الدوري الإيطالي يفقد الحماس وفقير في المواهب (تقرير)

الدوري الإيطالي

دخل المنتخب الإيطالي في نفق مظلم منذ فوزه ببطولة كأس العالم 2006، حيث فشل الأتزوري في المرور من دور المجموعات لبطولة كأس العالم 2010 بالإضافة إلى كأس العالم 2014، لينتهي بعد ذلك النفق المظلم بكارثة عدم وصول المنتخب الإيطالي لنهائيات كأس العالم الأخيرة، وهو ما لم يحدث منذ 58 عام.

كارثة صدمت الجميع في إيطاليا خاصة ومتابعي الكرة على مستوى العالم، ودفعت جميع متابعي الكرة للتساؤل حول الأسباب التي أدت إلى هذا التدهور في مستوى الكرة الإيطالية ودفعها إلى الهاوية والغياب عن المحفل العالمي الأخير.

تنقسم الآراء حول الأسباب التي أدت إلى هذا الفشل الإيطالي، ولكن سببان رئيسان كانا على رأس الأسباب التي أدخلت إيطاليا في هذا النفق المظلم، وهما:

1- سوء التخطيط في الكرة الإيطالية:

بعد الإنجاز التاريخي للمنتخب الإيطالي وحصده لقب كأس العالم 2006، دخل الاتحاد الإيطالي في حالة ثبات غير مبررة، ولم يحاول من قريب أو من بعيد تطوير الكرة الإيطالية من قطاع الناشئيين، حتى تستمر قوة المنتخب الإيطالي مع تعاقب الأجيال وكبر سن حجر الأساس لأبطال العالم في هذا الوقت.

مع قدوم كأس العالم التالي، ظهر المنتخب الإيطالي دون هوية وبصورة مفككة، حيث اعتزل عدد كبير من المنتخب الذي حقق إنجاز 2006، وكبر سن المتبقي منهم، ليخرج الأتزوري من دور المجموعات بعد ذلك.

لم يحرك هذا الخروج سكينة الاتحاد الإيطالي، ولم تظهر خطة واضحة لتطوير الكرة الإيطالية بعد ذلك، ليتكرر الأمر من جديد في كأس العالم التالي ويخرج المنتخب الإيطالي من الدور الأول من جديد، وتحدث بعد ذلك الكارثة الكبرى، حيث فشل المنتخب الإيطالي في الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.

كل هذا يؤكد على عدم وجود خطة تطويرموضوعة من الاتحاد الإيطالي لتطوير كرة القدم بصورة عامة، وإخراج أجيال جديدة من المواهب قادر على إعادة هيبة الكرة الإيطالية.

2- فقر المواهب الإيطالية:

من المؤكد أن المواهب الصاعدة في الكرة الإيطالية أصبحت قليلة للغاية بعد الجيل الذهبي الذي حقق لقب كأس العالم، وهو ما أدى إلى عدم ظهور لاعبين بارزين في الكرة الإيطالية في السنوات التي تليها، أو بشكل أكثر دقة عدم استمرار أي من المواهب ووصوله ليكون لاعب كبير مؤثر.

ولكن يأتي سوء التخطيط كسبب رئيسي في قلة ظهور المواهب الإيطالية في السنوات الأخيرة، فلم يهتم الاتحاد الإيطالي بتطوير قطاعات الناشئيين وجعلها قادرة على إخراج لاعبين قادرين على التطور والنضوج بعد ذلك.

وهذا يجعل سوء التخطيط هو السبب الرئيسي في المشكلة التي لحقت بالكرة الإيطالية، مع عدم وضع خطة تطوير واضحة للكرة الإيطالية أدى ذلك إلى انهيار الكرة الإيطالية بشكل تدريجي لتصل لحالة يرثى لها من فقر المواهب وفقد الهوية.

واستعان الاتحاد الإيطالي بالمدرب الإيطالي روبرتو مانشيني في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الفترة المقبلة، ومحاولة بناء جيل جديد قادر على إعادة هيبة الكرة الإيطالية، ولكن يبقى السؤال قائما، هل مانشيني هو الحل لإنقاذ الكرة الإيطالية أم أنه حل سطحي للأزمة وليس حل جذري فعلي.

الجدير بالذكر أن هناك العديد من المواهب المبشرة في الكرة الإيطالية الحالية يمكن النباء عليها للمستقبل، على رأسهم إنسيني، لاعب نادي نابولي الإيطالي، ودوناروما، حارس مرمى ميلان، وبيلوتي، مهاجم نادي تورينو، بالإضافة إلى بيرنارديسكي، لاعب نادي يوفنتوس الإيطالي، ولكن يبقى التحدي الأكبر الذي يواجه مانشيني هو القدرة على تطوير هذه المواهب والحفاظ على استمراريتها.

يذكر أن المنتخب الإيطالي قد تعادل أمس الجمعة، مع ضيفه البولندي بنتيجة هدف مقابل مثله في أول مباراة رسمية تحت القيادة الفنية لمانشيني في بطولة دوري أمم أوروبا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً