وقف الزوج المكلوم داخل المحكمة وحبات العرق تقطر من جبينه بغزارة شديدة، وكأنها قطرات جمر تكاد تحرق وجهه، وبلسان حال ودهشة يقول: "مراتي.. شوشو المنحرفة"، لينتفض من فوق مقعده، وبخطوات سريعة، وعينين طافحتين شرًا، اقتحم غرفة النوم على زوجته التي انتفضت من فوق سريرها.
وفجأة تلون وجهه وكشر عن أنيابه، موجها لها الاتهامات بخيانته التي اكتشفها عن طريق الصدفة، من خلال "اللاب توب" الخاص بها، الذي قام بشرائه لها لاستخدامه في عمل مشروعات تخرجها بكلية الهندسة.
استجمع الزوج قواه، وبهدوء شديد، وقبل أن يسيطر عليه شيطانه ويرتكب جريمة قتل ثأرًا لكرامته التي أهدرت، وشرفه الذي دنسته بتصرفاتها غير العاقلة، أخذ يعض على شفتيه، وتتعاظم الدهشة على وجهه وهو يستمع إليها، حيث لم تجد الزوجة أمامها غير الاعتراف له بحقيقة الأمر، بعدما اكتشف قيامها بعمل حساب لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحت اسم مستعار "شوشو المنحرفة"، تتواصل من خلاله مع بعض الشباب والرقص لهم مستخدمة الكاميرا.
جحظت عيناه، وأخذ ينظر إليها بفم مفتوح وبلاهة من هول ما فاجأته به أيضًا، وهو أنها مريضة نفسية، وتتردد على أحد الأطباء النفسيين، وأنها أخفت عنه ذلك الأمر حتى تنتهي فترة العلاج، وبدموع تتساقط ببطء شديد تطلب منه أن يسامحها، ويساعدها على إكمال علاجها، وعدم فضيحتها، وتشويه صورتها أمام الأهل والأقارب.
وكانت الطامة الكبرى التي وقعت على رأسه كالصاعقة، عندما اعترفت له بأنها ليست حاملاً كما أخبرته من قبل، كاد الزوج أن يغشى عليه، وانتابته حالة من الصمم ترك على إثرها الغرفة، تراود مخيلته اعترافاتها غير المقنعة له، وبعد صراع داخلي شديد اتخذ القرار، وتوجه إلى محكمة الأسرة، وتقدم برفع دعوى طلاق، لإحساسه بخداعها له طوال أشهر من تاريخ زواجهما.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
