في ظل سعي الدولة المصرية إلى زيادة الاعمتاد على الداخل المصري في كافة المجالات، يلوح في الأفق بدء موسم حصاد محصول القمح منتصف إبريل الجاري، والذي يعد واحداً من أهم المحاصيل الاستراتيجة في البلاد.
وكانت الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة، والتموين، قد أعلنت منذ أكثر من شهر مع تقارب موسم الحصاد، أنه سيتم إعلان سعر التوريد في بداية شهر إبريل الجاري، ومع قرب انطلاق موسم الحصاد، فقد زادت حدة القلق لدى الفلاح المصري، بعد تأخر الحكومة في تحديد سعر توريد القمح.
وفي هذا السياق وجه حسين عبدالرحمن أبوصدام، النقيب العام للفلاحين، انتقاداً لاذعًا للحكومة، لعدم تسعير الأقماح حتى الآن.
وقال "أبوصدام" إن هذا يعتبر إهمال جسيم من الوزارات المعنية، وهي وزارات الزراعة والتموين والمالية، وأن الوزراء يفكرون في مغادرتها أو البقاء في الكراسي بعد حلف الرئيس اليمين للفترة الرئاسية الثانية، أكثر من تفكيرهم في مصلحة الفلاح ومصلحة البلاد.
وأوضح في تصريحات لـ"أهل مصر"، أن مثل هذه الأزمات تحدث كل عام بكل المحاصيل الأساسية، وليس ببعيد أزمة تسعير محصول القصب التي سعرها رئيس الجمهورية بنفسه من بني سويف، متسائلاً: "هل يعقل أن يتعب الفلاح طول العام ليذل لأخذ حقه في محصوله رغم أن الدستور يكفل له ذلك؟".
وأكد "أبوصدام" أن الاستهتار في هذه الأمور تجعل الفلاحين يعزفون عن زراعة تلك المحاصيل الأساسية، مما يُعرض البلاد لكوارث مالية تدفعها للبحث عن بديل لهذه السلع بالدولار.
وأضاف نقيب الفلاحين، أن القول بمحاسبة الفلاح بالسعر العالمي، فيه ظلم للفلاح المصري، لأنه لا يعامل في بلده كما يعامل الفلاح الأجنبي من دولته من حيث الدعم اللازم وأسعار المستلزمات الزراعية بالإضافة إلى جودة المنتج ونوعيته، مناشداً الجهات الرقابية بالتدخل السريع لتحديد المتسبب في ذلك لمعاقبته لأن هذا يضر بالأمن الغذائي المصري.
وفي السياق ذاته أكد وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، رائف تمراز، أنه لابد من تطبيق الدستور، والذي نص على ضرورة تحديد سعر توريد المحاصيل الزراعية وخاصة الإستراتيجية منها، قبل زراعتها بمدة كافية، حتى يطمئن الفلاح قبل الشروع في الزراعة، مناشداً الرئيس السيسي بتوجيه الحكومة لسرعة تحديد سعر توريد القمح لأن الحصاد قد بدء فعياً.
وفي تصريح خاص لـ" أهل مصر"، أوضح "تمراز" أن لجنة الزراعة بمجلس النواب قامت بالاجتماع مع رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، والدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة، وتم الاتفاق على ضرورة تحديد التكلفة المادية التي أنفقت على زراعة القمح للفدان الواحد، مضيفاً أنه وفقاً لقطاع الشئون الاقتصادية بوزارة الزراعة والاتحاد التعاوني الزراعي وبعض من الفلاحين ، قد تم التوصل إلى أن تكلفة زراعة القمح هذا الموسم قد تراوحت من 9200 إلى 9400جنيه للفدان، يذكر أن إنتاج القمح من الفدان الواحد يتراوح من 10إلي 15 إردب للفدان الواحد، موضحاً أنه لابد من سرعة تحديد سعر توريد القمح حتى لا يعزف الفلاح عن زراعة هذا المحصول الإستراتيجي ومنع تقليل المساحة المزروعة من القمح.
ومن جانبه أوضح المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة أن تحديد سعر توريد إردب القمح هذا العام سوف يتم تحديده خلال أيام قليلة خاصة وأنه قد بدأ موسم الحصاد، مؤكداً أن الإعلان سوف يتم إعلانه في رئاسة الوزراء.
وأضاف عبد الدايم في تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن سعر التوريد هذا العام سوف يكون مرضي للفلاح، خاصة وأن السعر لابد أن يراعى في تحديده مصروفات الفلاح خلال فترة الزراعة، يذكر أن سعر التوريد العام الماضي قد تراوح بين550إلي 575جنيه للإردب الواحد.
وأكد المتحدث باسم الوزارة، أن انخفاض أسعار القمح المستورد – الأقل جودة من المنتج المحلي- في بداية الموسم، يعد من العوامل الرئيسية في تأخر إعلان سعر التوريد للعام الحالي، حتى لا يقع ظلم على عاتق الفلاح في انخفاض سعر التوريد، مشيراً إلى أن تحديد تكلفة زراعة الفلاح للفدان يقوم بتحديدها معهد بحوث الاقتصاد الزراعي والتي على إثرها يتم تحديد سعر التوريد، مع مراعاة أن يتم تحقيق هامش ربح للفلاح.
بدوره، كشف ممدوح رمضان، مستشار وزير التموين والتجارة الداخلية، أنه من المقرر الإعلان عن سعر تويد القمح خلال الساعات القيلية المقبلة.
ولفت فى الوقت ذاته إلى أن تأخر الاعلان عن السعر يرجع فى المقام الأول إلى تاخر اللجنة المُشكلة بين كل من وزارت الزراعة والمالية والتموين، لتحديد سعر التوريد، على أن يتم الاعلان عن السعر عقب اعتماد صدور القرار من رئيس مجلس الوزراء.
وأوضح "رمضان" في تصريح خاص لـ" أهل مصر"، أن الشركة القابضة للصوامع، والقابضة للصناعات الغذائية، والبنك الزراعى المصري لديها استعداد كامل لاستلام الأقماح فى المناطق المخصصة، مشيرًا إلى أن وزارة التموين عقدت اجتماعات مع وزارة الزراعة والمالية لتحديد السعر المناسب لشراء القمح من الفلاحين وفي انتظار صدور سعر القمح من مجلس الوزراء.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
