جاءت اتهامات أصحاب المحلات، ومسئولي المتاجر التقليدية لمواقع التجارة الإلكترونية، بتعمد حرق أسعار السلع والبضائع، لتثير حالة من الجدل داخل السوق المصري بشكل أدى إلى ركود مبيعاتها، خاصة في ظل غياب التنافسية بين الوسيلتين مع تمتع منصات البيع الأونلاين، برواج مستمر، فضلًا عن زيادة حجمها في مصر، لتتخطى نسبة نموها 170% خلال النصف الأول من العام الجاري.
ونفى مصدر مسئول بأحد مواقع التجارة الإلكترونية، عن تعمد قيام شركته بحرق الأسعار لمختلف المنتجات والسلع التي يجرى بيعها على الانترنت، وخفض ثمنها عن نظيرتها المعروضة في المتاجر العادية، موضحًا أنه مع التطور التكنولوجي لمختلف الوسائل الخدمية، التي نعتمد عليها في حياتنا، صار الشراء عن طريق تصفح الإنترنت من خلال العرض المناسب والحصول عليه بالنقر على على شاشة الموبايل، ليصل حتى باب المنزل أنسب للمستهلكين من النزول والبحث في المحلات، خصوصًا أنه يوفر الوقت والجهد والمال المهدر في ذلك، فهو يأتي مثل النقل الذكي، وطلبات الطعام الديلفيري وغيرها من الخدمات.
وتساءل المصدر في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، عن كيفية تعمد حرق الأسعار من جانب المواقع، وهناك بعض المنتجات أعلى سعرًا من المحلات، فالأمر عرض وطلب، مشيراً إلى سعي منصات البيع الأون لاين، لانتعاش حالة المبيعات من خلال طرح العروض الترويجية وكوبونات الخصومات، ومواسم الشراء مثل الجمعة السوداء، وأسبوع الموبايل، وغيرها في الوقت الذي تعمل المتاجر التقليدية على رفع الأسعار، بشكل مبالغ فيه علاوة على غلاء الأسعار الناتج، ارتفاع معدلات التضخم بسبب تحرير سعر الصرف.
وقال تامر الفقي خبير التسويق الرقمي، إن فرض الأسعار على المستهلكين أو الزبائن، له تأثير مباشر على نجاح المبيعات، حيث يعتبر تسعير المنتجات أمرًا مهم للغاية، يقوم على العديد من القواعد، لينجح في توفير السلعة بأقل سعر للمستهلك، بشرط تغطية جميع التكاليف، ويضيف ربحًا في النهاية على صاحب العمل.
وأضاف الفقي في تصريحاته لـ"أهل مصر"، أن هناك العديد من العوامل التي تحدد تسعير المنتجات، يأتي في مقدمتها حجم الطلب على المنتج، فالمواقع تبتعد عن المنتجات الفئوية، والتي تتمتع بجمهور معين، لأن مبيعاتها محددة كذلك حجم المنافسة بين الشركات على هذا القطاع، مثل الملابس والهواتف المحمولة الأجهزة المنزلية، مما يساعد على جذب العملاء، وأخيراً التعرف على السعر المتوقع من قبل العملاء، وهو ماتتميز به مواقع التجارة الالكترونية عن المحلات العادية، بشكل يستقطب الجمهور لها، لافتاً إلى أن المواقع تقدم خدمة مابعد البيع للمستخدمين بشكل أفضل من المحلات، من خلال التواصل على البريد الإلكتروني للعملاء والهاتف، وقياس رجع الصدى لهم ومدى رضاهم عن الخدمة بشكل يجعله يطور من مستواه، عكس المحلات التقليدية التي تفتقد تلك الميزة.