بضربات قلب متضاربة وقلق وتوتر أعقبه سعادة عارمة، هكذا استقبل فريق كلية الهندسة بجامعة عين شمس، لقب تتويجهم بالمركزالأول بسباق «رالي القاهرة الأول للسيارات الكهربائية محلية الصنع»، وفوزه بالجائزة الكبرى والمقدرة بنصف مليون جنيه.
بعزيمة وجهد وإرادة وعمل متواصل لمدة 10 أشهر، استطاع 12 طالب من أمهر طلاب كلية الهندسة بجامعة عين شمس، أن يثبتوا للجميع أن مصر تستطيع بالعمل والإرادة صنع المستحيل، وذلك بعد تمكنهم من صناعة سيارة كهربائية محلية الصنع، بإمكانيات بسيطة، جعلتها تتنافس مع 9 فرق مصرية، وتفوز بالمركز الأول بمجال السرعة في سباق " رالي".
كان على "أحمد الدهشان" ورفاقه في الفريق، العمل تحت ضغط لمدة 10 أشهر متواصلة، قضوها بين التعليم والتصميم ومراحل الاختيار، مرورًا بالتصنيع والاختبارات للتقدم لمسابقة " رالي"، ليجدو في النهاية أن تعبهم لم يضيع هدرًا، بعد تتويجهم بالمركز الأول وفرحتهم بالجائزة، كما روى "الدهشان" لأهل مصر.
جامعة عين شمس كان لها الدور الأكبر في تدعيم فريق كلية الهندسة، حيث وفرت لهم أماكن لتجميع السيارة والعمل عليها، وتجربتها تحت إشراف الفريق المنظم للمسابقة، أيضًا الدعم المادي المقدم من وزارة التعليم العالي، والذي قدر بــ300 ألف جنيه، كل هذه الإمكانيات ساعدت فريق "الدهشان" في القدرة على صناعة سيارة كهربائية محلية الصنع.
الحظ لم يكن محالفًا كثيرًا لفريق كلية الهندسة، حيث تفاجىء الفريق أثناء تجربة السيارة قبل المسابقة بأسبوعين، بأن تصطدم بحادثة، الأمر الذي أدى إلى توترهم بعض الوقت، ولكن سرعان ماتم تدارك الحادثة وتبعاتها في أقل من 48 ساعة، واستطاعوا بنضوج وعزيمة إصلاح السيارة وإرجاعها للسير من جديد بكامل قوتها، حسبما روى "الدهشان".
مشاكل عدة واجهت الفريق، فلم يكن الوصول للشكل النهائي للسيارة بالأمر السهل، فكان هناك صعوبة في بعض أماكن التصنيع والمصانع بشكل عام، بالإضافة إلى ندرة وجود بعض الماكينات المهمة والمؤثرة في التصنيع، إلى جانب خطوات صرف الدعم المقدم من وزارة التعليم العالي.
يقول "الدهشان" :" كان فيه توازن بين دراستنا والمشروع، ولكن طبيعي أثر على حاجات كتير في حياتنا الاجتماعية، زي التمتع بأيام الجامعة والخروج مع أصدقائنا، ولكن في النهاية النتيجة تستاهل التعب، ومفيش حاجه حلوة بتيجي بالساهل".
ويرجع "الدهشان" ورفاقه الفوز بالمركز الأول إلى توفيق الله ثم لجهدهم وتعبهم وكم الوقت الذي بذلوه في خدمة المشروع، واصفًا المنافسة في سباق "رالي" بأنها كانت عالية وشديدة ، خاصة أن مستوى الفرق المشاركة قريب من بعضهم، مما جعل المنافسة قوية جدا.
وبعد إعلان النتيجة وتتويج الفريق بالمركز الأول، استقبل "الدهشان" ورفاقه التهنئة بحفاوة من قبل الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي، الذي أبدى إعجابه وانبهاره بالسيارة، وطلب التصوير معهم، هذا بجانب نظرة الإعجاب والانبهار التي كانت على وجوه كل من رأى السيارة، منبهرين بقدرة الفريق على هذا الإنجاز.
أما فيما يخص الجائزة والتي تقدر بنصف مليون جنيه، فحسب "الدهشان" فإن جزء منها سيتوجه لتطوير الفريق وتطوير السيارة، والجزء الآخر سيتوجه للطلاب المشاركين، ليكون انطلاقة لهم في حياتهم الشخصية، وقد تكون نواة لمشروعات جديدة شخصية لهم.
وعن احتمالية سرقة فكرة المشروع، فيؤكد "الدهشان" أنه لايمكن أن يحدث حتى بدون تسجيل براءة اختراع، قائلًا:" دا بيحصل في بلدان كثيرة حول العالم، بس بالنسبالنا دا حدث فريد وأول من نوعه في مصر، كما أن الفكرة تكمن في أن الطلاب يكون عندهم النضوج الكافي حتى يصنعوا سيارة قادرة أنها تدخل سباقات وتحقق إنجازات، مما يؤهلنا لدخول السوق العالمي واننا ندخل صناعات زي دي في مصر".
ويتمثل هدف "الدهشان" ورفاقه من المشروع في فتح مجال لصناعة جديدة في مصر، وأن تكون قاعدة لدخول صناعة السيارات الكهربائية في مصر وتطويرها، بحيث يمكن استخدامها بعد ذلك كمركبات طرق عادية، وهذا هو الهدف الأساسي من الاختبارات والفحوصات التي تمر عليها السيارة.
" تجربة حلوة ومفيدة وادتنا أمل وطاقة اننا نقدر نعمل حاجات كنا نظنها مستحيلة، وشالت من دماغنا العقد المترسخة عن الغرب وانهم في عالم واحنا في عالم"، هكذا وصف "الدهشان" تجربته هو وفريقه في سباق "رالي"، آملين بالحفاظ على مركزهم الأول بين الفرق المصرية والعربية، وإثبات وجودهم أكثر بين الفرق العالمية، وإحياء صناعة السيارات في مصر من جديد.