عادت أزمة كلية العلوم الطبية، لتلقي بظلالها على الأحداث الساخنة بجامعة بني سويف، عقب قرار المجلس الأعلى للجامعات برفع اسم الكلية من تنسيق هذا العام، وعدم قبول دفعات جديدة بالكليات الخمسة، على مستوى الجمهورية " 3 خاصة و2 حكومية" خلال الموسم الدراسي الجامعي المقبل 2018/2019 لحين الإنتهاء من حل أزمة خريجي الكلية، بعد اعتراضات نقابة الأطباء على مسمي الخريجين والتوصيف الوظيفي لهم بالمنشأت الطبية.
طلاب الكلية، وأولياء الأمور صبوا عضبهم على "نقابة الأطباء" وأتهموا قيادات النقابة بأنهم وراء قرار المجلس الأعلى للجامعات بحذف كليات "العلوم الطبية" من التنسيق، خاصة بعد الحملة الشرسة التى شنتها النقابة على خريجي الكلية، وتصريح الدكتورة منى مينا، أمين عام مساعد نقابة أطباء مصر، بأن النقابة لن تسمح أن تباع الألقاب العلمية كما كانت تباع الألقاب الملكية "البهوية والباشوية"، وأتهمت أصحاب الجامعات الخاصة باستغلالهم الطلاب والتغرير بهم كقوة دافعة لجلب الملايين.
ــ نقابة الاطباء
قالت أمين عام مساعد النقابة، إن التنظيم والإدارة مهمته توصيف الدرجات إداريا وليس فنيا فمثلا خرجى كليات التربية أو الطب كلهم على الدرجة الثالثة التخصصية ومهمة النقابات توصيف الدرجة الفنية فالطبيب يعين على درجة ثالثة تخصصية "ممارس عام" ويحتاج لسنوات عديدة للحصول على لقب اخصائى، وقالت إن هناك لقاء عاجل سيجمع رئيس المجلس الأعلى للجامعات ونقيب أطباء مصر حول تقديم رؤية صحيحة لحل أزمة التوصيف لخريجى كليات العلوم الطبية، وسيحضره الدكتور منصور حسن، رئيس جامعة بنى سويف.
ـــ صحية أم طبية
أما طلاب وخريجي كليات "العلوم الطبية" فكان لهم رأى آخر، حيث قال الطالب محمد جابر، طالب بكلية العلوم الطبية التطبيقية ببني سويف: "احنا طلبة وخريجى كليات العلوم الطبية التطبيقية بيتلاعبوا بمستقبلنا ونقابة الأطباء بتتدخل في كليتنا ومسمانا الوظيفى وكأنها صاحبة جهة سيادية أو وصى علينا كل ده علشان مصالحها الشخصية، احنا مش اختراع احنا كلية موجودة في كل الدول الأوروبية والعربية احنا ليه بنتهاجم ليه يعملوا لجنة علشان يغيروا من المواد الطبية بتاعتنا ويحطوا مواد فنية ضعيفة وكانوا عايزين يلغوا سنة الامتياز ويخلوا الكلية بدل ما اسمها علوم طبية يبقى اسمها علوم صحية، هو إزاى هنبنى بلادنا والشباب والعلم بيتهاجم، ازاى نسيب وسطات نقابة الأطباء تشتغل على حساب مستقبل أولادنا".
ــ إرضاء النقابة
وأضاف الطالب: "وقفنا فى الجامعات وهدونا بكلمتين وقالوا مفيش حاجة من حقوقكم هتتغير ورجعوا فى الإجازة أعلنوا الحرب علينا، ازاى هنطور المنظومة الصحية واحنا بنتهاجم اللي عملوا كدة من قبل مع كليات العلاج الطبيعى السيناريو مش جديد الحقونا الحقوا شبابنا ومستقبلنا الحقوا مجهودنا وتعب أهالينا وأحلامنا اللى هيتدمروا".
وأردف قائلا: "قفلوا الكليات وجمدوا أقسامها من غير أى قانون إرضاء لنقابة الأطباء منزلتش في التنسيق رغم إنها لما نزلت أخدت من ٩٦٪ لأول مرة ومحصلتش مع أى كلية قبل كدة بردو إرضاء لنقابة الأطباء ووساطتها".
وتساءل: "إزاى نقابة تتحكم فى مسمى كلية تانية والمسمى الوظيفى للخريج، إزاى بأى حق؟ وإزاى المسئولين سامحين بكدة وبيراضوهم؟ وعلى حساب مين؟ على حساب الطلبة"!.
ــ 22 دفعة بأكتوبر
قالت نورا محمد، طالبة بكلية العلوم الطبية ببني سويف: "احنا طلاب الكلية العلوم الطبية التطبيقية جامعة المنوفية، نقابة الأطباء استخدمت نفوذها وقفلت كلية علوم طبية تطبيقية خاص وحكومي وإن كلية علوم طبية تطبيقية حكومية كانت مرحلة أولى فى التنسيق وهما شالوها من التنسيق، والكلية دي مش اختراع ولا ذرة دى موجودة فى مصر أكثر من 22 سنة، وإن أقدم كلية علوم طبية تطبيقية موجودة في أكتوبر وخرجت 22 دفعة وتحت مسمى أخصائى ومعاهم مزاولة مهنة، لكن لما الحكومى خلاص كان هيتخرجوا والتكليف هيطلع لينا وقفوا الكلية".
ـــ "مش معترفين بينا"
وأضافت مى شعبان، طالبة بالفرقة التانية علوم طبية بنى سويف: "جامعة بنى سويف والكلية حصل فيها مشاكل ونقابة الأطباء عملت معانا مشكلة ومش معترفين بينا، أنا كعلمى رياضة ثانوي عام دخلت الكلية بـ92 % وعلمى علوم دخلوها 97، ودلوقت بيقولوا إننا مش أخصائيين زى ما اللائحة مدخلانا عليها، ولما وقفنا فوشهم دلوقت بس عايزين يقفلوا الكلية خالص ومش نازلة فى التنسيق هذا العام".
ـــ سحب الكلية
كان الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، قد أكد انه تم سحب كليات العلوم الطبية من تنسيق الجامعات الحكومة والخاصة تنفيذا لقرار مجلس الوزراء فى هذا الشأن، مضيفا: "وجدنا أن هناك لغط حول الكلية ومسماها ومسمى الخريج والتوصيف الوظيفى من وزارة الصحة والجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، وملتزمون بقرار مجلس الوزراء فى هذا الشأن بتشكيل لجنة للوقوف على كل مشكلات هذا القطاع".
وأضاف الوزير: "أتمنى أن يكون هذا التخصص فى كل جامعة فى مصر لأنه مهما للغاية، وكل الطلاب الموجودين فى المنظومة الحالية يمتلكون مركزا قانونيا لن يمسه شئ لأنه دخل على منظومة قانونية ستحكم تواجده بالجامعة حتى التخرج"، موضحا أن وقف الدراسة لصالح الطلاب والحفاظ على حقوقهم وضمانها والانتهاء من الجدل فى هذا الموضوع، لافتًا إلى أن اللجنة المشكلة ممثل فيها وزارة الصحة ونقابة الأطباء والتنظيم والإدارة والتعليم العالى وممثلين من الخريجين ليتناقشوا معا وهذا تكليف من مجلس الوزراء وليس قرار الوزارة".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
