في قلب منطقة السعرانية التابعة لقسم شرطة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، وقعت مأساة أسرية هزّت مشاعر الأهالي، بعد أن أقدمت فتاة تعاني من اضطرابات نفسية على إنهاء حياة والدتها بطريقة مروعة، ثم بقيت بجوار جثمانها ليومين كاملين وكأنها تنتظر صحوة مستحيلة.
تلقى اللواء محمود هويدي، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن البحيرة، بلاغًا من مأمور قسم كفر الدوار يُفيد بالعثور على جثة ربة منزل داخل شقتها، وبجوارها ابنتها التي تعاني من مرض نفسي، في مشهد مأساوي كشفته رائحة الموت التي فاحت من الشقة، ما دفع الجيران للاتصال بالشرطة.
فور تلقي البلاغ، تحركت قوة أمنية من مديرية أمن البحيرة، قادها اللواء أحمد السكران مدير إدارة البحث الجنائي، والعميد أحمد سمير رئيس المباحث، والمقدم محمد زايد مفتش فرع البحث الجنائي، إلى مكان الحادث.
وبالفحص والمعاينة، تبين أن الضحية تعرضت لعدة طعنات نافذة في البطن، وأن الجانية ليست سوى ابنتها الوحيدة، والتي كانت تمر بحالة نفسية سيئة في الفترة الأخيرة. وبحسب التحقيقات الأولية، فقد استخدمت المتهمة سلاحًا أبيض لإنهاء حياة والدتها، قبل أن تدخل في حالة من الجمود والصمت، وتبقى بجوار الجثة لأكثر من 48 ساعة دون أن تتخذ أي إجراء.
تم ضبط الفتاة والسلاح المستخدم في الجريمة، كما جرى التحفظ على الجثة تحت تصرف النيابة العامة، التي بدأت تحقيقاتها في الواقعة للوقوف على دوافع الجريمة وظروفها النفسية والاجتماعية.
كما تم تحرير محضر بالواقعة، وجارٍ عرض المتهمة على النيابة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، فيما تم التنسيق لاستخراج تصريح الدفن بعد الانتهاء من التشريح الجنائي.
في محيط منزل الأسرة، خيّم الحزن والدهشة، إذ لم يتوقع الجيران أن تنتهي العلاقة بين الأم وابنتها بهذه الطريقة المؤلمة.
بعضهم أشار إلى أن الفتاة كانت تعاني بالفعل من اضطرابات نفسية، لكن أحدًا لم يتخيل أن تتحول هذه المعاناة إلى جريمة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
