تمتلك مصر ثورة هائلة من الذهب، لم تجد بعد خطة استراتيجية منظمة لاستهلاكها بالشكل الأمثل، ما يساهم في رفع موارد مصر من المعدن الأصفر، الذي يدر بالتبعية دخلًا ضخمًا بالعملة الصعبة، ويغير من مكانة مصر الاقتصادية بشكل كبير على مستوى العالم.
فعلى امتداد الصحراء الشرقية للقطر المصري، تتواجد سلسلة من الجبال والوديان تحتوى على هذا الكنز العظيم، حيث تم تقدير عدد المناجم المبدئية في تلك البقعة بـ120 منجمًا ضخمًا، في حين أن الإنتاج الفعلي يخرج من منجمي "السكري" و"حمش" فقط، وإن كان الأخير لم يتعدى أكبر إنتاج له 120 كيلو فقط بسبب الطريقة البدائية "رش الكومة" المتبعة في استخراج هذا المعدن الثمين، فتظل الأطنان التي خرجت من "السكري" هي ما تدفعنا للتفاؤل بشدة بشأن مستقبل ثراء مصر.
- الإنتاج الفعلي:
اليوم الخميس، أعلن يوسف الراجحي، العضو المنتدب لشركة السكري لإنتاج الذهب، ومدير "سنتامين ايجيبت" عن بلوغ الإنتاج من منجم السكري لـ 93 طن ذهب، منذ بداية الإنتاج في عام 2010 وحتى أغسطس 2017، تحصلت منهم مصر ممثلة في البيئة العامة للثروة المعدنية على 200 مليون دولار، منهم 100 مليون دولار تحت حساب التسوية، والمبلغ ذاته ضمن دفعات الإتاوة، علمًا بأن صادرات منجم السكري تبلغ 2% من إجمالي ميزان الصادرات المصرية، وتستهدف شركة السكري إنتاج من 500 إلى 600 ألف أوقية ذهب، خلال العام الجاري، مقارنة بما انتجته الشركة خلال العام الماضي 470 ألف أوقية.
وفي هذا الإطار يقول الجيولوجي يوسف الراجحي مؤسس منجم السكرى، إن مصر لديها احتياطى ذهب من المنجم يكفينا لـ25 عامًا، طبقًا للتقديرات المبدئية، بمقدار 500 ألف أوقية يتم استخراجها فى العام الواحد، مؤكدًا أن "السكري" أحد أكبر 10 مناجم ذهب على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن إدارة المنجم تستكشف المنطقة المحيطة بالجبل بشكل مستمر، متوقعًا استخراج آلاف الأطنان من تلك المنطقة خلال عقود قادمة.
هناك مناطق أخرى في مصر تحتوى على كنوز ضخمة من الذهب الأصفر، أبرزها منطقتي شلاتين وحلايب، التي تحتوى كل منها على مئات الصخور المليئة بالذهب، والتي تعادل في مجموعها أضعاف منجم السكري.
كما تحتوي منطقة المثلث الذهبي الواقعة بمحافظة البحر الأحمر، ما بين سفاجا والقصير، والتي تصل مساحتها الاجمالية إلى 250 ألف متر مربع.
- الشركات العاملة بالمجال والخريطة الاستثمارية:
يعمل في مصر شركتين لإنتاج الذهب حاليًا، هما الشركة الفرعونية الاسترالية بمنجم السكرى، وشركة "ماتزهولدنج" القبرصية التى تعمل فى منجم "حمش"، إضافة إلى شركتين للبحث والتنقيب عن الذهب، هما "آتون ميننج" الكندية، و"ثانى دبى" الإماراتية، وهما بصدد الإعلان عن كشف تجارى لاستخراج الذهب نهاية العام الجارى، أو بداية العام المقبل على أقصى تقدير.
كانت هيئة الثروة المعدنية، أعلنت عن نتائج مزايدتها رقم 1 لسنة 2017 للتنقيب عن الذهب فى 5 قطاعات بالصحراء الشرقية، وشملت نتيجة المزايدة ترسية منطقتى بوكارى وأم سمرة على شركة "ريسوليوت مصر ليمتد"، ومنطقة أم الروس على شركة "فيرتاس مايننج ليمتد" الإنجليزية، ومنطقة أم عود وحنجلية على شركة غاز الشرق المصرية، ومنطقة دهب على شركة "غسان سبان" الإسبانية للاستثمارات.