مازال قطاع الصحة بمحافظة الوادي الجديد يواجه المتاعب والصعوبات، ومازال يفتقر للاهتمام والرعاية على الرغم من الأموال الطائلة التى تم صرفها على تطوير مستشفيات المحافظة، ولكن دائماً هناك جزء من النصف مفقود.. فإن نقص عدد كبير من التخصصات الطبية المختلفة بالاضاف إلى أن معظم الوحدات الصحية بمراكز وقرى الوادى الجديد خاوية على عروشها وتعانى من نقص شديد فى توفير الأمصال ضد لدغات الثعابين والزواحف السامة.
واعترف مسئولو الصحة بحجم المأساة من خلال عشرات الخطابات التي أرسلوها إلى وزارتهم يطالبون فيها بضرورة سد العجز في الأطباء الأخصائيين والمقيمين والنواب والفنيين والتمريض.
وعلى الرغم من حجم المأساة وكثرة المطالبات إلا أن وزارة الصحة لم تكترث ولم تهتم بحجم المعاناه التى يعانيها أهالى الوادى الجديد، وذلك من خلال اللجوء إلى المسكنات الكلامية والرد الوحيد سندرس الموضوع ونحاول حل المشكلة في أقرب وقت ممكن، ومن العجيب أن محافظة الوادي الجديد التي أنشئت كمحافظة الأمل في الستينيات من القرن العشرين إلا أن التأمين الصحي، بها والذي يستفيد منه أكثر من 73 ألف منتفع لا يزال تابعا لمحافظة أسيوط بالإضافة إلى ذلك كثرة شكوى أبناء المحافظة من عدم توفير كافة الأدوية مرتفعة الثمن بالتأمين الصحى مما يجبرون أبناء المحافظة على شراء الأدوية من خارج التأمين الصحى بأسعار باهظ الثمن.
اقرأ أيضا.. الداخلية تكشف ملابسات انفجار بمستشفى الخارجة بالوادي الجديد
مستشفيات الوادي الجديد طريقك إلى المدافن:
وعلى الرغم من إحداث طفرة فى شكل وهيكلة مستشفى الخارجة العام وصرف مبالغ باهظة على تطوير المستشفى إلا أن، نقص التخصصات الطبية حول مستشفيات المحافظة إلى، مقبرة جماعية تستقبل "الجثث" بشكل يومى فأصبح الداخل مفقود دون أى تطور ملحوظ ومعظم الحالات يتم تحويلها إلى مستشفيات أسيوط، لتكون المستشفيات بالمحافظة عبارة عن محطات "ترانزيت ".
الأهالي: لانثق فى الأطباء ونضطر للكشف بمحافظة أسيوط
ويقول محمد عبد الرحمن، من أهالي قرى الثمانين بدرب الأربعين بمركز باريس الوادي الجديد، إن القرية بها وحدة صحية بدون أطباء ومعظم الأهالي يتحملون نفقات باهظة لنقل المرضى إلى مستشفى باريس المركزي ومنها الى مستشفى الخارجة فإن الثقة معدومة بين أهالى المحافظة والأطباء بمستشفيات الوادي الجديد لتشخيصهم الخاطئ للحالات مما يضطر الأهالى للذهاب إلى محافة أسيوط.
وأوضح عبد الرحمن، أن المستشفى لا يوجد به أي إمكانيات على الإطلاق ويتم تحويل المرضى إلى مستشفى الخارجة العام، ومنها إلى مستشفيات أسيوط إذا ما بقيت الحالة على قيد الحياة.
ولفت إلى أن الوضع الذي يعاني منه مواطنو قرى درب الأربعين، لا يختلف كثيرا عن مواطني مراكز بلاط الداخلة والفرافرة.
وأكد أحمد كمال، أحد المواطنين، أن مستشفى بلاط المركزي لا يوجد به أي مقومات توحي بأنه مستشفي مركزي, كما أنه لا يوجد بها أطباء غير طبيب واحد ممارس عام ووظيفته الرئيسية تحويل المرضى إلى مستشفى الداخلة المركزي ومنها الي مستشفيات أسيوط.
أما مواطنو مركز الفرافرة بالوادي الجديد فيعانون من افتقار المستشفى المركزي بالفرافرة لأبسط الإمكانيات الطبية والتي تتمثل في أجهزة قياس الضغط والسكر ناهيك عن الإهمال المستشري في جميع أقسام المستشفى.
مستشفى الفرافرة أفقر مستشفيات المحافظة فى الرعاية الصحية
تعتبر مستشفى الفرافرة المركزى من المستشفيات الفقيرة جداً من حيث عدم توافر الأطباء فى معظم التخصصات وهيئة التمريض سوى عدد 2 كتور يتم التناوب بينهم خلال الشهر والأطفال يبحثون عن حضانة للأطفال المبتسرين وحديثى الولادة لهم بعد أن خيم العنكبوت والخراب بها ولا تصلح للأدمية ولا الحيوانات .
ويعانى أهالى مركز الفرافرة من نقص الأخصائيين مثل العظام والأسنان والقلب والرمد وغيرها ونقص الخدمات الصحية والعلاج والرعاية والعناية وخدمات الطوارئ مما أرهقالأهالى وسفرهم لأقرب مستشفى بالداخلة تبعد حوالى 350 كم ، لتستمر رحلة العذاب للبحث عن العلاج .
ورصدت عدسة «أهل مصر» حالة التسيب والإهمال فى المستشفى من خلال أسرة بقرية الشيخ مرزوق، حيث قال سلمان عبده، أن زوجته ذهبت للمستشفى فى حالة وضع ليأتى طبيب النساء والتوليد بعد ساعة، ليتفاجأ بوضع طفلها بالحضانة والتى لا توجد بها أنابيب التنفس و أجهزة تعقيم شامل للحوائط والأجهزة وعدم وجود مولد كهربائى حالة انقطاعها، ومنعا لانتشار الأمراض والعدوى بين الأطفال.
ويشير سلمان، لمعاملة الأطباء للمرضى حتى بعد ولادة زوجته ليطلب منه الطبيب "مبالغ باهظة، ما وصفه بالفطير المشلتت" (على حد تعبيره)، مضايفا: أعمل عامل مؤقت بمجلس المدينة مما جعلنى أطلب تحويلى لمستشفى الداخلة لمدة 4 ساعات فى الطريق"، وتؤكد زوجته والتى تعمل موظفة بالمستشفى أنها تطالب المحافظ والمسئولين بالاهتمام والنظر بعين الرأفة إلى مستشفى الفرافرة ، وأنها تتصل هاتفيا بالمسئولين بالمحافظة والسكرتير العام ولا أحد يرد، ولايوجد تخصصات سوى جراحة وباطنة.
مديرة الشئون الصحية بالوادي الجديد تعترف بحجم الماسأة
قالت مديرة عام قطاع الصحة بالوادي الجديد، الدكتورة سيدة مشرف، إن المحافظة تواجهه نقص حاد وتحديات صعبة نواجها بقطاع الصحة بالمحافظة بسبب نقص حاد فى بعض التخصصات الطبية ونحاول سد ذلك العجز عن طريق القوافل العلاجية المتنقلة.
وأضافت، مشرف، أننا نعمل جاهدين لتكثيف القوافل الطبية بالمحافظة وكان من أكثر القوافل الطبية نجاحاً بالمحافظة قوافل الأزهر بالقاهرة والتى قامت بتوقيع االكشف الطبى على أكثر من 7 آلاف شخص فى أقل من أسبوع وتم توقيع بروتكول مع الجامعة لسد العجز فى بعض التخصصات الطبية بالمحافظة، كما تم التعاقد مع مستشفى سعاد كفافي للكشف على المواطنين ومازالت القوافل مستمرة على المحافظة لمحاولة إنقاذ وسد حالة العجز.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
