ads

الآلاف من أهالي قنا يرتحلون لجبل "حميثرة" للاحتفال بمولد "الشاذلي"

“يا شاذلى يأبو الحسن”.. يحتفل الآلاف من محافظات الصعيد بمولد العارف بالله سيدي أبو الحسن الشاذلي، حيث يرتحلون لجبل "حميثرة" بمحافظة البحر الأحمر.

ففي شوارع محافظة قنا تطوف سيارات نقل كبيرة غُطيت صناديقها بغطاء الأفراح على هيئة خيام يتخلل زواياها جريد النخل الأخضر لتقل الزوار إلى ضريحه بوادي حميثرة، والذي يقع على بعد 150 كيلو مترا في عمق الصحراء من مدينة مرسى علم.

فالمسافرون إلى مولد أبو الحسن الشاذلي يعدون طعامهم وشرابهم، وتمتلئ السيارات بخزانات المياه لمشقة الطريق، وإقامتهم في المنطقة الجبلية، إذ أن لكل طريقة ومحبين سيارات خاصة بهم تقلهم إلى هناك وتعود بهم.

عند وصولك إلى حميثرة ترى الخيام مقامة لأبناء الطرق الصوفية من جميع محافظات مصر، حيث الخدمات والذبائح بخلاف الساحات المحيطة بالمقام والتي أنشأها أصحاب الطريقة الشاذلية والطرق الصوفية الأخرى، وحينما تتجول تسمع تردد الأذكار والمدائح والإنشاد الديني وأشعار رجال الطرق الصوفية في مدح الإمام الشاذلي، هذا ما يصفه محمد أبوالحسن، أحد أتباع الطريقة الشاذلية.

احمد حسين، سائق، يعتاد كل عام من نهاية ذي القعدة التحضير لمولد الشاذلي، بتحضير سيارته النقل الكبيرة التي يعمل عليها برسم الأخشاب وتركيبها، على هيئة خيمة مغطاة بقماش الأفراح كعادة المسافرين إلى المولد، وميكروفون للمناداة على رواد وزائري المولد من مدينة دشنا كل العام.

ضريح الإمام أبو الحسن على الشاذلي، هو أحد المساجد التي أنشئت في عصر الدولة الأيوبية في مصر، ويقع بمحافظة البحر الأحمر، ويتكون ضريحه القديم من مبنى مثمن الشكل بكل ضلع من أضلاعه السبعة نافذة واحدة مستطيلة والثانية على شكل قماري، “أي فتحتان معقودتان تعلوهما دائرة أو معين”، وهكذا بالتناوب، أما الضلع الثامن فيوجد به مدخل الضريح.

ويتوسط الضريح ثمانية أعمدة تقوم فوقها رقبة مرتفعة تعلوها قبة مدببة، غطى الجزء المحصور بين القبة والمثمن الخارجي سقف مسطح كما زخرف أعلى جدران المثمن بشرافات مسننة.

وفي جنوب الضريح أقامت وزارة الأوقاف مسجدًا، ووصلت بينه وبين مدخل الضريح بممر مسقوف، وزودت المسجد بميضأة ودورة للمياه، بالإضافة إلى إقامة مدرسة لتحفيظ القرآن وسكنا لشيخ المسجد والقائم بالتدريس في المدرسة، في الجهة الجنوبية والغربية من المسجد.

الشيخ أبوالحسن الشاذلي هو “علي بن عبدالله بن عبدالجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي ابن يوشع بن ورد بن بطال بن أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن الحسن بن عليَّ بن أبي طالب كرم الله وجهه”، ولد ببلاد المغرب عام 593 هجرية بقرية تُسّمى “غماره”، ودرس بها العلوم الدينية إليه تنتسب الطريقة الشاذلية، تفقه وتصوف في تونس، وسكن مدينة “شاذلة” التونسية ونسب إليها، وتوفي بوادي حميثرة بصحراء عيذاب بالصحراء الشرقية في مصر على البحر الأحمر أثناء توجهه إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج في أوائل ذي القعدة 656.

تتلمذ أبوالحسن الشاذلي في صغره على يد الإمام عبد السلام بن مشيش، في المغرب، وكان له كل الأثر في حياته العلمية والصوفية، ثم رحل إلى تونس، وبعدها إلى مصر وأقام بالإسكندرية، حيث تزوج وأنجب أولاده شهاب الدين أحمد وأبوالحسن علي، وأبوعبدالله محمد وابنته زينب، وانتشرت طريقته في مصر بعد ذلك.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً