جزيرة فريدة ساحرة متفردة من حيث إشرافها على حدود 4 دول وهى جزيرة فرعون بطابا التى تشرف على حدود السعودية والأردن وفلسطين ومصر وهى الجزيرة التي تجمع بين سياحة الآثار حيث قلعة صلاح الدين وسياحة الرياضات البحرية لوجود أجمل منطقة غوص بسيناء بعد رأس محمد وسياحة السفارى لقربها من وادى طويبة الذي يبعد عنها 3كم وبه أجمل نقوش صخرية ومناظر طبيعية تسمية الجزيرة بجزيرة فرعون لا علاقة له بالفراعنة حيث لم يتواجد المصريون القدماء بهذه الجزيرة و تركز نشاطهم بسيناء في طريق حورس الشهير بشمال سيناء وفي منطقة سرابيت الخادم والمغارة ووادي النصّب بجنوب سيناء حيث أعمال تعدين الفيروز والنحاس.
ويوجد على الجزيرة أقدم تواجد أثري يرجع إلى القرن السادس الميلادي، حيث أنشأ الإمبراطور جستنيان فنار فوق التل الجنوبي بجزيرة فرعون بطابا لإرشاد السفن التجارية القادمة من جزيرة جوتاب (تيران) إلى رأس خليج العقبة لخدمة تجارة البيزنطيين وكلمة فنار بالإنجليزية Phare التي حرفت فيما بعد إلى فارعون فأطلق عليها جزيرة فارعون وهناك سبب آخر للتسمية ربما إذا أردنا أن نعطى للشئ أبهة أكثر من اللازم نطلق عليه فرعون والتسمية الأفضل لهذه الجزيرة هى جزيرة صلاح الدين حيث الدور الأعظم في تاريخ الجزيرة.
لمسات صلاح الدين
وقد قامت منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية بأعمال عديدة في طابا منذ عام 1985 منها مشروع ترميم شامل لقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون وأعمال حفريات أسفرت عن كشف آثار هامة ولوحات تأسيسية أكدت بناء القلعة في عهد صلاح الدين ودورها الحضاري وملامحها المعمارية الأثرية، ومشروع ترميم وتطوير للقلعة بدأ عام 2008 وانتهى 2012، حيث تم ترميم السور الخارجي للقلعة وإظهار المناطق المكتشفة به وحمايته من عوامل النحر والانهيار بواسطة أمواج البحر الشديدة في فصل الشتاء والتي تصل إلى داخل الجزيرة نفسها وخطة إضاءة تحول الجزيرة لمدينة مرئية رائعة ليلاً عبر السعودية و الأردن وفلسطين المحتلة ومصر تتيح زيارة القلعة ليلاً وزيادة الأنشطة الثقافية بها كما يشمل التطوير خدمات حول القلعة وبرجولات خشبية لراحة الزائرين وتطوير البحيرة الداخلية وأحيطت بمقاعد للزائرين وتطوير مرسى ومدخل القلعة والبرج الأمامي بهاقيمة ثقافية
تبعد جزيرة فرعون بطابا 10كم عن مدينة العقبة وتبعد عن شاطئ سيناء 250م، وتمثل قيمة تاريخية ثقافية هامة حيث تشرف على حدود 4 دول أنشأها القائد صلاح الدين عام 567هـ 1171م لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج المصري عبر سيناء وكان لها دور عظيم في حماية سيناء من الغزو الصليبي فحين حاصرها الأمير أرناط صاحب حصن الكرك 1182م بقصد إغلاق البحر الأحمر في وجه المسلمين واحتكار تجارة الشرق الأقصى والمحيط الهندي بالاستيلاء على أيلة شمالاً (العقبة حاليًا) وعدن جنوبًا فأرسلت الحامية الموجودة بالقلعة رسالة إلى القيادة المركزية بالقاهرة عبر الحمام الزاجل وهناك برج للحمام الزاجل داخل القلعة فتصدى له العادل أبو بكر أيوب بتعليمات من أخيه صلاح الدين فأعد أسطولاً قويًا في البحر الأحمر بقيادة الحاجب حسام الدين لؤلؤ قائد الأسطول بديار مصر فحاصر مراكب الفرنج وأحرقها وأسر من فيها وتعقبها حتى شواطئ الحجاز وكانت تمهيدًا لموقعة حطين
موقع استراتيجى
تحوى القلعة منشئات دفاعية من أسوار وأبراج وفرن لتصنيع الأسلحة وقاعة اجتماعات حربية وعناصر إعاشة من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وخزانات مياه ومسجد أنشأه الأمير حسام الدين باجل بن حمدان وبنيت القلعة من الحجر النارى الجرانيتى المأخوذ من التل التي بنيت عليه القلعة واستخدام مونه من القصروميل المكون من الطفلة الناتجة عن السيول أي كان بناؤها تفاعلاً بين الإنسان والبيئةكما حرص صلاح الدين على اختيار موقع استراتيجى في جزيرة (جزيرة فرعون) وبنى قلعته على تل مرتفع عن سطح البحر شديد الانحدار فيصعب تسلقه والقلعة تقع فوق تلين كبيرين تل شمالي وتل جنوبى بينهما سهل أوسط كل منهما تحصين قائم بذاته قادر على الدفاع في حالة حصار الآخر ويحيط بهما سور خارجي كخط دفاع أول للقلعة كما حفرت خزانات مياه داخل الصخر فتوفرت لها كل وسائل الحماية والإعاشة وكان خير اختيار للماضي والحاضر والمستقبل.
وتحوى القلعة عناصر دفاعية تتمثل في سور خارجي كخط دفاع أول يدعمه تسعة أبراج دفاعية ثم تحصينين شمالي ويدعمه 14 برج من بينها برج للحمام الزاجل وتحصين جنوبى صغير ولكل تحصين سور دفاعي كخط دفاع ثاني ويخترق هذه الأسوار مجموعة من الأبراج بها مزاغل للسهام على شكل مثلث متساوى الساقين في المواجهة وقائم الزوايا في الجوانب لإتاحة المراقبة من كل الجهات وبعض هذه الأبراج يتكون من طابق واحد وبعضها من طابقين وبالبعض ثلاثة مزاغل والأخرى خمسة أو ستة مزاغل واستخدمت في أسقف الأبراج فلوق وسعف النخيل.ومن العناصر المعمارية الجاذبة بالقلعة برج الحمام الزاجل الذي يقع في الجزء الشرقي من التحصين الشمالي وتم الكشف عن بيوت الحمام " بنانى الحمام" داخل هذا البرج وبها بقايا حبوب من الشعير والفول وتضم القلعة حجرات للجنود خلف السور الغربي للتحصين الشمالي وهى أشبه بغرف إعاشة وحراسة لقربهم من الممر الموجود خلف شرفات القلعة المستخدم لمراقبة أي هجوم مفاجئ وبهذه الحجرات حنيات صغيرة لوضع مسارج الزيت للإضاءة
وبالقلعة خزان للمياه وصهريج حيث يقع الخزان قرب السور الشرقي للتحصين وهو محفور في الصخر ويعتمد على مياه الأمطار التي تتساقط عليه من خلال فتحات (خرزات) بالأقبية الطولية التي تغطى الخزان وفي حالة ندرة الأمطار يملئ الخزان من بئر بوادي طابا وينقل الماء بالمراكب للقلعة أما الصهريج فهو أصغر حجماً ويجاور منطقة حمام البخار والمطعم وفرن القلعة ومخازن الغلال وهو مبنى من الحجر الجيري ويتكون من عمود أوسط من عدة حلقات لقياس منسوب المياه يحمل عقدين وتنقل إليه المياه بواسطة حوض خارجى يتصل بالصهريج عن طريق قنوات فخارية وبجوارالصهريج حواصل الغلال الذي عثر بها على بقايا قمح وشعير وعدس وكذلك فرن القلعة حيث كشف عن البلاطة الخاصة بالفرن "العرصة" يجاورها موقد بلدى "كانون" وقواعد لجرار كبيرة ربما كانت لتخزين أغراض متعلقة بحجرة المعيشة .
كما حرص القائد صلاح الدين على نظافة الجنود والاهتمام بصحتهم فأنشأ داخل القلعة حمام بخار وقد تم الكشف عن طريقة تشغيل هذا الحمام الذي يتكون من ثلاث غرف الأولى لتغيير الملابس وبها مصاطب للجلوس عليها تمهيداً للدخول إلى مر طولي يؤدى إلى الحجرتين الساخنتين حيث تتدرج السخونة من الحجرة الثانية إلى الثالثة الأكثر سخونة والتدرج هذا لمنع الإصابة بنزلات البرد كما عثر على المواسير الفخارية بالجدارن وهى التى كان يمر بها الماء الساخن الناتج من الخزان الخلفي للحمام حيث يتم الإيقاد عليه حتى يتبخر الماء ليتم توزيعه عبر هذه المواسير حتى تكتمل الدورة الحرارية من الجدران والأرضيات الساخنة.وللقلعة مسجد صغير يضم محرابًا ونافذتين، ومن حسن الحظ فقد تم العثور على اللوحة التأسيسية لهذا المسجد متساقطة عند مدخله وتم إعادتها لموقعها الأصلي فوق المدخل في أعمال الترميم وهى مكتوبة بالخط النسخ في ثلاثة سطور أعمر هذا المسجد المبارك، الأمير حسام الدين باجل بن حمدان.