علق محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، على الاتجاهات التي ظهرت أمس في مجلس النواب المصري، المؤيدة لإلغاء القرار الوزاري ٢٩٦ لعام ٢٠٠٩، الخاص بتأسيس نظام لصناديق الدواء لكل صنف (البوكسات)، قائلا إن القرار تأخر كثيرا، مؤكدا أن المركز نادى بتنفيذه أثناء لجنه استماع بمجلس النواب حدثت من ٨ شهور.
وأضاف "فؤاد" في تصريح لـ "أهل مصر" أن القرار الوزاري حدد لكل صنف ١٠ مستحضرات محلية وهو نظام لم يكن معمول به في دول العالم، مؤكدا أن نظام البوكسات هو السبب الأكبر في 75% من مشاكل الأدوية في مصر، مشيرا إلى أن القرار تسبب في وجود أزمة فعلية بملف الدواء المصري، ما أدى للإخلال بمبدأ إتاحة الأدوية كحق دستوري لكل مواطن.
وتابع: أدت أزمة الأدوية إلى ظهور سوق موازٍ للسوق الرسمي "السوق السوداء"، بفضل الممارسات الاحتكارية التي أظهرتها شركات بعينها، امتلكت حق تصنيع المستحضر، لتخرج في الأزمات وتهدد بوقف الإنتاج، للضغط على الحكومة لتحريك الأسعار، مضيفا أن وزارة الصحة عجزت فعليا عن التصدي لثل تلك الأفعال، ليستغل تجار السوق السوداء الموقف ويرفعون أسعار المستحضرات المختلفة.
وشرح مدير المركز المصري للحق في الدواء أن المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء السابق، اتخذ قرارًا تاريخيًا بإنتاج مصر لأدوية الفيروسات الكبدية، واستثنائها من نظام "البوكسات"، نظرًا لأهميتها، وبالتالي تم استثناء زيادة أسعارها، مضيفا أنه وحسب القانون 296، فقد كان من المقرر أن يكون سعر دواء السوفالدي المصري 8600 جنيه، في قرار كان سيؤدي لهامش ربح كبير للشركات ضد مصلحة المواطن، إلا أن قرار "محلب" أدى لدخول كافة الشركات في خط الإنتاج مع تحديد سعره بـ2600 جنيه، ما أدى لمنافسة قوية بين الشركات وبعضها البعض، ليصل السعر إلى 600 جنيه فقط الآن، وهذا في مصلحة المواطن.
وأشار "فؤاد" إلى أن قرار إلغاء نظام البوكسات في صالح المريض المصري ويجبر الشركات على العمل الجيد، حيث يطبق عقوبات على الشركات التي تتوقف عن تصنيع الأدوية الرخيصة ويخرجها من السوق، مع إضافة شركات جديدة إلى خطوط الإنتاج، مؤكدًا أن لا بد من الإعلان عن آلية تطبيق القرار الجديد، حتى لا تشوبه شائبة الفساد، حيث أنه من الممكن أن تدخل شركة واحدة بأكثر من اسم، لتستحوذ على شرائح أسعار مختلفة، وبالتالي نعود لنفس النقطة وهي احتكار شركة واحدة للمنتج، مطالبا بميكنة كافة أعمال إدارة الصيدلة لحفظ حقوق الشركات وإيجاد فرص متساوية بينهم.