"الشيخ الشعراوي دجال".. قصة النص الذي أشعل بركان غضب في جامعة دمنهور.. سمير صبري يتقدم ببلاغ عاجل للنائب العام.. والدكتور المتهم: "مكانش قصدي ونقلته من مستشرق أجنبي"

على مدار عقود طويلة، حظيت مؤسسة الأزهر الشريف بمكانة عظيمة ليس عند المصريين فقط من مسلمين ومسيحيين ولكن تعدى ذلك كل حدود ليحتل تقدير واحترام العالم في بقاع الأرض، نتيجة لجهود علماءه في نشر التسامح والسلام كما أرساها الإسلام.

غير أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، فرغم المكانة التى نالها علماء الأزهر في العالم، إلا أن عدد من الخبثاء والحاقدين يحاولون على فترات النيل من رموز الأزهر، وكان آخرهم إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، والذي أساء له أحد أعضاء هيئة التدريس بكلية تربية قسم التاريخ بجامعة دمنهور في كتابه، مما أشعل موجة غضب كبيرة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

اقرأ أيضا: غضب بسبب وصف "الشعراوي بـ"الدجال" في كتاب تاريخ بجامعة دمنهور

بداية واقعة الإساءة للشيخ محمد متولي الشعراوي

اكتشفت إحدى الطالبات بكلية التربية جامعة دمنهور، بالمصادفة أثناء مذاكرتها لمادة تاريخ العرب المعاصر، نص يحتوى على إهانة الشيخ محمد متولي الشعراوي "ليعودوا بلحية وجلباب وأفكار متخلفة معادية للحضارة والإنسانية، كما شهد عهدة أيضا ظهور أكبر دجالين في تاريخ مصر الحديث هما الشيخ الشعراوي والداعية عمرو خالد واللذان عملوا بكل قوة عن قصد أو دون قصد في تغذية روح الهوس الديني لدى الشعب المصري وتدعيم التيار الإسلامي السياسي وهكذا سيطر الإسلام السياسي وامتد حتى سقوط الاتحاد السوفيتي".

وعلى الفور، ذهبت الطالبة التي أشعلها النص غضبا، إلى والدها الذي يعمل في مؤسسة الأزهر لفهم معنى النص ثم بعد ذلك، قبل أن تُعيد نشر النص على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مما ساهم في انتشاره بين زملائها، معربين عن غضبهم حول تلك الإهانة.

رد رئيس الجامعة عن الإساءة للشيخ الشعراوي

ومن جانبه، أعرب الدكتور عبيد صالح، رئيس جامعة دمنهور، عن مدى غضبه بسبب الإساءة التي صدرت من الدكتور بحق الشيخ محمد متولي الشعراوي، لافتاً إلى إنه لا يسمح بالتجاوز في حق علم من أعلام الأمة الإسلامية أو مؤسسة الأزهر الشريف أو أي إساءة لأي مؤسسة دينية أخرى.

أمر صالح، عميدة كلية كلية التربية، بعقد اجتماع مجلس للكلية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد الدكتور وسحب الكتاب الجامعي وإحالته للتحقيق.

اقرأ أيضا.. سحب "الكتاب الجامعي" للدكتور المسئ للشيخ الشعراوي بالبحيرة

رد الشخصيات العامة على إهانة الشيخ الشعراوي

تقدم سمير صبري المحامي، بصفته وكيلا عن ورثة الإمام متولي الشعراوي ببلاغ عاجل للنائب العام ضد دكتور بكلية التربية جامعة دمنهور لإصدارة كتابا وصف فيه الإمام الشعراوي بالدجال.

وقال صبري، إن المبلغ ضدة أصدر كتابه المعنون باسم "دراسات في تاريخ العرب المعاصر" والذي حمل سبا وقذفا للإمام محمد متولي الشعراوى، والداعية عمرو خالد ووصفه لهما بالدجالين.

وأضاف في البلاغ، أن نسى وتجاهل أنه على رأس كل 100 عام إمام يجدد للأمة دينها، لتصحيح الطريق إلى الله، لا تبديل لدين الله بل تجديدا لفهم النص، وتقديم الوجه الصحيح بشرح معبر لبواطن النصوص بعيدا عن الفهم الظاهرى المبتور الجامد، فكان للأجيال المعاصرة نصيب من ينبوع العلم الوسطى للشيخ المجدد محمد متولى الشعراوى الذى قدم قراءة متأنية لكتاب الله فى خواطره الإيمانية ليربط به على قلوب البسطاء.

وتابع، أن ما بدر من المبلغ ضده يشكل أركان جريمة السب والقذف وأساء إساءة بالغة للمبلغ بصفته وكيلا عن ورثة الإمام محمد متولي الشعراوى، ما يحق له أن يلتمس إصدار الأمر بالتحقيق في مضمون هذا البلاغ، وتقديم المبلغ ضده للمحاكمة الجنائية العاجلة.

اقرأ أيضا: دكتور بجامعة دمنهور يكشف حقيقة وصفه للشيخ الشعراوي بـ"الدجال"

رد دكتور المتهم

أكد الدكتور أحمد محمود رشوان، مدرس التاريخ المعاصر بكلية التربية جامعة دمنهور، أنه لم يقصد إهانة الشيخ محمد متولي الشعراوي أو أي داعي إسلامي، وأنه يكن كافة الاحترام والتقدير لمؤسسة الأزهر الشريف باعتبارها المرجعية الإسلامية لكل العالم الإسلامي.

وأوضح رشوان، أن النص المذكور فيه إهانة الشيخ محمد متولي الشعراوي، محتوى جديد تم إضافته مع التعديل الأخير الذي تم إجراؤه على الكتاب هذا العام هو إضافة فصل كامل بعنوان "تاريخ مصر" من خلال مرجع لمستشرق أجنبي بهدف تطوير المحتوى العلمي المقرر على الطلاب لمواكبة التغييرات والأحداث الجاري حولهم، لافتاً إلى إن تم اكتشاف خطأ الترجمة في هذا النص بعد طباعة الكتاب وعلى الفور تم إلغاء الباب بالكامل ولم يتم شرحه للطلاب لحين إجراء التعديل في الطبعة الجديدة للعام الدراسي المقبل".

وقدم، اعتذارا لمؤسسة الأزهر الشريف والشيخ محمد متولي الشعراوي، عن ما تم ذكره في المحتوى العلمي المقرر في كتابة، لافتا إلى إن هذه الإساءة ليست رأيه الشخصي إنما هو نص منقول من المرجع الخاص بالمستشرق الأجنبي "مانس بيلد" ولم يتم اكتشافه إلا بعد طباعة الكتاب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً