الجميع يعرف مشاركة عدد من الدول العربية ومعاونتها للجيش المصري في حرب أكتوبر، إلا أن ما يبدو غريبًا وظل حتى وقت قريب من أسرار نصر أكتوبر 1973 هو مشاركة أفراد من الجيش الكوري الشمالي في هذه الحرب، وهي معلومة وردت في مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية آنذاك.
ووفقًا لـ"المجموعة 37 مؤرخين" التي تضم عدد من قدامى الحرب، فإن سرب كوري شمالي شارك في نصر أكتوبر، حيث أوكلت له عدد من مهام الدفاع الجوي عن العمق المصري خلال المعارك، وتمركزت أغلب الطائرات الكورية الشمالية في مطار بير عريضة بشمال الصعيد، لكنها لم تشارك في أي هجمات على القوات الإسرائيلية، كما لم تشتبك خلال المعركة.
ويقول الفريق "الشاذلي" في مذكراته عن الحرب إن التجريدة الكورية التي أرسلتها كوريا الشمالية إلى مصر تعتبر من أصغر التجريدات التي أرسلتها دولة إلى دولة صديقة أخرى في تاريخ الحروب، لقد كان عدد هذه التجريدة 30 طيارًا و8 موجهين جويين، و5 مترجمين و3 عناصر للقيادة والسيطرة وطبيبًا وطباخًا، وكان الكوريون بالنسبة لجنود الجيش المصري شخصيات غربية، فقد كان الطيارون يعتمدون على أنفسهم في كل شيء، إنهم ينظفون أماكن سكنهم بأنفسهم ويشغلون أنفسهم دائماً بشيء ما، فأحدهم إما أن يكون في مهمة تدريبية أو أنه يقوم بالدراسة أو بأعمال رياضية، ليس لديهم أي وقت للفراغ، وليست لديهم أية متاعب إدارية يشكون منها.