مقابر تحولت إلى منتزهات.. "أهل مصر" ترصد مشاهد انتهاك قدسية الموتى في الحوامدية

كتب : نجوى قطب

وكأنهم يستحضرون ذكراهم العطرة، ويستدعون ذكريات أيام مضت، كانت فيها الحياة بمعناها الحقيقي ترتسم على معالم وجوههم معاني الهروب عن الواقع، الذي يضج بآثام البشر، وينضح بشراستهم، فلم يعد أمامهم سوى قبور ذويهم، الذين رحلوا عن الحياة، يتلمسون بجابهم، حنانًا، وجدوه في عالم الأموات، وافتقدوه في عالم الأحياء.

عدسة "أهل مصر"، حاولت أن تنقل تفاصيل هؤلاء البشر، ففي مقابر الحوامدية، بمحافظة الجيزة، تشهد هذه المقابر، تجمع كبير من الباعة، حول المقابر وبين طرقاتها، التي تحولت إلى مجرد مزارًا يرتاده الأهالي، لقراءة آيات القرآن الكريم، والمسح على قبور ذويهم، ومتنزه يحرص الجميع على ارتياده والتبضع منه. 

تقول "زينب" وعينيها يملؤها الحزن، لــ "أهل مصر"، بعد أن فرق الموت بيني وبين زوجي، وترك لي أربعة من الأطفال، اعتدت زيارة قبره مع أبنائي منذ أكثر من خمس سنوات، وأرى هؤلاء الباعة أسبوعيًا. 

أما "أبو محمد"، الرجل الستيني، أحد الزائرين الذين اعتاد المقابر، فهو يزورها مع زوجته منذ أكثر من خمسة عشر عامًا، فابنهم الأكبر سقط ضحية مشاجرة بحيهم الشعبي، يقول: "لقد اعتدت المجئ كل يوم خميس من كل أسبوع لزيارة قبر ابني برفقة أمه، حيث أرى المئات مما لم تقف زياراتهم عند قراءة الفاتحة، بل هم يتنزهون ويشترون الطعام والهدايا لأطفالهم، من الباعة الجائلين المفترشين التراب ببضائعهم أمام المقابر".

ويروي "أحمد" الشاب الثلاثيني، والذي فقد أمه قبل أعوام على إثر خطأ طبي، أنه اعتاد زيارة قبر والدته من منذ عام 2012، برفقة أولاد اخوته الصغار. ويقول: "أنا باجي كل خميس أنا وولاد أخواتي علشان أزور قبر أمي، وبناخدها كنوع من الترفية وتغير جو من وقت وفاتها من 3 سنين، بعد قراءة الفاتحة وتلاوة بعض من الآيات القرآنية، باخد الأولاد وعلى جانب المقبرة بنطلع أكلنا والحلويات، ونأكل وتقضي يومنا وبعدين أشتري لهم بعض من الهدايا". 

ومن جانبه قال، الدكتور رجب قزام، أستاذ الفقه المقارن، والعميد الأسبق لكلية الشريعة بجامعة طنطا، إن زيارة المقابر مشروع للعظة ولا مانع من زيارة القبور بشرط أن تكون مصحوبه بالآداب العامة واحترام حرمة الموتى، وقد حث النبى صلى الله عليه وسلم، على زيارة القبور حيث قال: "زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة".

وأشار إلى أن الأطفال ليس من لائق أصطاحبهم للمقابر بهدف التنزة فذلك له تأثير في نفسية الطفل الذي من الممكن أن تحمل ذاكرته بعض من تلك المشاهد التي يتعرض له في القبور.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً