيفي للامبراطور الذي يبعد بضعة آميال عن بكين، وكان هذا القصر يعتبر من أعظم وأفخم قصور العالم ويحتوي علي آثار تاريخية هامة وقام الضباط البريطانيون والفرنسيون بنهب محتوياته لمدة أربعة أيام، وأضرموا فيه النار بعد ذلك.
وعن هذه الحادثة كتب فكتور هوغو عن ذلك فقال «: دخلت العصابتان البريطانية والفرنسية كاتدرائية آسيا..أحدهما قام بالنهب والآخر قام بالحرق.. وأحد هذان المنتصران مليء جيوبه والثاني مليء صناديقه ورجعوا إلي أوروبا يدهم في يد بعض ضاحكين.. ان الحكومات تتحول أحيانا إلي لصوص ولكن الشعوب لا تفعل ذلك..»
النتائج
اضطر الامبراطور للرضوخ لمطالبهم ووقع اتفاقيات "تيان جن" مع كل من فرنسا وبريطانيا وكذلك روسيا والولايات المتحدة التي منحت امتيازات أكثر أهمها فتح المزيد من الموانيء امام تجارة هذه الدول والاقامة لرعاياهم في بكين.. والتعامل المباشر مع البلاط الامبراطوري وحرية تجول المبشرين في الصين، والتنازل عن كولون وهي منطقة واقعة في الصين والاكثر قربا.
وارتفع عدد المدمنين في الصين من مليوني مدمن عام 1850م ليصل إلى 120 مليونًا سنة 1878م، ولكن حروب الأفيون لم تنته نهائيًا إلا باتفاقية 8 مايو 1911.