في ذكرى وفاته.. كيف تغذى يحي حقي على مفهوم "الظل"

يحي حقي

كانت أضواء المسرح تؤذيه ولو أنها خافتة يجف تحتها نبته. إنه لا يروق إلا في الظل وليس كل الظل بل ظل واحد لابد منه، إنه ظل الواقفة أمامه التي صحبها في كل حفلة منذ أن بزغ نجمها والوصلة بينهما هي هذا العود الجميل الذي يحتضنه ويعكف عليه ويميل رأسه إليه. هذا هو صندوق البريد بينهما. لا أظنت أنه يحضن ولده وضناه بمثل الاعزاز الذي يحضن به عوده وكأنه روحه ضاقت بسجن جسده فانتقلت وتشكلت على هيئة عود لتستمتع حسيًا بلمسة ودقة ريشته على أوتارها. 

هذه الفقرة الجميلة من كتاب "ناس في الظل" لشيخ القصة يحيي حقي الذي نتذكر سويًا ذكرى وفاته، وبالأخص بهذا الكتاب الفلسفي الممتع يبحر يحيي حقي داخل أعماق شخصيات تعيش بيننا،لكنها قلما تلفت الانتباه فهي شخصيات كما شبهها الكاتب : "لا تروق إلا في الظل"، مثلها مثل النباتات الخضراء،.. ويقول يحيى حقي عن النباتات عن شخصيات كتابه الجميل:" هذا الكتاب نابع من انتباه للذين تراجعوا عن الأَواء، هكذا أراد لهم القدر أو أرادوا هم لأنفسهم، للملتحقين بالظل على المسرح وراء نجوم الفن في الغربة، في الشيخوخة، في قبضة الفقر.

اقرأ أيضًا... دار الكتب يبدأ ندواته الثقافية غدا بـ"يحيى حقى الأديب والإنسان"

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الرئيس السيسي: قدرات الجيش ليست هينة وقادرة على الدفاع عن حدودنا