أول مأذونة بأسوان تفتح قلبها لـ"أهل مصر".. تعرضت للظلم وزوجي شجعني .. و"يوضع سره في أضعف خلقه".. ولن أعقد للقاصرات

سيدة نوبية تحدت العادات الموروثة بصعيد مصر وحاربت التمييز الذي تعاني منه المرأة واستطاعت بإصرار أن تحقق حلمها بفوزها بأول مأذونة في محافظة أسوان.ألتقت "أهل مصر" أم كلثوم محمد يونس حسنين أول سيدة مأذونة بمحافظة أسوان، فتحت قلبها لتروي كيف صمدت حتي حققت حلمها.تقول أم كلثوم من نجع الشديد بقرية غرب أسوان: "تخرجت بكلية دار العلوم بالقاهرة دفعة 1979 عملت معلمة للغة العربية والتربية الإسلامية بمدرسة غرب أسوان الإعدادية ثم معهد دار المعلمات بأسوان ثم تمت إعارتي للسعودية لمدة عام ولسلطنة عمان 3 أعوام ثم العمل بمدرسة أحمد طه حسين الثانوية وفي عام 1999 تم اختياري موجهة للغة العربية والتربية الإسلامية إلي أن أصبحت موجه أول للتربية الإسلامية بإدارة أسوان التعليمية حتي تخرجت علي المعاش وقد عملت بالعمل السياسي من عام 1980 وذلك بعد تخرجي من الكلية وتم اختياري عضوة بالمجلس المحلي لمركز أسوان بالتزكية وعضوة في المجلس المحلي لمحافظة أسوان في ذلك الوقت".وأضافت: "في عام إعارتي عام 1986 كاد أن يرشحني اللواء قدري عثمان محافظ أسوان في ذلك الوقت عضوة بمجلس الشعب ولكن لم يحالفني الحظ بهذه العضوية بسبب سفري للإعارة"."يوضع سره في أضعف خلقه"وتسرد أم كلثوم قصة نضالها قائلة: "منذ أن كنت معلمة إلي يومنا هذا وأنا اتدخل في شئون أي منازعات بين الزوجة والزوجة أو الأب وأولاده لإصلاح ذات البين وأي مشكلة تصل إلي ربنا يكرمني وأقوم بحلها مؤمنة بمقولة "يوضع سره في أضعف خلقه في حل المشكلات الأسرية".شجعني زوجي وأخواتي ودعمني أهل قريتيوأضافت عرضت الأمر علي زوجي فشجعني قلبا وقالبا كما دعمني أخوتي وأيدوا فكرتي ومن المواقف التي فاجئتني كان من بنود الترشح للماذونية أن يذهب 10 من الشباب إلي مركز الشرطة كضمان لإثبات أني ابنة قرية غرب أسوان ولكني فوجئت بأكثر من 30 شاب أمام المركز.سنتان هي عمر رحلة الصمود حتي تحقيق الحلموتابعت: "القدوة والأب الروحي أحمد نصر سنجق المأذون السابق بقرية غرب أسوان كان مديرا عاما للتربية والتعليم وحاصل علي العالمية من الأزهر وشجعني أن التحق بدار العلوم وهو الذي رشحني للعمل السياسي مع عمدة القرية فمن خلال ترددي علي منزله كنت أسمع مايدور معه من حالات طلاق أو صلح أو زواج وكنت أظن وقتها أن المأذونية قاصرة علي الرجال فقط ولكن من خلال إطلعي علي ورقة الترشيح وجدت أن كلية دار العلوم مطلوبة في الترشيح كما قمت بالبحث علي النت عن كلمة "مأذونة" فوجدت أمل سليمان بمحافظة الشرقية أول مأذونة في مصر والعالم العربي عام 2008 والثانية المأذونة مرفت العادلي من قرية المراشدة بقنا".وأستطردت أم كلثوم: "تقدمت بالترشيح للمأذونية عام 2015 ولكن بسبب ظلم قد وقع علي لم يحالفني الحظ ولم أيأس وكانت ثقتي في الله كبيرة حتي أعيد الترشيح مرة أخري وكنت عندما اسحب ملفي من محكمة الأسرة وكنا اثنين من السيدات و7 من الرجال ويوم الفصل 4 مايو 2017 كنا أمام المستشار 3 مرشحين وأجريت القرعة بناء علي طلب وزارة العدل وكان اختيار الله لي الفوز بالمأذونية وأنتظرت تصديق الوزارة بالموافقة وفي يوم 1 أكتوبر الماضي تم التصديق علي مأذونيتي ويوم 3 أكتوبر تسلمت العمل كمأذونة لقرية غرب أسوان حيث تسلمت الدفاتر بمحكمة الأسرة من مأذون منطقة أبو الريش وكان القائم بمأذونية غرب أسوان".لا عقد زواج للقاصراتلن أقوم بعقد زواج القاصرات حتي تبلغ العروس السن القانوني نظرا للمخاطر التي تترتب علي هذا الزواج "ولازم وجود البطاقة الشخصية أو الختم أن كانت أمية.وبسؤالها هل هناك معارضين لوظيفتك في القرية قالت: "أي شخص يتم اختياره في أي منصب له معارضيه ومؤيديه لافته إلي أنها واجهت قله من المعارضين أصحاب الفكر الذكوري بأن هناك وظائف للذكور فقط ومنها المأذونية".سأمنع العادة النوبية التي تمنح المأذون الهداياوأشارت أم كلثوم إلي أنها ستمنع العادة النوبية في القرية والتي تتمثل في منح الهدايا مثل "الحلويات والمخبوزات والأجهزة الكهربائية" للمأذون وذلك رفقا بأهل القرية ونظرا لظروف المعيشة الصعبة واحتياجات الأسر لأن المأذونية وظيفة قبل أي شيء. وأختتمت المأذونة أم كلثوم حديثها بتقديم الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي جعل 2017 عام المرأة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً