تحتفل سلطنة عمان اليوم بذكرى العيد الوطني الـ48، بالعديد من الفعاليات التي تجسد فخر واعتزاز أبناء الشعب العُماني بوطنهم وباني نهضته السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، ومع حلول ذكرى العيد الوطني العماني التي يوافق الـ18 من نوفمبر من كل عام، تبرز التحركات السياسية العُمانية الرامية إلى إحلال السلام والحفاظ على استقرار منطقة الشرق الأوسط، من خلال اتصالات وزيارات على أرفع المستويات وما تبذله من مساع حميدة من أجل الإسهام في حل المشكلات والصراعات الجارية في المنطقة عبر الحوار والطرق السلمية.
وبهذه المناسبة سلطت وكالة الأنباء العمانية الضوء، على جهود السلطان قابوس ورؤيته المستنيرة وقراءته الواعية لما يحدث في العالم وعمله على تهيئة أفضل نظام للسلام وحل المشكلات في المنطقة عبر الحوار، وبناء أفضل العلاقات بين دولها وشعوبها في إطار قواعد القانون والشرعية الدولية ومبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم اللجوء إلى القوة أو التهديد بها لحل الخلافات والنزاعات الدولية.
دور السلطنة في استقرار المنطقة
وقالت إن عُمان القوية بقيادتها وأبنائها كانت وستظل صمام أمان وركيزة للأمن والاستقرار والسلام في الخليج والمنطقة العربية والشرق الأوسط من حولها، وإن ما شهدته وتشهده السلطنة من تحركات واتصالات وزيارات على أرفع المستويات، وما تبذله من مساع حميدة من أجل الإسهام في حل المشكلات والصراعات الجارية في المنطقة عبر الحوار والطرق السلمية ينطوي على دلالات بالغة، أهمها ما يتمتع به السلطان قابوس من تقدير ومكانة رفيعة على كل المستويات الرسمية والشعبية، وحرص كثيرين في المنطقة والعالم على الاستماع إلى تقييمه ورؤيته لمختلف التطورات والاستفادة من حكمته لدفع مسارات السلام.
وأضافت أن السلام الذي تتطلع إليه شعوب المنطقة، وتستعجل السير في مساراته اليوم قبل الغد، ليس فقط بالنسبة للقضية الفلسطينية وضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل لها في إطار عمل الدولتين، ولكن أيضًا بالنسبة لمختلف المشكلات والأزمات الراهنة في المنطقة التي عانت وتعاني منها شعوبها.
وأوضحت أن الإيمان العميق للسلطان قابوس، بأهمية وضرورة العمل على تحقيق السلام والأمن والاستقرار لدول وشعوب المنطقة، كسبيل لتمكينها من بناء حاضرها ومستقبلها وصنع التقدم والرخاء لأبنائها وأجيالها المقبلة، قد أسهم في بلورة هذه الرؤية، سواء على صعيد تحقيق التنمية المستدامة لعُمان الدولة والمجتمع والمواطن وإسعاده، أو على صعيد بناء علاقات عمان ومواقفها حيال مختلف التطورات الخليجية والإقليمية والدولية.
التحركات السياسية للسلطان قابوس
وما له دلالة في هذا المجال أنه في الوقت الذي تشهد فيه السلطنة زخمًا كبيرًا في تحركاتها السياسية وتطوير علاقاتها مع الدول الأخرى شقيقة وصديقة، تم الإعلان عن الشراكة الاستراتيجية بين السلطنة وجمهورية الصين الشعبية الصديقة في 25 مايو، بمناسبة الاحتفال بمرور 40 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وذكرت الوكالة أنه من بين التحركات السياسية المهمة زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "زيارة دولة" للسلطنة في 4 فبراير، وزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في 21 أكتوبر، وزيارة ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند في 11 فبراير الماضي، إضافة إلى زيارة بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل للسلطنة في 25 أكتوبر الماضي.
التدريبات العسكرية المختلفة:
ومن الناحية الأمنية والعسكرية، نوهت الوكالة العمانية بالتمرين الوطني "الشموخ 2"، والتمرين المشترك العماني البريطاني "السيف السريع 3" بين قوات السلطان المسلحة والقوات المسلحة الملكية البريطانية، خلال شهر أكتوبر.
كما ذكرت أن التمرين الوطني "الشموخ 2" الذي شاركت فيه وحدات من قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني وشرطة عُمان السلطانية والجهات العسكرية والأمنية والمدنية الأخرى جاهزية كل مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية وقدرتها على العمل والتعاون الوثيق قيادة واحدة لمواجهة أي تطورات، كما أكد التمرين العماني البريطاني المشترك "السيف السريع 3" الكفاءة القتالية العالية لقوات السلطان المسلحة وكفاءة التخطيط والتنفيذ والانضباط التام للجنود، كما أكد القدرة على العمل بتناغم وتعاون وثيق مع القوات المسلحة البريطانية الصديقة.
الانجازات الاقتصادية:
واختتمت تقريرها الذي تضمن أيضا جوانب وإنجازات اقتصادية واجتماعية، بالتأكيد على أن مناسبة الاحتفال بالعيد الوطني الثامن والأربعين تعد فرصة مناسبة ليجدد أبناء الشعب العماني فيها الولاء والعرفان للسلطان قابوس الذي يواصل مسيرة النهضة العمانية الحديثة بقوة وثقة نحو مستقبل مشرق لعُمان والمجتمع والمواطن ولصالح السلام والاستقرار في المنطقة وتطوير علاقاتها على نحو يحقق المصالح المشتركة والمتبادلة مع الدول الأخرى ولصالح المنطقة.