السحر هو حالة تظهر على الشخص وكأن أحواله العادية تبدلت، نتيجة لفاعلية غيرت شيء ما بالشخص، حتى أن الأشخاص قديمًا يستخدمون كلمة السحر كدليل على تغير حالة الشخص أمامهم وتغير قرار ما اتخذه، وكثيرا ما يلتبس عليه الأمر بين السحر وخفة اليد والشعوذة ، فكل كلمة لها أصل ودلالة. سُمى بعض البيان سحر لأن صاحبه يوضح الشيء المشكل، ويكشف عن حقيقته بحسن بيانه ولطف عبارته، ويقدر على تحسين القبيح في الشيء وتقبيح الحسن أيضًا، يسخط تارة فيقول أسوأ ما يمكن، ويرضى تارة فيقول أحسن ما يعلم. هكذا عرف الناس عن السحر .
السحر
يشعر الاشخاص المُصابون بعملية السحر وكأنهم حالتهم النفسية سيئة ويبدأون في الغضب في كل من حولهم، ويصدرون طاقات سلبية تؤذي غيرهم .. و السحر متعدد الأشكال وهناك مسميات كثيرة مختلطة به .. لذا من خلال التقرير نوضح مفهوم وتعريف السحر .
تعريف السحر
السحر قد يكون خفة اليد، يستخدمه بعض الأشخاص كفن ترفيهي، يقوم بإيحاء أن الشيء المستحيل حدوثه قد حدث، علما أن التغيير كان مصدره مهارة وخفة في اليد، والشعوذة هي ما يعتقد القائمين به قدرتهم على استحضار قوى غير مرئية للناظر، لتساعد في حدوث تغييرات يتمناها شخص ما وتكون تلك الأمنيات على الأغلب تخلص من خصم أو الحصول على قوة.
وبجانب تعريف السحر هناك مفاهيم عدة للسحر سواء مفهوم السحر في اللغة، أو مفهوم السحر لدى العلماء، ومفهوم السحر في القرآن الكريم، وخلال السطور التالية سنتطرق إلى مفهوم السحر وأقسامه وهل إذا كان السحر شيء معنوي يؤثر على حياة الشخص أم يسبب أذى معنوي .
مفهوم السحر
السحر مفهومه في اللغة هو كل ما لطف مأخذه وخفي سببه ومنه الساحر للعالم وسحره خدعه، والسحر الرئة، و السحر في الشرع : مختص بكل أمر يخفى سببه ويتخيل من غير حقيقة ويجري مجرى التمويه والخداع. ومتى أطلق ولم يقيد أفاد ذم فاعله.. وقال الله تعالى في سورة الأعراف "سحروا أعين الناس" أي موّهوا عليهم حتى ظنوا أن حبالهم وعصيهم تسعى. وقد يستعمل مقيداً فيما يمدح ويحمد وهو السحر الحلال كمقولة "إن من البيان لسحراً".
أقسام السحر
السحر قسموه في الكتب على أقسام، منها سحر الكلدانيين الذين كانوا في قديم الدهر وهو قوم يعبدون الكواكب ويزعمون أنها هي المدبرة لهذا العالم، ومنها تصدر الخيرات والشرور والسعادة والنحوسة، ويستحدثون الخوارق بواسطة تمزيج القوى السماوية بالقوى الأرضية، وهم الذين بعث الله إبراهيم مبطلاً لمقالتهم وراداً عليهم مذاهبهم.
ومن السحر أيضًا سحر الأوهام والنفوس القوية بدليل أن الجذع الذي يتمكن الإنسان من المشي عليه لو كان موضوعًا على الأرض لا يمكنه المشي عليه لو كان كالجسر.
السحر حقيقة أم وهم ؟
السحر اختلفت حقيقته حسب آراء العلماء فيه، من حقيقة ثبوته ووقوعه فالفريق الأول منهم يرى السحر أنه ثابت الوقوع وله حقيقة، مستدلين بقول الله تعالى على ذلك:
(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ)، وحديث النبي، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ليس منَّا من تَطيرَ أو تُطيرَ له، أو تَكهَّن أو تُكهِّنَ له، أو سَحر أو سُحر له، ومن أتى كاهناً فصدَّقَه بما يقولُ فقد كفر بما أنزل على محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلم).
أما الفريق الثاني وهم عامة المعتزلة وآخرون، منهم ابن حزم وأبو إسحاق من الشافعية، وأجمعوا القول بأن السحر لا حقيقة له، لكنه تمويه وتخييل ونوع من الخفة والشعوذة.
انواع السحر وعلاماته
السحر قد يشغل بال الكثيرين نتيجة تعرض الشخص للعديد من المشاكل والمصائب في حياته، والشخص الذي يمر بظروف استثنائية صعبة في حياته، أو وقوع عقبات أمامه، كل هذه الأعراض تجعل الشخص يفكر مُضطرًا إلى السحر ، حتى دون التفكير والنظر في أي مسببات أخرى أو السعى لحلها والتخلص منها بطرق طبيعية ومشروعة، منها اللجوء إلى الله والعمل جاهدًا على حل سبب العقبة والدعاء باستمرار لرد أي بلاء، فالمؤمن المتوكل على الله الواثق به لا يعلق جميع مشاكله وأخطائه على السحر والحسد والعين.
اكتشاف السحر
السحر وطرق اكتشافه غالبًا ما تكون بالنظر، إذا رأيت شخص تتكرر معه الأحلام المُفزعة والكوابيس، وظهور أعراض السحر البدينة منها، الصداع الدائم المُصاحب للشخص، تغير لون البشرة وشحوب الوجه، وضعف التركيز، التوهم بالأشياء وعدم التثبت من الأمور، وخلط الأوقات والأحداث مع بعضها، وشرود الإنتباه، وبُعد الشخص عن العبادات وعدم رغبته في سماع أي ذكر أو ما يخص الدين .
السحر من آثاره أيضًا، استعداد الشخص الدائم للغضب واختلاق المشكلات مع غيره دون مسوغات أو مبررات. عدم الاهتمام بالمظهر الشخصي اللائق. التأفّف من العمل وعدم قناعة الشخص المسحور بما يقوم به، وعدم الرضا بذلك. أيضًا ضيق التنفس، وعزوف الرجل عن جماع زوجته.
السحر ودعاء فكه بالرقية الشرعية
بعد أن عرضنا مفهوم السحر ، و انواع السحر ، و اعراض السحر أيضًا، نعرض كيفية استخراج السحر وأدعية فك السحر .. فاستخراج السحر وإبطال أثره والشفاء منه بتتبع السحر المعمول والوصول إليه واستخراجه من المكان الذي وُضع به ، هناك أيضًا رقية شرعية فاللجوء إلى الله تعالى أفضل الطرق للخلاص من السحر وأن يكون الشخص على يقين أن الله -سبحانه- هو القادر على فك السحر وإبطال أثره، ولا يصح أن يلجأ الشخص لإبطال السحر بسحر مثله، وهو ما يُسمّى بالنُّشرَ، لورود النهي الصريح عن ذلك، حيث سُئِل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن النُّشرة، فقال: (هي من عمل الشيطان)
ولا يُقبل من الشخص المسلم سواء راقيًا أو مرقيًا أن يستخدم من الرقى ما فيه شرك، لقوله عليه الصلاة والسلام: (لا بأسَ بالرقَى ما لم تكنْ شركاً)
ومن أدعية الرقية الشرعية لفك السحر :
فك السحر بالرقية الشرعية
تكرار قراءة سورة الفاتحة فهي أعظم سورة في القرآن الكريم. قراءة آية الكرسي من سورة البقرة: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ...).
قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين، وتكرارها ثلاث مرات. قراءة آيات السحر الواردة في سورة الأعراف، وهي: (وَأَوحَينا إِلى موسى أَن أَلقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلقَفُ ما يَأفِكونَ*فَوَقَعَ الحَقُّ وَبَطَلَ ما كانوا يَعمَلونَ*فَغُلِبوا هُنالِكَ وَانقَلَبوا صاغِرينَ).
قراءة آيات السحر من سورة يونس، من قوله تعالى: (وَقالَ فِرعَونُ ائتوني بِكُلِّ ساحِرٍ عَليمٍ)، إلى قوله: (وَيُحِقُّ اللَّهُ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَو كَرِهَ المُجرِمونَ).
قراءة آيات السحر من سورة طه، من قوله تعالى: (قالوا يا موسى إِمّا أَن تُلقِيَ وَإِمّا أَن نَكونَ أَوَّلَ مَن أَلقى)، إلى قوله تعالى: (...وَلا يُفلِحُ السّاحِرُ حَيثُ أَتى)
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرقي بعض أهله، ويقول: (اللهمَّ ربَّ الناسِ أَذْهِبْ الباسَ، اشفِه وأنتَ الشَّافي، لا شفاءَ إلا شفَاؤُكَ، شفاءً لا يغادِرُ سَقَماً)، ويُفضّل تكرارها. ثبت أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- اشتكى؛ فرَقَاهُ جبريل -عليه السلام- بقوله: (بِسمِ اللَّهِ أرقيكَ، من كلِّ شيءٍ يؤذيكَ، من شرِّ كلِّ نفسٍ وعينٍ حاسدةٍ، بِسمِ اللَّهِ أرقيكَ، واللَّهُ يشفيكَ).
أمور تُعين على فك السحر
مما يُعين على فك السحر ما يأتي: الحجامة تعين على التخلص من أثر السحر ؛ وذلك لأن للسحر أثر في وهن جسم المسحود، وهو ناتج عن امتزاج الجسم بالأوراح الخبيثة، فتكون الحجامة من أنفع ما يخفّف أثر السحر .
تناول سبع تمرات عجوة على الريق في الصباح، نافع في منع تأثير السحر والسم، وقد ورد هذا بشكل صريح في حديث النبي صلّى الله عليه وسلّم: (من تصبَّحَ سَبعَ تَمراتٍ عجوةً، لم يضرَّهُ ذلِك اليومَ سُمٌّ ولا سِحرٌ).
الماء المنقوع في سبع ورقات من شجرة السّدر بعد دقِّها تُقرَأُ عليها الرّقية الشرعية، وآيات السحر الواردة في سورة الأعراف، ويونس وطه، ثمّ يُغسَّل بها المسحور، في سحر المحبوس عن جماع زوجته