على بعد أمتار من ميدان باب الشعرية، هنا منطقة الموسكي التجارية، التي شهدت حريق بمول الموسكي، حركة التجارة مستمرة على مدار اليوم، إلا أن حدتها تقل تدريجيا حتى تتوقف تمامًا مع اقتراب منتصف الليل، إلا أن ليلة الإثنين كان لها شأن مختلف، فبينما عقارب الساعة تشير للعاشرة مساء، وبدأت بعض المحلات التجارية فى إغلاق أبوابها، وبقى البعض الآخر لاستقبال الزبائن، وإذا بدخان كثيف يلفت انتياه الجميع بشارع الموسكي المتسع لوجود حريق بمول الموسكي.
اقرأ أيضا.. حريق الموسكي .. تفاصيل حريق الموسكي .. عدد مصابي حريق الموسكي والخسائر
أعمدة النيران بدأت فى الخروج من محل السعدني، بأحد المولات المجاورة للبنك الأهلى بشارع الموسكي، لحظات وبدأت أعمدة الدخان تزداد كثافتها وتجمع أصحاب المحلات المجاورة لمعرفة مصدر النيران إلا أن النيران لم تمهل أحدا فرصة السيطرة عليها وبدأت فى الاشتعال سريعا وساعدتها محتويات محل الملابس فى الطابق الثاني من المول، لتبدأ النيران فى احتضان أدوار المول واحدا تلو الآخر وتأتى على كل ما بداخلها.
فى قلب اللهب
محمد محمود، عامل بأحد المحلات التجارية، روى لـ "أهل مصر"، تفاصيل ليلة الموت بشارع الموسكي، "ربنا ستر وماكنش فى حد فى المول"، انقطعت الكهرباء قبل الحادث بساعة ويبدو أن عودة التيار سبب ماسا كهربائيا داخل محل السعدنى للخردوات، "الولاعات وأنابيب الغاز ساعدت فى سرعة الاشتعال".
تابع: "لم تمضي سوى لحظات حتى انتشرت النيران فى محل الملابس فى الدور العلوى وانطلقت النيران بلا رحمة، أسرعنا بطفايات الحريق وحاولنا السيطرة على النيران دون جدوى قبل أن تصل قوات الحماية المدنية وتنجح فى السيطرة على الحريق فى الساعات الأولى من الصباح".
"الحق المحلات بتولع"
"عبدالعظيم. م"، صاحب محل بالمول المنكوب، غادر محله وكان فى طريق العودة إلى المنزل قبل ان يتلقى مكالمة هاتفية من أحد أصحاب المحلات بالموسكي "الحق المول بيولع".
الرجل المسن قال لـ"أهل مصر"، أسرعت بالعودة إلى الموسكي خوفا على مصدر أكل عيشي، إلا أن العناية الإلهية أنقذت المحل من الدمار ولم تصله النيران.
"كل سنة بيولع"
يوسف شعبان، صاحب محل بالمنطقة، أكد أنها ليست المرة الأولى التى يشتعل فيها المول، فقد اعتاد أصحاب المحلات بالمنطقة على اشتعال النيران بالمول نفسه كل عام أو عامين على الأكثر.
وتابع: "محل الخردوات ومحل لعب الأطفال فى الدور الأرضي لعبا دورا كبيرا فى سرعة اشتعال النيران بالإضافة إلى محل الملابس فى الطابق الثاني".
نهاية الأزمة
فى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، نجحت قوات الحماية المدنية بالقاهرة، بقيادة اللواء علاء عبدالظاهر، مدير الحماية المدنية بالقاهرة، بعد الاستعانة بـ 6 سيارات إطفاء، وعدد من خزانات المياة فى السيطرة على حريق المول المكون من 6 طوابق، وتبين من المعاينة الأولية أن الحريق نشب جراء ماس كهربائي وساعدت محتويات المحلات فى سرعة اشتعال النيران لتلتهم محلات المول بالكامل.