سفير رومانيا بالقاهرة: مصر تلعب دورا هاما في استراتيجية بوخارست

أكد سفير رومانيا بالقاهرة ميهاي شتيفان ستوبارو، أن مصر تلعب دورا هاما في استراتيجية بوخارست لتطوير علاقاتها مع أفريقيا ودول الشرق الأوسط، ويعد حاليا وزير بيئة الأعمال والتجارة وريادة الأعمال الروماني هاري إيلان، زيارة لمصر خلال نوفمبر المقبل على رأس وفد كبير يضم رجال الأعمال الرومانيين.

وقال الدبلوماسي الروماني -في تصريحات صحفية، اليوم الأحد - إن الفترة الماضية شهدت تطورات إيجابية في العلاقات الثنائية، حيث بحث الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس مع الرئيس عبد الفتاح السيسي العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي وبين مصر ورومانيا بالإضافة إلى التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وحل النزاعات في ليبيا وسوريا، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال سبتمبر الماضي.

وأضاف أن الرئيسين اتفقا على تبادل الزيارات لدعم الحوار السياسي المشترك على أعلى مستوى وأن الرئيس الروماني أكد تقديره لدور مصر كعنصر استقرار في الشرق الأوسط وعن رغبته في تعزيز التعاون الاقتصادي معها، مشيرا إلى أهمية مباحثات سامح شكري وزير الخارجية مع نظيره الروماني تيودور مليشكانو في أغسطس الماضي والتي تناولت العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك والجهود المبذولة لحل الأزمة الليبية والهجرة غير الشرعية والتهديدات الإرهابية.

ولفت ستوبارو، إلى أن اللجنة العليا المصرية الرومانية المشتركة برئاسة الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي، وهاري إيلان، بحثت في بوخارست خلال يوليو الماضي، سبل دعم التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والاستثمار والتجارة وإقامة مشروعات في مجالات إنتاج الميكنة الزراعية وعربات القطارات والأسمنت والبتروكيمياويات والأدوية والموارد المائية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

كما ناقشت اللجنة سبل تعزيز التعاون في مجالات البحث العلمي والتعليم وتطوير ممرات الطاقة، فضلا عن آليات التعاون بين الشركات المصرية والرومانية لتنفيذ مشروعات مشتركة في أسواق خارج دولتي الاتفاق.

وأوضح أن أبرز نتائج أعمال هذه اللجنة التوقيع على 5 مذكرات للتفاهم في مجالات دعم الاستثمار المشترك، وفي المشروعات الصغيرة والمتوسطة والزراعة والتعاون التجاري بين هيئة الميناء البحري كونستانتا وميناء الإسكندرية، بجانب مذكرة تفاهم في مجال الموارد المائية، مشيرا إلى المناقشات الجارية حول التوقيع على اتفاقيات في مجالات السياحة والخدمات الجوية ونقل الغاز الطبيعي.

ولفت إلى أن الصادرات الرومانية إلى مصر بلغت 580 مليون دولار عام 2016 بانخفاض يقدر بنحو 26 % بالمقارنة ب 790 مليون دولار عام 2015، مضيفا أن قيمة التبادل التجاري بين البلدين في أول سبعة أشهر من هذا العام بلغت 307 ملايين دولار من بينها 238 مليون دولار صادرات رومانية و68 مليون دولار صادرات مصرية.

وأفاد بأن رومانيا تصدر لمصر الحبوب (أغلبها القمح) ومنتجات البترول والأخشاب والكيمياويات ومنتجات المعادن والمعدات الصناعية والإلكترونية والسيارات وقطع الغيار والإطارات والأثاث، بينما تتميز الصادرات المصرية لرومانيا بالتنوع وتشمل الخضرات والفاكهة والمنتجات الغذائية والأدوية والكيماويات والسيراميك والمنسوجات والأسمدة ومنتجات البلاستيك وبعض المعدات الكهربائية الصناعية والأواني الزجاجية.

وحول مناخ الاستثمار في مصر، أوضح الدبلوماسي الروماني، أن الحكومة المصرية تبنت الإصلاحات الهيكلية لتطوير الإطار التشريعي الاقتصادي بهدف خلق فرص عمل في مجالات الطاقة والموارد التعدينية والبنية التحتية والصناعة والتجارة والزراعة، معربا عن ثقته بأن مناخ الاستثمار والتجارة سوف يتحسن بشكل مطرد ليكون قادرا على التنبؤ حول إمكانية جذب الاستثمارات الجديدة وأن الشركات الرومانية ستكون من ضمن الدول التي ستستثمر في مصر في ضوء الظروف الجديدة للإصلاح الاقتصادي.

ولفت إلى أن قيمة رأس المال لـ55 شركة رومانية في مصر بلغت 90 مليون دولار بنهاية فبراير الماضي، وتعمل في مجالات التصنيع والسياحة وتكنولوجيا المعلومات والتجارة، وبهذا تحتل رومانيا المرتبة 40 في قائمة الدول المستثمرة في مصر.

وفيما يتعلق بالسياحة الوافدة من رومانيا، قال ستوبارو، إن الحكومة المصرية تبنت الإجراءات الأمنية المشددة التي أقنعت منظمي الرحلات الرومانية باستئناف حركة السياحة وبدأت في نهاية مارس الماضي رحلات شارتر بين المدن الرومانية مثل بوخارست وكلوج نابوكا والمقاصد السياحية الرئيسية في مصر بجانب الأعداد المتزايدة التي تزور القاهرة وشرم الشيخ وتطوير السياحة الدينية خاصة في القاهرة وجنوب سيناء في منطقة دير سانت كاترين.

وأعرب عن قناعته بأن معدلات السائحين الرومانيين للقاهرة سوف تعود إلى سابق عهدها في السنوات الماضية، مشيرا إلى أن السائحين المصريين مهتمون بالسياحة العلاجية في رومانيا خاصة طب الشيخوخة ومنتجات جيروفتيال التي تشتهر بها البلاد.

وأوضح الدبلوماسي الروماني أن بلاده تعتبر نفسها حليفة مع مصر في مكافحة الإرهاب الدولي وتدرك حجم التحديات التي تواجه مصر في شمال سيناء، مؤكدا أن مكافحة الإرهاب تتطلب جهودا دولية مشتركة وتفهما أفضل حول أهمية التعاون المشترك والأكثر أهمية تغيير سريع للخطاب الديني والتوقف عن خطاب الكراهية على الساحة الدولية، ولفت إلى أن بوخارست لم تشهد أي هجمات إرهابية مباشرة ولكن وقع ضحايا رومانيين في الهجمات الإرهابية في أوروبا.

وعن الهجرة غير الشرعية، أفاد بأننا نكافح شبكات التهريب ونقوم بعمليات بحث وإنقاذ في البحر وذلك بدعم من حرس الحدود الأوروبية وخفر السواحل وعمليات القوات البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط المعروفة باسم صوفيا التي نتج عنها إنقاذ العشرات من الأرواح كل شهر، مؤكدا أن مصر تعد شريكا هاما للاتحاد الأوروبي في عمليات الانقاذ في شرق المتوسط.

وأشار إلى أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي منحت الحماية إلى أكثر من 700 ألف لاجيء عام 2016 والاتحاد ملتزم بتوفير ملاذ أمن للمحتاجين للحماية طبقا لمعاهدة جنيف وهناك حاجة للتوصل إلى اتفاق حول نظام اللجوء الأوروبي المشترك بناء على مباديء المسئولية والتضامن، مؤكدا أن رومانيا تتعاون مع الدول الأعضاء لإقامة مسارات قانونية وأمنية لتكون بديلا عن مسارات التهريب الخطرة وغير المنتظمة.

ولفت إلى أن هناك أكثر من 400ر16 ألف في حاجة للحماية الدولية تم توطينهم في الاتحاد الأوروبي منذ يوليو 2015 والاتحاد على مسار الالتزام بتوطين 504ر22 ألف بنهاية سبتمبر الماضي.. مضيفا أن المفوضية الأوروبية تقدمت باقتراح لوضع إطار لإعادة التوطين في الاتحاد الأوروبي في المستقبل وأن الاتحاد وفر تمويلا يقدر بنحو 10 مليارات يورو لدعم الهاربين من الحرب في سوريا.

وحول تأثير انسحاب بريطانيا من الاتحاد، أفاد بأن حماية حقوق الأوروبيين الذين يعيشون في بريطانيا أحد القضايا الرئيسية في المفاوضات حول الانسحاب ويريد الاتحاد ضمانات حول هذا الموضوع قبل مناقشة مستقبل العلاقات التجارية، مشيرا إلى قلق رومانيا حول وضع نصف مليون روماني يعيشون في بريطانيا وحماية حقوقهم بعد انسحاب بريطانيا.

وأكد ثقة رومانيا بأن بريطانيا سوف تستمر شريكة في استراتيجيات الأمن والدفاع الأوروبية والتعاون العسكري بين البلدين في أفضل حالاته، مضيفا أن رومانيا سوف تبذل جهدا كبيرا في إعادة تشكيل الاتحاد الأوروبي وأنها سوف تستضيف أول قمة عقب انسحاب بريطانيا وذلك خلال رئاستها لمجلس الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من عام 2019.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً