قال ثلاثة دبلوماسيين مطلعين إن فرنسا تخطط لعقد اجتماع دولي في باريس مع زعماء سياسيين ليبيين في مسعى للتوصل إلى اتفاق لإجراء انتخابات تدعمها الأمم المتحدة هذا العام، وفقا لوكالة رويترز.
ويقود غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا أحدث المساعي لتوحيد ليبيا وإرساء الاستقرار فيها بعد مرور سبعة أعوام على انتفاضة أطاحت بمعمر القذافي الذي لاقى حتفه قتيلا.
وقال سلامة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم 21 مايو أيار إنه تخلى عن محاولة تعديل اتفاق السلام المبرم عام 2015 والذي توقف تنفيذه ويركز بدلا من ذلك على إجراء انتخابات هذا العام.
وتسعى فرنسا بقيادة إيمانويل ماكرون إلى القيام بدور أكبر من أجل إقناع الفصائل الليبية بضرورة إنهاء الاضطرابات التي ساعدت على توسع نفوذ المتشددين الإسلاميين في البلاد وتيسير عمل مهربي المهاجرين هناك.
وأفادت برقية دبلوماسية أرسلت إلى عدد من البلدان، من بينها الدول الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وإيطاليا وتركيا والإمارات وقطر ودول مجاورة لليبيا، بأن ماكرون سيعقد الاجتماع "في وقت قريب للغاية" في العاصمة الفرنسية.
وذكرت البرقية: "هدفنا التوصل إلى اتفاق بين الأطراف الليبية تحت رعاية مبعوث الأمم المتحدة الخاص حتى نتبنى على وجه السرعة الترتيبات اللازمة لإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن هذا العام".
وأضافت أن الاتفاق يتم إعداده مع سلامة وبعد مشاورات مع الأطراف الليبية. وجرى توجيه الدعوة لحضور الاجتماع إلى فائز السراج رئيس الوزراء وخليفة حفتر القائد في شرق ليبيا وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب في شرق ليبيا وخالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا.
وقال دبلوماسيان إن الاجتماع ربما يعقد يوم 29 مايو الجاري. ولم يرد مكتب ماكرون أو وزارة الخارجية الفرنسية على طلبات للتعليق.
ولم تنجح محاولات سابقة للتوصل إلى اتفاق سلام في ليبيا بسبب الانقسامات الداخلية بين الجماعات المسلحة المتنافسة وبين الدول التي تدعم أطرافا محلية مختلفة.
وقال دبلوماسي أوروبي: "إذا اتفق الجميع سنكون قد خطونا بالفعل خطوة كبيرة إلى الأمام. لكن علينا الانتظار لنرى إمكانية تحقيق ذلك". وأضاف: "الفكرة هي أن نمارس ضغوطا على هؤلاء الأربعة" على أساس توحيد المطالبات لهم وبالتالي لن تكون أمامهم خيارات مختلفة.
ويأتي هذا الاجتماع بعد نحو عام من اتفاق السراج وحفتر على وقف مشروط لإطلاق النار وعلى العمل نحو إجراء انتخابات وذلك خلال محادثات كانت أيضا تحت رعاية ماكرون الذي تعرض حينئذ لانتقادات بسبب عدم إجرائه مشاورات مع الأمم المتحدة أو الشركاء.
وقال جلال حرشاوي الزميل والخبير في الشأن الليبي بمؤسسة استشارات المخاطر السياسية في شمال أفريقيا (نورث أفريكا ريسك كونسلتنج) "صارت فرنسا أكثر واقعية تجاه ليبيا… لكن (مع ذلك) تبدو الرئاسة الفرنسية متعجلة للغاية".