ميدان عام يصل المار، أو السائق إلى تقاطع شارعي الثلاثيني ومحمد علي، هو الآخر المسلك الوحيد، لمدخل طريق البلاجات بمحافظة الإسماعلية، وهناك تنبهر عينيك بتمثال أثري، صُنع من الجرانيت المطلى بالألوان، حيث يبلغ طوله نحو 7 أمتار، على ارتفاع مترين تقريبًا من سطح الأرض.
مع التدقيق في ملامح التمثال، تبدأ تدريجًا في تحديد هوية صاحبه، فملابسه المزينة باللون الأحضر المطلية بالبرونز، وتفاصيل وجهه أيضًا، تجعل الأغلب يبتسم، معلنًا معرفة أنه الخديوي إسماعيل.
الخديوي إسماعيل، ذلك الرجل الذي أسس القاهرة الحديثة، كانت محافظة الإسماعيلية ذو نصيب أكبر في وضع تمثال له في أحد أهم ميادينها، لينضم التمثال إلى قائمة منحوتات الرجل، بعد الأول بقصر عابدين، والثاني بالمكتب الرئيسي للبريد، وهناك تمثال واحد بالحجم الطبيعي بالإسكندرية بدأت قصته عام 1927م خلال زيارة الملك فؤاد لإيطاليا، لكن التمثال المشيد بأشهر ميادين الإسماعيلية لم ينجو من الإنضمام إلى قائمة التماثيل المشوهة بالشوارع، بعد تفاجأ سكان المنطقة صباح أمس، بتغيير لون التمثال الأصلي إلى الأسود، ما هدد بضياع معالمه.
◄ الثقافة تحذر
وأمام هذا التصرف جاءت قرارت الجهات المعنية مختلفة، وكانت البداية على لسان وزيرة الثقافة، الدكتورة إيناس عبد الدايم، التى أمرت على الفور بتشكيل لجنة صباح اليوم الإثنين، مكونة من خبراء من قطاعي الفنون التشكيلية والجهاز القومي للتنسيق الحضاري بوزارة الثقافة، لبحث آليات عودة التمثال إلى أصله بالتعاون بين قطاعي الفنون التشكيلية والجهاز القومي للتنسيق الحضاري المعنيان بتطوير الحدائق والميادين من الناحية الجمالية والحضارية، بالتعاون مع المحافظات.
"إيناس" رأت أن هذا العمل يخالف قرار رئيس مجلس الوزارء، الذى يخص وزارة الثقافة فى أعمال ترميم أو تجميل الميادين، ما دفعها إلى مناشدة جميع الجهات بالالتزام بهذا القرار حفاظًا على هذه الأثريات.
بالتزامن مع القرار السابق، لم يجد المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضارى، حلًا أمامه سوى التواصل مع الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، لإرسال لجنة مشكلة من قطاع الفنون والتنسيق الحضاري، لمعاينة تمثال الخديوي إسماعيل، لمحاولة علاج ما تم إفساده.
◄ المحافظة تتبرأ
ومع هذه الخطوات التى تبدو تصرفًا عقلانيًا من الجهات المسئولة، حاول اللواء يس طاهر، محافظ الإسماعيلية، تبرير طلاء التمثال باللون الأسود، قائلًا: كانت هناك تعليمات لرؤساء الأحياء برفع كفاءة وتجميل الميادين والشوارع!!.
"طاهر"، أكد أن اعتراض البعض على تغيير لون التمثال من جنزارى إلى الأسود، جعل الحي يعيد الآن لونه مرة أخرى للسابق.