يعرفه الأهالي بـ"بلبل إسكندرية"؛ فقد اعتاد أن ينشر حالة من البهجة والفرح بين ركاب أتوبيس النقل العام الذي يقوده، فتارة يغني لهم من أغاني أم كلثوم وغيرها من جيل الطرب الجميل، وتارة أخرى ينشد لهم قصائد في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وثالثة يلقي على مسامعهم قصائد شعر من تأليفه؛ إنه "محمد الطيار"، سائق نقل عام بمنطقة العصافرة بالإسكندرية، "أهل مصر"، قضت عدة ساعات داخل أتوبيس النقل العام الذي يقوده "بلبل العصافرة"، حيث رصدنا في معايشية على أرض الواقع ما يقوم به هذا السائق من أفعال لينشر السعادة بين من يستقلون الأتوبيس الذي يقوده، كما استطلعنا رأي الركاب في صوته ومواهبه المتعددة.
يقول "الطيار" -صاحب الـ 33 عامًا-، في حديثه لـ"أهل مصر": إنه يمتلك موهبة الغناء والإنشاد منذ الصغر، وبعد أن عمل بهيئة النقل العام اعتاد أن يحمل معه "ميكرفون" ليغني وينشد للركاب الذين يستقلون الأتوبيس الذي يقوده، إضافة إلى إلقاءه قصائد شعر من تأليفه.
يضيف "بلبل العصافرة" وهو اللقب الذي يُعرف به في الأسكندرية، أن ينتظر الفرصة المناسبة لكي ينمي موهبته، ويحترف في الإنشاد، مؤكدًا أنه لا يرغب احتراف الغناء، بالرغم من أنه يكتب أغاني وأشعار رومانسية كثيرة.
وعن سر رفضه احتراف الغناء، أوضح أنه يحب الإنشاد الديني كثيرًا، ويشعر بالراحة النفسية كلما أنشد قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، قائلًا: "الركاب عارفني كويس، واتعودوا كل ما يركبوا معايا يطلبوا مني أمدح شوية أو أغني، وأنا بقيت متعود أغني وأنشد لكل ركاب الأتوبيس، وأحيانًا بقرأ لهم آيات من القرآن الكريم، وعندي قدرة إني أقلد جميع مقرئين مصر، الأحياء والأموات".
واستطلعت "أهل مصر"، رأي الركاب في صوت "محمد الطيار"، أو "بلبل العصافرة" كما يطلقون عليه؛ حيث قال أحدهم: "صوته حبو جدًا، بس ياريت يحترف الإنشاد، لأنه لو اتجه للغناء سيصبح مثل حكيم"، وأوضح آخر أن "الطيار" يمتلك صوتًا جميلًا، وهو موهبة مدفونة وأتمنى أن يتم اكتشافه وإعطائه الفرصة قريبًا.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
