تعاني محافظة بني سويف من توقف العديد من المشروعات الهامة بها بسبب نقص بعض الاعتماد المالي بالمحافظة في العديد من القطاعات سوء الصناعية أو الثقافية، لعدة أسباب أبرزها نقص الاعتمادات المالية، التى أدت إلى توقف بعض مشروعات البنية التحتية بالمحافظة مثل مشروعات الصرف الصحي وترفيق المناطق الصناعية بالاضافة خاصة مع وجود منطقتى كوم أبو راضى وبياض العرب الصناعتين بالمحافظة والتي تضاهي أكبر المناطق الاستثمارية فى العالم.
وجاءت مبررات المسئولين المتعاقبين، أن الاعتمادات المالية التى تأتى ضمن الخطة العامة لكل محافظة لا تكفى تمويل المشروعات الأساسية طبقاً للمخططات العامة والإستراتيجية فضلاً عن طرح المشروعات التنموية التى تخدم المواطن والمستثمر على حد سواء، وعلى رأس تلك المشروعات المتوقفة مشكلة ترفيق المناطق الصناعية بالمحافظة .
وأكدت لمياء جلال مدير مكتب الاستثمار بالمحافظة، أن من ضمن مشروعات البنية التحتية المتوقفة بالمحافظة بسبب نقص الموارد المالية هو ترفيق المناطق الصناعية، حيث إن صندوق دعم تطوير وإنشاء المناطق الصناعية التابع لهيئة التنمية الصناعية بوزارة الصناعة كان يقوم بتوفير الدعم والانفاق علي أعمال البنية الأساسية في منطقتي بياض العرب وكوم أبوراضي, ولكن في الأونة الأخيرة لم يصل أي تمويل من صندوق الدعم وعلي الرغم من وجود مستخلصات تم الانتهاء منها إلا أنه لا توجد سيولة لتسديدها، وهو ما قد يؤثر علي الاستثمار في المرحلة المقبلة لعدم اكتمال أعمال البنية الأساسية وتوقف المقاولين عن العمل بسبب نقص الاعتمادات حيث تحتاج منطقة كوم ابوراضي الصناعية لاعتمادات تصل إلى 200 مليون جنيه لاستكمال أعمال الترفيق والبنية التحتية في المنطقة خاصة وأن نسبة تسكين المشروعات الاستثمارية بتلك المنطقة يصل الي 91% من مساحتها من بينها شركة سامسونج العالمية.
بينما تحتاج منطقة بياض العرب الصناعية إلى اكثر من 90 مليون جنيه أيضا لاستكمال مشروعات البنية التحتية بينما تحتاج منطقة 2/31 الصناعية إلى 48 مليون جنية فقط لاستكمال أعمال البنية التحتية فيها والمتمثلة في أعمال رصف الطرق بالمنطقة في حين يتكفل المستثمر بتوصيل المرافق في تلك المنطقة.
كما تسببت عدم وجود اعتمادات مالية في توقف بعض مشروعات الصرف الصحي في قرى المحافظة وعلي رأس تلك القرى قرية الكوم الأحمر التابعة لمركز بني سويف، والتي تم تنفيذ مشروع الصرف الصحي بالقرية، وانتهاء العمل بتنفيذ شبكات الانحدار وعقب الانتهاء من إنشاء المحطة، تم توصيل الصرف الصحي لـ50% فقط من المستفيدين.
وتم حرمان عزب إسلام وأبو القاسم ومقاوي حيدة وأبو رمضان، الذين اشتروا قطعة أرض وسددوا 350 ألف جنيه قيمة الأرض منذ عام 2007 بالجهود الذاتية، وسلموا الشركة عقد شراء الأرض عن طريق الوحدة المحلية لقرية شريف باشا ببني سويف، وتم إصدار قرار تخصيص القطعة لإنشاء المحطة.
وطرحت شركة مياه الشرب والصرف الصحي مناقصة لإنشاء المحطة عام 2013، وانتهى إنشاء تلك المحطة خلال شهر سبتمبر من العام الماضي ثم توقف العمل بسبب نقص الاعتمادات المالية، والتي تصل الي مايقرب من 6 ملايين جنيه،مما تسبب فيتضرر اهالي تلك العزب.
يقول ربيع حسونة، أحد أهالي القرية، توقف المشروع بحجة عدم توافر دعم مالي لاستكمال باقي الشوارع والمنازل، وهو ماتسبب في تفاقم مشكلة الصرف الصحي بالقرية وارتفاع منسوب المياه وتعرض بعض المنازل للانهيار ناهيك عن انتشار الأوبئة والامراض من جراء تراكم مياه الصرف والمياه الجوفية في الشوارع والمنازل.
ومن ضمن تلك المشروعات التي توقفت بسبب الدعم المالي والبيروقراطية والروتين قصر ثقافة ببا أحد قلاع الثقافة والفن بالمحافظة والذي تم اغلاقه بسبب توقف اعمال التطوير به بسبب الدعم المالي.
ففي عام 2007 تم رصد مبلغ 500 ألف جنيه، من محافظة بنى سويف وقتئذ لترميم المبني ، وتم عمل المقايسات من الإسكان والوحدة المحلية لمركز ببا وبدأ الترميم بالفعل وقد قامت الشركة المنفذة لاعمال التطوير فى تكسير أجزاء من المسرح والحوائط ودورات المياه وتركيب رخام، إلا أن الهيئة العامة لقصور الثقافة أرسلت لجنة من الإدارة الهندسية بالهيئة للوقوف على الترميم ووضعوا اشتراطات خاصة بالمسرح وألوان الرخام لترتفع التكلفة الي 2 مليون جنيه فنشب خلاف بين الهيئة العامة لقصور الثقافة ومجلس المدينة والمقاول المسئول عن الترميم وأدى لتوقف العمل، بسبب زيادة التكلفة ونقص الاعتمادات والدعم المالي .
من جانبه أكد المستشار هاني عبد الجابر محافظ بني سويف، أنه عقد اجتماعا لبحث موقف عدد من المشروعات المتوقفة والمتعثرة بقطاعي التعليم والصحة ،للوقوف على معوقات التنفيذ ومعدلات الننفيذ بها ، وتحديد السبل والآليات اللازمة للدفع بمعدلات تنفيذ تلك المشروعات،وذلك في حضور اللواء عصام العلقامي السكرتير العام، واللواء تامر أبو النجا السكرتير العام المساعد، ومسؤولي التربية والتعليم والصحة والإسكان وهيئة الأبنية التعليمية ، ومديري عموم مكتب المحافظ و التخطيط والمتابعة ، والمالية، والشؤون القانونية .
وأشار المحافظ، إلى أنه ناقش مع مسؤولي الصحة الموقف الحالي لـ 8 مشروعات في القطاع الصحي وهي : تطوير بعض الوحدات الصحية بمراكز الواسطى والفشن وناصر وببا واهناسيا وهي(سدمنت الجبل ،الوكيل البحرية، كوم إدريجة،وحوض الشريف بالجفادون، السلطاني، وكوم أبو خلاد) والتي تنفذها هيئة الأبنية التعليمية، والتي تم الانتهاء منها من الناحية الإنشائية ، بينما لم يتم تجهيزها بالمعدات والأجهزة الطبية اللازمة لتقديم الخدمة ، بالإضافة إلى مشروعي تطوير مستشفيات اهناسيا والفشن المركزيين
وأوضح المحافظ، أنه كلف بمخاطبة وزارة الصحة للتنسيق بهدف الإسراع بتجهيز هذه الوحدات بالأجهزة والمعدات الطبية بالإضافة إلى أعمال التأثيث والفرش لدخولها الخدمة في أقرب وقت ممكن، باستثناء وحدة سدمنت الجبل التي تم تشغليها ودخولها الخدمة ويوجد خلاف مع الاثار حول بناء سور للوحدة ، حيث وجه المحافظ بتشكيل لجنة مشتركة من الوحدة المحلية والتخطيط العمراني والمساحة لبحث تذليل وحل هذه المشكلة، موجها بتنفيذ بعض الإجراءات التنسيقية مع وزارات الصحة والتخطيط والإسكان لاستكمال أعمال التطوير بالمستشفيات .
وألمح المحافظ إلى أن الاجتماع تطرق لمناقشة الموقف التنفيذي لعدد 20 مدرسة في عدد من القرى، للوقوف على نسب ومعدلات التنفيذ وتحديد أسباب التأخر في تسليم هذه المدارس لتحديد وتنفيذ الإجراءات والخطوات المطلوبة للإنتهاء منها ودخولها الخدمة،الأمر الذي يسهم بشكل كبير في تقليل الكثافات وتوفير المناخ الملائم للعملية التعليمية بهذه القرى .