اعلان

لو بطلنا نحلم نموت.. "قصة شاب" كسره المرض.. وأنصفه محافظ "كفر الشيخ" بعد رحلة عذاب استمرت 8 سنوات (صور)

«أحمد إبراهيم».. طالب عمره 14 عامًا، ابنًا لأسرة بسيطة والده يعمل حارس أمن على مدرسة، في

كفر الشيخ، والدته ربة منزل لم تكمل دراستها، مثل أي شاب في سنه، يلعب ويجري

ويعيش الحياة بالشكل الطبيعي المعتاد، ، واجه المستحيل لتحقيق حلمه، حتى جاء اليوم الموعود بعدما وجد نفسه غير

قادر على الحركة والاتزان، ومع الوقت تطور الوضع حتى أصبح غير قادر على الوقوف.

رحلة مع المرضرغم الظروف المعيشية الصعبة، إلا أن أسرة أحمد لم تترك طبيبًا إلا وطرقوا بابه؛ ليكتشفوا أن ابنهم مصاب

بالتهاب مزمن في الأعصاب الطرفية، ليعتليهم الشعور بالصدمة جراء ما أصاب نجلهم

فلذة كبدهم، ولكن إيمانهم وصبرهم على البلاء، جعلهم فى رضا بقضاء الله وقدره، كما أن أخيه مصاب هو الآخر بثقب في القلب.تراود

الفتى اللحظات التي أصبحت سريعًا جزءً من الماضي، يقف بجوار نافذة غرفته الصغيرة،

والدموع وحرارة الشوق، تملأ وجدانه، بنظرة يلقيها على أصدقائه وهم يلعبون في

الشارع، قائلًا لنفسه: «خلاص.. انتهت أيام اللعب بسرعة كده!».

لم يجد

الأطباء سبيلًا سوى نصيحة "أحمد" بالعلاج الطبيعي طوال حياته، ومع الوقت لم يستطع

المداومة على ذلك بسبب الظروف المادية، ومرتب والده البسيط. التحق بالصف الأول الثانوي الأزهري، ونصحه كل أقاربه بأن يختار شعبة الأدبي نظرًا لظروفه الخاصة التي تستدعى ألا

يرهق نفسه في المذاكرة، لكنه رفض وصمم على الالتحاق بشعبة العلمي."الأم"

خير سندلم تكتف والدته البسيطة بالنظر إلى ولدها والحيرة تغمره، دون أن تنصحه، لتقول له: «اختار

الشيء الذي تحبه، لا تنتبه لرأي الناس، حتى لا يأتي يوم تندم إنك سمعت كلامهم وتنازلت عن حلمك»، ومن هنا قرر أن يدخل أحمد شعبة العلمي، متحديًا كل الصعوبات، ومع المشكلة

الكبيرة التي واجهته وهي التنقل بين الدروس، جاء دور الأب الجسور، ليقرر شراء «موتوسيكل» يقوم بنقله من درس إلى آخر على مدار اليوم، وبعدها يذهب إلى

عمله طوال الليل، وهكذا استمر الحال على مدار 3 سنوات.يوم النتيجةفرحة ليس بعدها فرحة، بعد نجاحه بتفوق وحصوله على مجموع كبير، كلل الله نجاحه وجازاه

خير الجزاء بعد مشقة وعناء استمرت لسنوات برفقة أسرته الصامدة الداعية له رغم

حالتهم وظروفهم القاسية، ولكن هل تنتهي رحلة العذاب والتعب؟، الإجابة «لا».. ما زال

هناك الكثير في انتظار الشاب العشريني."أسيوط" المرحلةالشاب

القروي البسيط ابن محافظة كفر الشيخ، فوجئ بأن التنسيق أرسله إلى كلية الصيدلة في

أسيوط، وهي الطامة الكبرى بالنسبة له نظرًا لبعد المسافة، وحالته الصحية؛ ليقرر

الذهاب إلى مدير مكتب التنسيق، أملًا منه في أن يمنحه استثناءً، يدخل من خلاله

صيدلة القاهرة جامعة الأزهر، لكن كان رده: «إنت ليه تمرمط نفسك في صيدلة

بظروفك دي، عندك كلية شريعة جمبك في طنطا، مشي حالك فيها، ورفض يساعده بأي

شكل».

لم يجد

سبيلًا سوى الدخول صيدلة أسيوط على أساس أن يمضى فيها عامًا واحدًا وبعدها يقوم

بالتحويل إلى القاهرة، وهنا كانت أكبر عقبة مر بها في حياته، عن كيفية ذهابه إلى

الكلية «إزاي وهي بعيدة عن مسكنه الذي سيمكث فيه بأسيوط حوالي ساعة سيرًا على

الأقدام، وكيف سيصعد إلى الدور في مبنى الكلية كل يوم؟.. وإذا عاد إلى منزله من

سيساعده للصعود للدور الثالث الذي يقيم فيه؟».حزن

وانهياربدأ «أحمد» في الانهيار بعد شعوره بالعجز وإرهاق أسرته معه، ليحدث والدته

قائلًا لها: «مش قادر أكمل يا أمي؟».. لترد عليه: وهي تبكي حزنًا ووجعًا عليه: «إنت

قطعت شوط كبير أوي يا ابني.. هتنهار وإنت فاضل على تحقيق حلمك خطوة؟»، ولم تملك سوى

الدعاء له «ربنا يفك كربه بمعجزة من عنده»، في وقت كانت أبواب السماء

فيها مفتوحة، وبالفعل ربنا أرسل له المعجزة، واستجاب لدعوة أم مكلومة على ولدها.ملاك في

صورة بشر

سخر الله

في طريقه «تامر الكافوري»، ليكون صديقًا وأخًا لم تلده أمه، يتحمل معه

عناء 5 سنوات ويكون هو الملاك الذى يسانده، تامر كان يذهب إليه يوميًا في

مسكنه ليساعده في اللبس، وينزل الكرسي ٣ أدوار، ويعود لينزله هو، ويمشي به ساعة

حتى الكلية، ثم يصعد بالكرسي ٥ طوابق، ويعود يسنده ٥ طوابق، وينزل به، مره أخرى ليعيده

إلى مسكنه، ويصعد به الـ٣ طوابق.. كل هذا كان يحدث لمدة ٥ سنوات، لم يتركه صديقه

يومًا واحدًا، حتى آخر يوم في الجامعة.بعد التخرج "الحلم يتحقق"تخرج أحمد بعد ٥ سنوات عانى فيهم السفر 10 ساعات

من كفر الشيخ لأسيوط في البرد الذي طالما كان يقسو عليه حتى يفقده الإحساس والتحكم

بأطرافه تمامًا، خاصةً أنه لم يحول إلى القاهرة، لأنه لك يجد صديقًا مثل «تامر» يؤنس وحدته، ويكون خير سند، وبعد تخرجه، رفضوا أن يسلموه عمله بحجة الإعاقة، لكنه لم يصمت والتقى محافظ كفر الشيخ، ليقرر تسلمه عمله بداية من

الغد. 

وبهذا وصل «أحمد» لآخر سلمه في الطريق

لحلمه الشخصي، الذي لم يكتف بالسعي وراءه فقط، يحاول الآن أن يكون صوت كل مرضى

الضمور وإلتهاب الأعصاب الطرفية الذين يعانون من الرفض الصريح أو نظرات الاستضعاف

ولم يأخدوا فرصتهم ليشاركوا في بناء بلدهم والتعبير عن نفسهم بفكرهم ومجهودهم المتواضع،

ولن نغفل حق والده ووالدته وصديقه "تامر الكافوري" هم الأبطال

الحقيقيون، الذين ساندوه في محنته.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السيسي: ندعم وحدة واستقرار سوريا وكل جهد يسهم في إنجاح العملية السياسية الشاملة