تواجه بريطانيا شبح التحرش الجنسي، خاصة من مشاهير السياسة والفن، ويأتي ذلك بعد الاعترافات التي أدلى بها وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون والتي تفيد بقيامه بالتحرش منذ أكثر من 10 سنوات، لينضم إلى قائمة الساسة والفنانين في قفص اتهام واحد في وقائع انتهاكات واعتداءات جنسية، كان مسكوتًا عنها بسبب النفوذ والسلطة، ومنهم وزير الدولة للتجارة الدولية مارك جارنييه، وأعضاء في برلمان اسكتلندا.
وفي الوقت الذي اعترف فيه فالون بتحرشه بصحفية بريطانية منذ أكثر من عقد، واعتذر لها، يكافح البرلمان في اسكتلندا من أجل أن يوقف النواب خاصة "أعضاء الحزب الوطني الاسكتلندي" تحرشاتهم بالنائبات ودعت الوزيرة الأولى في اسكتلندا نيكولا ستيرجن النائبات إلى عدم الخوف والسكوت ورفع أصواتهن بشأن الانتهاكات التي يتعرضن لها.
وفي نفس السياق، أمرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بالتحقيق مع وزير الدولة للتجارة الدولية مارك جارنييه، عقب أن ذكرت صحيفة "ذا ميل"، في عددها الأحد الماضي، أنه طلب من سكرتيرته كارولاين إدموندسون شراء لعبتين جنسيتين له وتحرش بها لفظيا.
ويأتي بالتزامن مع الفضيحة البريطانية، تحقيق الادعاء في فرنسا في مزاعم امرأتين اتهمتا الأكاديمي الإسلامي المعروف طارق رمضان باغتصابهما.
وقالت إحدى السيدتين، واسمها هندة عياري، في مقابلة مع التلفزيون الفرنسي، إنه اعتدى عليها في فندق بالعاصمة الفرنسية باريس عام 2012 مضيفة، "لقد وثب علي مثل الوحش".
وينضم إلى قائمة المشاهير من المتحرشين جنسيًا، الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب، والذي لم ينف ماقامت به الممثلة هيذر ليند من إدعاء بأنه بدر منه تحرش جنسي، الأسبوع الماضي، واعتذر بوش الأب، عبر متحدث باسمه، وقال إن الأمر كان مجرد ربتة ودودة ومزحة حتى تشعر أنها على سجيتها خلال جلسة لالتقاط الصور.
ويبدو أن 2017 ستكون شاهدة على متلازمة التحرش وهوليوود، فقد وجهت آخر هذه المزاعم إلى النجم الأميركي المعروف، بطل مسلسل "هاوس أوف كاردز"، كيفين سبيسي، بعد اتهامه بمحاولة التحرش الجنسي في أيام شبابه بممثل طفل.
وقال الممثل أنتوني راب، في مقابلة مع موقع "باز فيد نيوز"، إن سبيسي دعاه إلى حفل، وأنه كان مخمورا على ما يبدو حينما وقعت هذه الحادثة، وكان راب يبلغ من العمر 14 عاما آنذاك.
ويكشف راب هذه الواقعة بعد فضيحة منتج هوليوود الشهير هارفي وينسين، الذي اتهمته أكثر من 50 امرأة بالاغتصاب أو التحرش الجنسي بهن، لكنه نفى بشكل قاطع أي ادعاءات بشأن ممارسته الجنس مع أية امرأة دون رضاها.
وعلى الجانب الآخر، قال سبيسي على فيسبوك: "بكل صدق لا أتذكر هذه المقابلة، لكن إذا كنت تصرفت بهذه الطريقة كما يصفها "راب" فإنني أدين له بأصدق اعتذار".
لكن سبيسي ليس وحيدا في هذه القائمة التي تحوي عددا كبيرا من الفنانين المتهمين بقضايا بتحرش، أبرزهم الممثل بيل كوسبي الذي يواجه عقوبة السجن لنحو عقد من السنوات إذا ثبتت إدانته في قضايا اعتداءات جنسية على العشرات.