يحتفل العالم، اليوم، بالذكرى الـ90 لميلاد الشاعرة الأمريكية مايا أنجيلو، حيث تصدر اسمها "مؤشرات جوجل"، وذلك نظرًا لتفوقها ليس فقط في مجال الكتابة، بمختلف أشكالها، بل أيضًا في مجال الفن، وذلك بالرغم من المعاناة التي لاقتها منذ الصغر، ولكنها استطاعت أن تخلق لنفسها كيانا وسط مجتمع يتعامل مع الناس بألوانهم، وأشكالهم.
نشأتها
ولدت مايا أنجيلو، في 4 أبريل عام 1928، بمدينة سانت لويس، وقد بدأت مأساتها منذ نعومة أظافرها، حيث عاشت ببيت تخيم عليه العديد من المشاكل الأسرية، مما دفع الأم، والأب، للانفصال، وقد عاشت في البداية مع والدها، ولكن عندما أصابته ضائقة مادية، اضطرت إلى العيش مع أمها.
وأثناء انتقالها إلى هناك حدثت لها جريمة مروعة، حيث تعرضت للاغتصاب، على يد صديق أمها، وعندما تقدموا ضده ببلاغ، حكم عليه بالسجن ليوم واحد، مما دفع أمها إلى قتله، وهو الأمر الذي أثر على نفسيتها كثيرًا.
نقطة تحول في حياتها
لم تستسلم الشاعرة مايا أنجيلو، إلى كل هذه الأزمات، فانتقلت للعيش مع جدها، وجدتها، فقاموا بالاعتناء بها، ودخلت المدرسة، وارتبطت بمعلمتها كثيرًا، التي ساعدتها على تجاوز محنتها، حيث عرفتها على عدد من الشخصيات الشهيرة بأمريكا، وخلال هذه الفترة كانت أول سائقة سوداء، تعمل في هذا المجال.
مشوارها الفني والأدبي
عملت الكاتبة مايا أنجيلو، في البداية بمجال الفن، كممثلة، ومغنية، وراقصة، ولاقت نجاح كبير في ذلك الأمر، ولكنه بعد ذلك قررت التوجه إلى مجال الكتابة الأدبية، فألفت العديد من الكتب الرائعة، التي وصلت من خلالها لأرفع الشخصيات في بلادها، رغم لونها الأسود، ويأتي على رأسهم سيرتها الذاتية التي كتبتها بعنوان "أعرف لماذا يغرد الطائر الحبيس"، التي صدرت بعام 1970، حكت من خلالها عن الأزمات التي مرت بها على مدار حياتها.
أهم المقابلات في حياتها
زاعت شهرة مايا أـنجيلو، في الأرجاء، حيث حققت كتبها "الأكثر مبيعات"، ولذلك سعى عدد من الشخصيات البارزة للقائها مثل الرئيس الأمريكي كلينتون، الذي قد طلب منها أن تقرأ قصيدة خلال مراسم تنصيبه في هذا المنصب بعام 1993، وأيضًا ميشيل، زوجة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، التي التقتها خلال الحملة الانتخابية الأولى لزوجها، وكانت تعتبرها نموزج نجاح للمرأة السوداء، في أمريكا، بينما قالت عنها الإعلامية أوبرا وينفري، أنها كانت بمثابة الأم الروحية لها.
وفاتها
توفيت الروائية مايا أنجيلو، في 28 مايو عام 2014، عن عمر ناهز 86 عامًا، وذلك بعد أن تركت لنا رصيدا ضخما من المؤلفات المتميزة، وقد شهد تشييع جثمانها حضور هائل من وجوه وأعلام أمريكا، الذين تأثروا كثيرًا بوفاتها نظرًا لأنها رمز عظيم للكفاح، وتحدي الأزمات.