تبنت الدولة المصرية القضية الفلسطينية عبر كل العصور ودعمتها سياسياً في كل مراحلها إلى أن تمت أخيراً المصالحة بين حركتي فتح وحماس برعاية مصرية وسط ترحيب فلسطيني وعالمي لحل نزاع استمر طيلة سنوات وأثر على مسار القضية الفلسطينية.
لكن فيما يبدو أن تلك المصالحة لا تخدم مصالح دول بعينها وأفراد تعودت على الانتفاع والتربح من الخلاف "الفلسطيني – الفلسطيني".
وبرؤية موضوعية للحادث الغاشم الذي استهدف المصلين في مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد، غربي العريش، بمحافظة شمال سيناء، يوم الجمعة الماضي والذي أسفر عن مقتل 305 أشخاص، وإصابة 128 آخرين، يتبين أن الإرهاب في سيناء بدأ يدخل منحنى جديدا من استهداف المدنيين.
تلك الطريقة غير المعتادة في تعامل تنظيمي "داعش" و«بيت المقدس» في سيناء تدعو للتساؤل، هل حدث تغير نوعي وديني في فكر التنظيم الإرهابي أم أن الحادث وراءه أنظمة ودول لا تحركها العقائد والمعتقدات الدينية المغلوطة، بل تحركها مصالحها في المنطقة فلم يعد لها سقف في التفرقة بنوعية المستهدفين سواء عسكريين أو مدنيين؟.
تصريح وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية جيلا جملئيل، الذي قالت فيه إنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية إلا فى شبه جزيرة سيناء، وضع مصر أمام تساؤل عن مدى قناعة وتورط إسرائيل في التمهيد بأحداث دموية كمحاولة لفرض حل إخلاء سيناء على الدولة المصرية.
وفي خضم ذلك أشارت التكهنات إلى أن هناك أيادي خفية أخرى وراء هذا الهجوم ونشاطا جديدا يعلن عن نفسه بقوة وسط الساحة الإرهابية، خاصة أن تنظيم داعش الإرهابي لم يستهدف السنة من قبل في مصر، فمن وراء هذا؟.
أجابت على هذا التساؤل صحيفة "فرانكفورتر ألغماينة" الألمانية التي أعلنت عن جماعة إرهابية جديدة في فلسطين يشار إلى أنها لها علاقة كبيرة بهذا الهجوم غير الإنساني والإرهابي على مسجد الروضة بسيناء.
وكشفت مصادر خاصة أن الحركة يبلغ عددها 1000 مسلح وهي منبثقة عن حركة حماس الفلسطينية وأنها لم تعلن عن نفسها بعد وتدعى «الاخوة الفرقان» وينحصر نشاطها حاليا في عمليات شديدة العنف بسيناء وبعض المدن المصرية التي تؤثر سلباً على الاقتصاد والسياحة في مصر.
وأكدت المصادر أن الجهات الأمنية المصرية أبلغت حركة حماس بالأمر إلا أن الحركة أكدت في برقية سرية أن التنظيم الجديد يتكون من منشقين عن حماس تم طردهم من الحركة بسبب رفضهم المصالحة التي تتبناها السلطات المصرية وأنه جار رصد تحركاتهم من قبل الجهات الرسمية الفلسطينية.
وأوضحت المصادر أن تلك الجماعة ستندرج تحت رايتها حركات "جند الإسلام" و"المرابطون" و"أكناف بيت المقدس".
وأشارت المصادر إلى أن تلك الحركة هي التي خططت لتفجيرات مسجد الروضة، وأن تنظيم داعش وبيت المقدس كانوا مجرد "بيدق" نفذ الأوامر، حيث إن تلك الحركة ستكون هي المحرك الأساسي الفترة المقبلة للعمليات الإرهابية في سيناء وتم التعرف على بعض قادتها وجار رصد أماكنهم إلا أن مناطق اختبائهم حساسة للغاية حيث إن استهدافهم من قبل الدولة المصرية يمكن أن يخلق أزمة دبلوماسية مع دولة أخرى إذا تم ضربهم جوياً لاختبائهم داخل أراضيها.
وأضافت المصادر أن إسرائيل من أمدتهم بالسلاح عن طريق بعض القبائل السيناوية التي تورطت في الأمر وقاموا بالاعتراف بذلك، مؤكدين أنهم لم يعرفوا وقت توريدهم السلاح لهم أن العملية ستتم في أحد المساجد المصرية وأنهم قاموا بخداعهم واهمين إياهم بأن تلك الأسلحة ستستخدم في المقاومة الفلسطينية داخل القطاع.
وفي معلومات خاصة حصلت عليها «أهل مصر» أفادت بأن الجهات الأمنية رصدت تسجيلاً صوتياً بالقمر الصناعي لجماعة تعطي تعليمات واضحة لبيت المقدس بضرب أحد المساجد المصرية دون توضيح توقيت الهجوم أو موقعه، بمساعدة بعض العناصر المتعاونة معهم.
ورغم ندرة المعلومات في هذا الشأن، إلا أن المصادر تشير إلى أن التمويل والتسليح لتلك الجماعات من ليبيا التي ستكون مصدراً رئيسياً للسلاح بعد أن شهدت هي الأخرى غيابًا أمنيًا ملحوظًا منذ سقوط نظام معمر القذافي، ومن المفترض أن يمر السلاح، الذي يشمل أسلحة ثقيلة إلى سيناء عبر قناة السويس، إلا أن الجهات الأمنية تعرف بتلك المعلومات وجار التعامل معها.
والسلاح الليبي، وفق المصادر، دخل بعضه من ليبيا من خلال قبائل سيناء بدافع وطني وقومي بدعوى دعم المقاومة الفلسطينية، حيث كانت الحدود في ذلك الوقت مع دول الجوار مفتوحة، لكنه كان يقع في أيدي عناصر متطرفة، توجهت لاحقًا لتنفيذ هجمات ضد الأمن المصري.
يذكر أن بداية هذا التنظيم الجديد «الإخوة الفرقان» في التفعيل كانت عقب المصالحة، في حين كان وجوده الفعلي منذ عامين مقتصراً على تدريب التنظيمات الإرهابية الأخرى وانتشر في العجرة والجميعي والجورة جنوب مدينتي الشيخ زويد ورفح، وكوّنوا خلالها كياناتهم المسلحة، وبعد أن تشكلت تلك الكيانات المسلحة في شكل تنظيمات، بدأت التحرك ناحية مركز رفح، وبدأت في تنفيذ عملياتها المسلحة وفقاً لأجندات خارجية.
نقلا عن العدد الورقي