"هاتولي ابني".. كلمات ترددت على لسان كثير من الأمهات وسط شوراع المحروسة يصطحبها صريخ وآهات تشعر بالحسرة في قلوبهم والدموع تنهمر على وجنتيهم ليل نهار، أمل يدفع أصحابه بالبحث وراء أى طرف خيط يصل به لمبتغاهم، لكنهم فى النهاية لاحول لهم ولاقوة، أرهقهم الأمل الذى ليته ينتهى ليريح أهله.
لكن ليست كل المصائب تنتهى بالنسيان، فربما قد يلازم الحزن أهله حتى يدخلهم القبور، ولايزال وراء انتشار ظاهرة اختطاف الأطفال أسباب عديدة بمدنها وأريافها، لكن الأخطر هو غياب الاستتباب الأمني وغياب الوعي لدى الأسر المصرية وخاصة الفقيرة منها تلك التي تترك أطفالها في الشارع دون رقيب.
اقرأ أيضا..مقتل نقاش على يد شقيق زوجته بمنطقة كرداسة
"أهل مصر" يستعرض في التقرير التالي حالات خطف أرعبت قلوب المحروسة :
"طفل الشروق المختطف"
البداية عندما شهدت منطقة الشروق واقعة اختطاف الطفل "هشام سامي" من داخل سيارة ملك صديقة والدته، وذلك أثناء إعادته من الحضانة، حيث اختطفته سيارة جيب سوداء ولاذت بالهرب، وذلك بالقرب من منزل المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء السابق.
"الدراجات البخارية وسيلة جديدة للخطف"
بينما تمكنت مباحث مركز شرطة طوخ من ضبط مرتكبى واقعة اختطاف طفل ومساومة أهله على دفع فدية مليون جنيه نظير إطلاق سراحه، وورد إلى المباحث بلاغ من مالك مصنع منتجات ألبان مُقيم بقرية ميت كنانة بدائرة المركز بعدم عودة نجله الذي لم يتجاوز 4 سنوات للمنزل عقب خروجه لشراء بعض المأكولات وورود إتصال من مجهول وطلب منه مبلغ مليون جنيه كفدية لإعادته مرة أخرى.
وأسفرت التحريات عن ضبط مرتكبى الحادث وهم كل من المدعو"سالمان.س.أ" 43 سنة، حداد، و"أيمن.ح.س"، 36 سنة، عاطل، له معلومات جنائية، و"ماجدة .ح.س"، 47 سنة ربة منزل شقيقة الثانى.
"فتاة الهرم"
لم تفيق المحروسة من حالات الخطف التي شهدتها منذ48 ساعة إلا وتلقى ضباط مباحث قسم شرطة الأهرام بلاغا من فتاة تدعى "رنا.م"، 24 عاما، مصابة بكدمات وجروح في أماكن متفرقة من جسدها، وقالت إنه في أثناء سيرها في الشارع اعترض طريقها شخصان، وسرقا جميع متعلقاتها وحاولا خطفها عنوة لكنها استغاثت بالأهالي وبقوة أمنية، وعلى الفور تم تشكيل قوة من مباحث القسم تحت إشراف اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيرة، وبقيادة المقدم محمد الصغير رئيس المباحث، وبإعداد الأكمنة تمكنت القوات من القبض على المتهمين، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة.
"حكاية طفل التجمع وفدية 300 ألف جنيه"
ظلت حوادث اختطاف الأطفال من شوارع القاهرة لغزاً لم يتمكن أحد من الوصول إلى حله، إلا أن تمكنت الأجهزة الأمنية بالقاهرة من إعادة طفل اختطفه عاطلين بتحريض من خفير، وطلبوا فدية قدرها 300 ألف جنيه بمنطقة التجمع الخامس، وتلقى قسم شرطة التجمع الخامس بلاغا من "فتحي ن 31 سنة خفير بفيلا بقيام شخصان مجهولان يستقلان سيارة حمراء اللون "غير معلوم نوعها أو رقم اللوحات" بخطف نجله عبد الرحمن 3 سنوات، حال لهوه أمام الفيلا عمله، صحبة نجل خفير بالفيلا المجاورة لمحل البلاغ ويدعي، أحمد خ 5 سنوات، وفي وقت لاحق ورد له اتصال تليفوني من هاتف محمول " محدد" طلب خلاله المتصل دفع فدية مالية قدرها 300 ألف جنيه نظير إطلاق سراح المجني عليه.
أستاذ الطب النفسي: عصابة الأعضاء البشرية وراء هذه الظاهرة
علق الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى أن ظاهرة خطف الأطفال تتعددت، في الأيام الحالية مؤكدًا أنه يتم الاستعانة بهم فى التسول، أو بيعهم لأحد الأشخاص المحرومين من الإنجاب لتبنيه، أو طلب فدية مالية، كما يتم اختطاف الأطفال سواء من الذكور أو الإناث لاغتصابهم، أو للاتجار في أعضائهم البشرية.
وأضاف فرويز في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أنه يجب على الأمهات بالقيام بعدد من الاحتياطات للحفاظ على أطفالهم مثل تلقين الطفل وتعليمه ألا يرد على شخص لا يعرفه ولا يفتح معه حديث، وأيضاً عدم تناول أى عصير أو حلوى من شخص غريب لأنه يمكن أن يكون بها مادة مخدرة تساعد على الاختطاف، بالإضافة إلى تحديد مساحة معينة للتحرك فيها الطفل واللعب والتنبيه عليه عدم تجاوزها، وإذا كان الطفل فى سن مناسب للحفظ، يمكنك تحفيظه رقم الهاتف، أو كتابته على ذراعه بقلم يصعب إزالته، أو التنبيه على الطفل إذا فقد والديه أن يظل مكانه حتى يرجعان إليه.
قانوني يطالب بتغليظ العقوبة
قال المحامي والحقوقي عمرو عبدالسلام، إن ظاهرة خطف الأطفال موجودة بالفعل داخل المجتمع الأمر أحدث حالة من الرعب داخل المجتمع الذي يئن بطبيعة الحال من انتشار خطف الأطفال واستخدامهم للتسول، والتجارة بهم وبأعضائهم، وأرجع انتشار خطف الأطفال لأسباب عدة، منها طلب فدية، والانتقام، والتبني، والتبديل في المستشفيات.
وشدد بالقول على أن الدور الأساسي لمواجهة تلك الظاهرة يقع على عاتق الأسرة، التي لا بد من أن تحمي أولادها ولا تتركهم أمام خطر الخطف، وكذلك الحد من الإنجاب في حال كانت الظروف المادية صعبة، ويُجبَر الآباء على ترك أبنائهم بالشارع.
وأضاف عبدالسلام في تصريحات خاصة لـ" أهل مصر"، أن ضيق الأحوال المادية والفقر أسهم في انتشار بيع الأعضاء والتسول بالأطفال واستخدامهم في ارتكاب الجرائم مؤكدًا أن مجلس النواب أجرى تعديلاً تشريعياً غلّظ فيه عقوبة خطف الأطفال، لتصل إلى الإعدام أو السجن 25 عاماً (مؤبد)، لمن يخطف طفلاً إذا اقترنت جريمة الخطف بمواقعة المخطوف أو هتك عرضه، وأن كل من يخطف طفلاً من غير تحايل ولا إكراه، يعاقَب بالسجن مدة لا تقل عن 10 سنوات، أما إذا كان الخطف مصحوباً بطلب فدية، فتكون العقوبة السجن مدةً لا تقل عن 15 عاماً ولا تزيد على 20 عاماً".ووفق التعديل، فإنه "يُحكم على فاعل جناية الخطف بالإعدام أو السجن المؤبد؛ إذا اقترنت بها جريمة مواقعة المخطوف أو هتك عرضه".