"مبادرة حياة كريمة"، رسالة أصبحت واجب وطني، للدفاع عن الأسر والعائلات الأكثر احتياجا، ورعاية أمور وشئون حياة هوية الملايين من المصريين القاطنين بقرى ونجوع محافظات الجمهورية، وأطلق الحملة عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بدعوة مؤسسات المجتمع المدني ورجال الأعمال، لاستهداف قطاع كبير من العمالة غير المؤمنة، ورعاية الأطفال والعائلات، التى أصبحت بلا مأوى، بموجب تفعيل دور وزارة التضامن والشئون الاجتماعية، بالتعاون مع فاعلي الخير ورجال الأعمال لرعايه حقوق محدودي الدخل فى الفترة الراهنة.
كما تعد المبادرة، رسالة توحيد ملايين المصريين حول هدف واحد، تحت إشراف القيادة السياسية ومجلس الوزراء، لبناء مستقبل مصر المشرق تنمويا واجتماعيا، بسواعد الشرفاء من هذا الوطن، إلا أن هناك بعض القرى التى لم تصلها تلك المشاريع التنموية التى أقيمت فى الفترة الماضية، وتلك القرى هى ما تستهدفها حملة "حياة كريمة".
لذلك أرادت جريدة "أهل مصر"، أن تبحث عن القرى المكلومة التى سقطت من حسبان المسئولين، فى كافه المحافظات، وعلى سبيل المثال "عزبة الباشا"، التابعة لقرية الجابرية بمحافظة الغربية، والتى لم تحصل على نصيب من اسمها، والبالغ عدد سكانها 12 ألف نسمة، إلا أنها محرومة من الدعم فى كافه المجالات، وذلك لتبعيتها لقرية الجابرية.
يقول "حمادة نعيم" أحد أبناء العزبة: عزبة الباشا إحدى القرى الساقطة من حسابات المسئولين بمحافظة الغربية، وذلك لتبعيتها لقرية الجابرية، بحيث يذهب كل الدعم للقرية الكبرى، ولا يصلنا سوى الفتات الذي لا يغنى ولا يسمن من جوع، فالطريق المؤدى للقرية أقل ما يطلق عليه "طريق الموت"، فضلاً عن كونه طريق فرعى ضيق اتجاه واحد، ولكن أيضا محروم من الإنارة، وهو الأمر الذى يؤدى لوقوع عدد من الحوادث أسبوعياً، يروح ضحيتها شخص أو أثنين، أو ينتهى به الأمر إلى أن يعيش بإعاقة مدى الحياة، فضاع مستقبلهم لمجرد تقاعص المسئولين عن إمداد الطريق بأعمدة إنارة لمساعدتنا للأنتقال من وإلى القرية.
وأضاف "نعيم"، أما بالنسبة لكبار السن وأصحاب الأعمال، يجدون معاناة فى التعاملات البريدية والبنكية، وذلك لعدم وجود مكتب بريد، فنضطر إلى قضاء حوائجنا فى قرى أخرى، وهو ما يعطل مصالحنا، فملاذنا الوحيد لقبض المعاشات، الخروج من القرية، وهو الأمر الذى يعد مشقة على كبار السن، إلى جانب أن القرية ليس لديها جمعية زراعية، على الرغم من أن طبيعتها زراعية، خاصة أن القرية من أهم معاقل زراعة الأرز.
في سياق متصل، يقول "أمير غانم"، أحد أبناء العزبة: عانينا الأمرين داخل "عزبة الباشا"، على الرغم من اسمها الفخم، إلا أنها تشبه العزب قديماً، لا حياة لمن لا يملك سيارة، فالقرية محرومة من المرافق بالكامل، فيضطر أولادنا للخروج لمدارسهم سيراً على الأقدام، لمسافة لا تقل عن 3 لـ 4 كيلو، لأقرب مدرسة، أما المرض فلا عزاء لهم، فمريض الجلطات والضغط والقلب مفقودين، أقرب مستشفى للقرية المحلة العام.
وتابع "غانم"، تحملنا مع الرئيس البناء الإقتصادى، ألم يحن الوقت كى يشعر بنا المسئولين؟ وأن نرى أثار الثورة التنموية التى حدثت الفترة الماضية، طلباتنا أبسط من البساطة، "وحدة صحية، جمعية زراعية، مكتب بريد، إنارة للطريق، ومدرسة آدمية"، نسبة الأمية بالقرية أكثر من 45 %.