قصة كفاح كبيرة تقوم بها طالبة جامعية، تجمع بين دوري الطالبة والأم في لجنة الامتحانات، حيث تحمل رضيعتها التي لم تتجاوز العام، وتأتي بها من محافظة الشرقية إلى بورسعيد لتؤدي الامتحان، إذ تقطع مسافات طويلة من الكيلو مترات من أجل تحقيق حلمها بعد حصولها على الدبلوم الفني الصناعي، فالتحقت بالجامعة لتحصل على تأهيل تربوي من كلية التربية جامعة بورسعيد.
والتقت «أهل مصر» بالطالبة هند عزت والتي كانت تؤدي الامتحان في لجنتها ومعها رضيعتها، إذ قامت الدكتورة دينا إبراهيم المدرس المساعد بالكلية بحمل الطفلة لمدة ساعتين بعد تعثر الأم في الكتابة.
طالبة تربية بورسعيد ورضيعتها
وقالت الطالبة هند عزت خلال بث مباشر على «أهل مصر»، قررت استكمال تعليمي بعد حصولي على دبلوم فنى صناعى، قراري كان من فترة كبيرة، قمت بتأجيله لمدة ١٥ عامًا لظروف خاصة بشقيقي الذي كان يعاني من ضمور بالمخ 'ربنا يرحمه' وبعد ذلك من أجل رعاية أولادي، ولم يشاء الله لي الانجاب لمدة ١٢ عاما، لذا تفرغت والتحقت بالجامعة لاستكمال تعليمي، و لكن يشاء الله أن يرزقنى بابنتي الصغرى مليكة بعدها، كلها تدابير من عند الله و كانت أكبر رزق من الله سبحانه وتعالى، لم أسعى اليه.
طالبة تربية بورسعيد ورضيعتها
لا يوجد اختيارات
وأضافت هند، جاءت معى ابنتي روضة في أول يوم امتحانات بكلية التربية جامعة بورسعيد لتحمل شقيقتها، وتتحمل مسؤلية مليكه أثناء وجودي باللجنة ، لكن في اليوم الثاني للامتحان كانت روضة تؤدي امتحاناتها بالصف الخامس الابتدائي، ونظرًا لان والدتي تقيم بقرية بعيده عني، وصغيرتي رضاعتها طبيعي، فلم ترضع ألبان صناعية من الصيدلي، لذا لم يكن لدىً أي أختيارات سوى أن أصطحبها معي في اللجنة.
طالبة تربية بورسعيد ونجلتها مع محررة أهل مصر
الدكتورة دينا تعاملت بروح الأم
وتابعت الطالبة الأم، دخلت اللجنة بمليكة ولاحظت الدكتورة دينا إبراهيم مراقب اللجنة أنني أتعثر في الكتابة ، فأخذت مليكة وظلت تحملها لمدة ساعتين حتى انتهى وقت الامتحان، والغريب أن طفلتى ابتسمت للدكتورة دينا وشعرت بالأمان معها فلم تبكي، والمعروف أن الدكتورة دينا شخصية جميلة ومحبوبة، ومتعاونة جدا مع جميع الطلاب، شعرت بأن الدكتورة أخت لي، فهى لم تشعرني بأى قلق، وتعاملت بروح الأم مع صغيرتي، وفي هذا التوقيت التقط الدكتور عباس علام رئيس الكنترول صورة للدكتورة دينا وهي تحمل رضيعتي وصورتى مع ابنتي، وفوجئت بأن الموضوع أصبح تريند.
ابنتى روضه بتذاكر معايا
أمى بتقولى أنتى شاطرة
واستطردت الطالبة هند، لم اكتفى بأستكمال تعليمي، لكني أعمل فى شغل الهاند ميد وإعادة تدوير مخلفات البيئة، وكورسات للخط العربي، وأحب أقول لزوجى شكرا فهو دائما سند لى يشجعني و يحفزني على الاستمرار في التعليم، وشغل الهاند ميد، ووالدتي دائما تحفزني و تقول:' أنتى شاطرة، ما تعتمديش على حد، كملى مشوار تعليمك وربنا ها يراضيكي أن شاء الله، أما بالنسبة لابنتي روضه فأنا أعتبرها صديقتي الصغيرة، فهى تشاركنى في المذاكرة وتقوم بتسميع المواد الدراسية لي قبل الامتحان
اشتغلي و لا تقللي من نفسك
واختتمت الطالبة المكافحة، أن شاء الله بعد انتهاء المرحلة الجامعية سوف أقوم بعمل دراسات عليا و ماجستير ودكتوراه، و أحب أن أوجه رسالة لكل سيدة، أهم شىء تحافظ على بيتها و زوجها وأولادها و أسرار بيتها، لا تقللى من نفسك وأشتغلى على نفسك ربنا وهبك أشياء كثيرة استغليها صح .
الابنة: مستحيل أصبح مثل ماما
وقالت روضة ابنة الطالبة هند، أنا فخوره بوالدتي وهى سيدة جميلة أشعر بأنها صديقتي وكنت أؤدى الامتحان لذلك لم أحضر معها، وأساعد والدتي في المذاكرة حيث أقوم بتسميع المواد الدراسية لها، وأحب أن أقول لها :' كملي فى دراستك وفي شغل الهاند ميد' أتمنى أن أصبح مثلك رغم أنني أرى أن ذلك من المستحيل .