طرق الوادي الجديد أو ما يطلق عليه أهله اسم طريق مصاص الدماء الأسود، الذى حصد أرواح مئات من أهالى محافظة الوادي الجديد خلال الـ 5 أشهر الماضية، لأنه يشبه الثعبان فى شكلة ويعد مصيدة للموت ويحصد أرواح أهالى المحافظة كل يوم من كثرة الحوادث عليه، حيث يخرج المسافرين من أهالى المحافظة من منازلهم وهم ينطقون الشهادتين خوفاً من ذلك الطريق الوعر الذى حصد مئات الأرواح على مر السنوات الماضية ليعودوا إلى أرض المحافظة جثثاً هامدة داخل مشرحة مستشفى الخارجة العام التى غرقت فى دماء ابناء المحافظة.
وفجرت تلك الحوادث المؤلمة دموع أهالى المحافظة التى خيم الحزن على أهلها، ووقع حادث يعد من أبشع الحوادث على طريق الخارجة أسيوط حيث تفحمت 11 جثة من ابناء المحافظة نتيجة اصطدام سيارة "بيجيوه" بأخرى ملاكى مما أسفر ذلك عن اشتعال النيران بالسياريتن وتفحمتا إلى أن وصلت إلى درجة الانصهار ولم ينجو منها أحد.
وجاءت الواقعة الثانية التى خيم الحزن على ابناء المحافظة بسببها، وهى مصرع 5 مواطنين في حادث تصادم سيارة بيجو مع سيارة نقل وأسفر ذلك عن إثارة غضب بين أبناء الوادي الجديد الذين يعانون أشد المعاناة من هذا الطريق السيئ وغير المزدوج وغير المضاء ليلا بالإضافة للمنحنيات الخطرة وطول المسافة واختفاء العلامات الإرشادية والرمال المتحركة التى تخفى ملامح الأسفلت بسبب الرياح وكذلك عدم وجود الخدمات المرورية والأمنية، الأمر الذي حول السفر إلى رحلة عذاب يعيشها مواطنى المجتمع الواحاتى.
وجاءت الواقعة الثالثة بعد مصرع 5 أشخاص وإصابة 10 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة على طريق الفرافرة – الداخلة، وكانت الواقعة الرابعة خلال الخمسة أشهر مصرع 14 شخصاً ونجاة 5 أشخاص فى حادث تصادم ميكروباص مع شاحنة نقل بضائع بالإضافة إلى الحوادث اليومية على طريق "الخارجة – أسيوط، وطريق الفرافرة – الداخلة، وطريق الداخلة – الخارجة، والتى أصبحت مصيدة يومية لأرواح ابناء المحافظة.
ومع تكرار الحوادث الخطيرة على ذلك الطريق قرر أحد ابناء المحافظة تدشين حملة لإشهار جمعية تكفل أسر ضحايا طريق الخارجه- أسيوط.
وتقول سهام حسن سيف الدين أحد ابناء مدينة الخارجة والدموع تملء عينيها، ابني كان ظابط شرطة راح مني، كان جاي من كلية الشرطة في نهاية سنه رابعة وكان راكب "بيجوا"، ومن وقت ما ركب كنت بكلمه مبيردش، وعرفت بعد كده إن "البيجو" خبط في عربية واتحرق باللي فيه".
وقال حازم أبو الحسن، محاسب بمديرية الشئون الإجتماعية بالوادي الجديد، ومنسق عام جمعية "أوقفوا نزيف الأسفلت بالوادي الجديد" ، إنه سيتم تقديم خدمة صحية متميزة للمصابين المشاركين في الجمعية، فضلا عن قيام الجمعية بالبحث عن سبل وطرق يمكن من خلالها مراقبة الطرق السريعة بالمحافظة، ورفع تقارير للمسئولين عن أي ملاحظات من شأنها إحداث خطر على حياة المسافرين.
وأشار أبو الحسن إلى أن الهدف من إنشاء الجميعة تقديم خدمات صحيه متكاملة للمصابين والرعاية الكاملة لأسر المتوفين صحياً ورحلات حج وعمره وتفعيل مشروع الصدقة الجارية والعمل على تحسين الطريق ورفع كفاءته وكافه الخدمات عليه وتيسير الزواج لابناء المتوفين (ذكور - اناث ) وتكريم مثوي المتوفين في الحوادث وكافة الميادين التي يقترحها المؤسسين.
وأضاف محمد حجى أحد النشطاء على "الفيس بوك"، أن المشكلة لم تقتصر على هذا الطريق فقط، بل امتدت لتصل إلي القري والمدن فهي تعاني أيضا من طرق وعرة ومنحنيات خطيرة، وعلى الرغم من صرخات المواطنين واستغاثاتهم إلا أن هناك تجاهلاً تاماً من قبل كل الحكومات السابقة وفي مقدمتها وزارة النقل، بالإضافة إلى أن السفر إلى القاهرة أصبح رحلة عذاب لا يقوي عليها سوي القادر صحيا وماديا بسبب سوء حالة الطرق وعدم صيانتها بصفة مستمر والشخص المسافر عليها لن يحس بالأمان إلا عندما يصل لنهايته".
وتابع حجى قائلاً :"أن أهالى الوادى الجديد يناشدون السيد المحافظ بالتدخل العاجل لدى رئيس الوزراء لوضع خطة عاجلة لإزدواج طريق الخارجة أسيوط وإنارتة وإنشاء نقاط مرورية وخدمات أمنية وزيادة عدد وحدات الإسعاف وإنشاء محطة تموين وقود وكافيتريا تليق بالمحافظة وتحافظ على آدمية ابناءها.
وشن ابناء محافظة الوادي الجديد حملة بعنوان "أنقذوا حياة لوقف نزيف الدماء على الأسفلت" من خلال المطالبة بإزدواج طرق الوادي الجديد التي أصبحت أهم المشكلات في المحافظة الحدودية المترامية الأطراف، الأمر الذي دعى شباب المحافظة لتدشين حملة وجمع توقيعات من المواطنين للمطالبة بتحسين شبكات الطرق بالمحافظة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
