تصاعدت وقائع العنف داخل عدة مدارس على مستوى محافظات الجمهورية خلال الأيام الماضية، وخاصة منذ انطلاق الفصل الدراسي الثاني، وصلت لوفاة طالب في المنوفية، وتعرض أخر لاستئصال طحاله نتيجة اعتداء زميله عليه.
ففي مركز تلا التابع لمحافظة المنوفية، لقي تلميذ في الصف الخامس الابتدائي مصرعه، يوم الثلاثاء الماضي، بمدرسة بابل الابتدائية، بعدما تلقى ضربة قاتلة من زميل له، ونقل على إثرها للمستشفى قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وأكد عبد الله عمارة وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة المنوفية، أن الطالب "عبدالرحمن. ع" 11 سنة بالصف الخامس الابتدائي ضرب زميله بالفصل طه محمد ناصر وسقط على الأرض وأصيب بنزيف داخلي بالمخ ولقي مصرعه بعد نقله إلى مستشفى تلا المركزي.
وأوضح عمارة في تصريحات صحفية حينها، أنّ التلميذ المتسبب في وفاة زميله كان يلعب حركات كاراتيه، واعتدى عليه بضربة قاتلة أسفل الرأس، مؤكدًا أن الجاني تربطه صلة قرابه بالتليمذ المتوفي ولم يتعمد قتله، لأنهما كانا يلعبان مع بعضهما.
وأشار وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة المنوفية، إلى أنه تم استبعاد مدير مدرسة بابل الابتدائية بسبب الواقعة، إضافة إلى إحالة المشرفين والأمن للتحقيق، والواقعة بأكملها للنيابة لتتولى التحقيق فيها.
ونشبت مشاجرة بين طالبين في مدرسة المنتزه الابتدائية، التابعة لإدارة دمياط التعليمية، الخميس الماضي، اعتدى فيها الطالب "ح. ع" بالضرب على زميله "ياسين. ج"، بعنف ما أدى إلى تعرّض الأخير لانفجار في الزائدة، وتهتك في الطحال، وجرى نقله إلى المستشفى، وخضع لإجراء عملية جراحية لاستئصال الطحال والزائدة.
وأعلن السيد سويلم، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، استبعاد مدير المدرسة، وإحالته بصحبة المشرفين على الفسحة، إلى الشؤون القانونية بالمديرية للتحقيق، بسبب المشاجرة.
من جانبه أكد الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، على المديريات التعليمية بضرورة توجيه المدارس، بحظر استخدام العقاب البدني للتلاميذ تمامًا في المدارس، موجهًا بتفعيل مجموعات التقوية لأهميتها فى معالجة وتحسين أداء وتحصيل الطلاب علميًا.
وبحسب بيان صحفي صادر عن وزارة التربية والتعليم، اليوم الاثنين، شدد "حجازي، على الأهمية القصوى للمتابعة والإشراف اليومي على المدارس وطابور الصباح، ومراقبة تصرفات وتعاملات الطلاب مع بعضهم لتجنب اعتدائهم على بعض أثناء فترات الفسحى وغيرها.
وتعليقا على هذه الوقائع، يقول الدكتور حسن شحاتة الخبير التربوي، والأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس:،" إن ما يحدث أمرا طبيعيا نتيجة الأعداد الكبيرة للمدارس والإمكانيات الفقيرة"، موضحًا أن الظروف التي تعمل فيها المدارس الحكومية تربة خصبة للعديد من المشاكل بين التلاميذ وبعضهم، وكذلك أولياء الأمور والمعلمين.
وأشار شحاته، لــ"أهل مصر"، إلى أن 67% من المعلمين في المدارس غير معدين إعداد تربوي، وغير مؤهلين للتعامل مع التلاميذ وتأهيلهم في تقبل بعضهم البعض، فضلًا عن عدم تأهيلهم للتلاميذ في التفاعل الإيجابي لحل مشاكلهم.
وأضاف:"غياب الأنشطة وعدم تفعيل دور السمرح والرياضة، وكثافة الفصول.. جميعها عوامل أدت إلى ظهور وانتشار وقائع التعدي على المعلمين والتلاميذ داخل المدارس".
وعن دور الدولة والوزارة في مواجهة مثل هذه الوقائع، قال الدكتور حسن شحاتة، إن التعليم في مصر ليس له الأولوية في خطة الدولة، موضحًا أن الميزانية المخصصة له دليل على ذلك، لافتًا إلى أن الوزارة أو غيرها ليس لديهم أي حلول سوى تطوير التعليم بشكل حقيقي بعيدًا عن الشعارات وهذا لم يحدث، بحسب قوله.
أما الدكتور كمال مغيث الخبير التربوى بالمركز القومي للبحوث التربوية، فقال إن الأخصائي النفسي والاجتماعي في المدارس لم يعد له دور واضح فى العملية التعليمية وفي التعامل مع الطلاب واولياء امورهم لذلك انتشرت وظهرت وقائع العنف بشكل كبير الآن مقارنة بالسنوات الماضية.
وحول الدور الحقيقي للأخصائيين النفسيين فى المدرسة، قال "مغيث" إن دور الأخصائي النفسي هو التعامل مع الاضطرابات الموجودة لدى الطلاب وتقويم سلوكهم النفسي، ومساعدتهم على تجنب الوقوع في المشكلات السلوكية.