يعد المسجد "الطولوني" ثالث مسجد بني في عاصمة مصر الإسلامية بعد جامع "عمرو بن العاص" الذي بُني في الفسطاط الذي تغيرت معالمه بمرور الوقت، ومسجد "العسكر" الذي زال مع زوال مدينة العسكر والتي كانت تشغل حي زين العابدين "المدبح" حاليا، مسجد "بن طولون" هو الوحيد الذي لم تتعير ملامحه ذلك الصورة المعمارية المطبوعة على العملة المصرية فئة الخمسة جنيها.
يعد جامع بن طولون نموذجا فريدا في العمارة الإسلامية ودليلًا قويًا على ازدهار الحضارة الإسلامية في مصر بالعصر الطولوني تلك الفترة التي استطاع ابن طولون تحويل مصر من ولاية تابعة للخلافة تل عباس به إلى دولة ذات حكم ذاتي لذا فإنه يعتبر من الشخصيات المؤثره في تاريخ مصر الإسلامية، حكمها خمس شخصيات طولونية هم أحمد بن طولون، خمارويه، أبو العساكر حيش، أبو موسى، هارون شيبان وظلت الطولونيه تحكم إلى أن أرسل الخليفه العباسي قائده "محمد بن سليمان" الملقب بـ"الكاتب"فقضى على شيبان وأنهى حكم الدولة الطولوني.
شيد المسجد فوق ربوة صخرية كانت تعرف بجبل يشكر هو من المساجد المعلقة أي يصعد إلى أبوابه بدرجات دائريه الشكل ويتوسط المسجد صحن مربع وهو من أحد أكبر المساجد بمصر حيث تبلغ مساحته حوالي٦،٥ فدان، وطوله ١٣٨مترا، وعرضه ١١٨مترا تقريبا، وانفق على بنائه حوالي ١٢٠ألف دينار، وعلى الرغم من أن تخطيط الجامع كان على النظام التقليدي للمساجد الجامعة الكونة من صحن أوسط مكشوف يحيط به أربع ظلات أكبرها ظله القبلة، إلا أنه ينفرد بمئذنه معمارية فريدة وتكاد تكون الوحيدة في العالم الآن على هذا الشكل، بعدما تهدمت شبيهتها في سامراء أثناء القصف الأمريكي لبغداد، كما تعتبر المئذنه الوحيدة في مصر ذات السلم الخارجي وهي مكونه من٤طوابق وبنيت على طراز ملويه مسجد سامراء بالعراق، ويبلغ ارتفاعها عن سطح الأرض٤٠،٤٤مترا.
ينفرد المسجد عن غيره بوجود سور خارجي بنفس ارتفاع الحوائط، واستخدم المعماري سلوبا هندسيا بتمثل في الصعود المتدرج الذي يهدف لعزل المصلى عن العالم الخارجي وتهيئته نفسيا للتقرب إلى خالقه وتحقيق الطمأنينه أثناء آدائه الصلاة والعبادة.
يقع المسجد الطولوني بحي السيدة زينب في المنطقة الجنوبية بالقاهرة، يجاور الجامع "الطولوني" مسجد"صرغمتش"من جهة السور الغربي ومتحف "جاير اندرسون" من جهة السور الشرقي.
تجاوز مسجد "أحمد بن طولون" أوقات كثيرة دوره الديني إلى الدور التنويري الذي يجمع المصريين على هدف واحد،يبقى خير شاهد على الروعه الفنيه والمعماريه للحضاره الاسلاميه والتي تجعله من أهم الشواهد التاريخيه على ذلك العصر من تاريخ مصر.
تدهور مسجد بن طولون وأصابته بحالة كبيرة من الإهمال حسبما صرح أحد افراد الأمن بالمسجد الذى قال بإن هذا التدهور حدث بعد الثورة(٢٥يناير) كان قبل ذلك الوقت يوجد الكثير من أفراد الأمن بالداخل والخارج ولكن الآن لم يتعدوا خمس أفراد إمام المسجد، تسبب ذلك في قلة السائحين الزوار بشكل كبير وملحوظ فالنسبة لا تتعدى الأن ال١٠٪اسبوعيا ولا تتقدم وزارة الآثار لإنقاذ هذا المسجد العريق.
طرحنا المشكلة على دكتور "خالد العناني" وزير الآثار أثناء افتتاحة للمتحف المفتوح "مسلة المطرية" بما تعانيه أحد المساجد الأثرية من إهمال، قال بأنه كان هناك إهمال في السنوات الماضية ولكن ستشهد الفترة القادمة تطور وانجازات كثيرة خاصتا الاثار الاسلاميه والقبطية.
من جانبه، قال مختار الكسباني أستاذ الأثار الإسلامية، بأن إلقاء المهملات أمام المسجد ماهو إلا إهمال من شغل محافظ القاهرة ولكن الإهمال الداخلي سيعالج قريبًا، لافتًا إلي أن نقص زيارة السياح لم يكن سببه الإهمال ولكن بوجه عام على جميع المناطق السياحية، مؤكدًا علي أن أحجار المسجد القديمة لن تحتاج لترميم لصلابتها وسوف تعالج كل حالات الإهمال داخل المسجد قريبا.