جاء إعلان الإعلامي والناشط السياسي المصري المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين هيثم خليل، أن تركيا قامت بترحيل شاب مصري يدعى محمد عبد الحفيظ، إلى مصر مطلوب للحكم عليه بالإعدام، موقف جديد ومخالف لسياسة تركيا المتبعة ضد مصر منذ 30 يونيو 2013، وحتى الآن، الأمر الذي يعكس رخوض تركيا كدولة باحثة عن النفوذ لقوة مصر، بعدما استطاعت القيادات المصرية كسب احترام العالم وتحقيق العديد من النجاحات في محاربة قوى الإرهاب ودحرها في عقر دارها.
وكان هيثم خليل، نشر صورة متداولة لـ عبد الحفيظ أثناء ترحيله لمصر لتنفيذ حكم الإعدام الذي صدر ضده، حيث أبلغ الجانب التركي بأنه معارض ومحكوم بالإعدام في بلاده بقضية النائب العام المصري هشام بركات، وتشير الأنباء إلى أنه تم توقيفه في مطار أتاتورك اسطنبول في الـ17 من يناير 2019.
وأضاف خليل أن تركيا قررت تسليم عبد الحفيظ للسلطات المصرية في سابقة تعد الأولى من نوعها.
ومن جانبه يقول الدكتور إبراهيم ربيع، خبير في شئون الجماعات الإرهابية، إن تاريخ تركيا منذ الخلافة العثمانية وحتى الآن، يشير إلى مدى إنتهازية واستغلال هذه الدولة، موضحا أن تاريخها كله يتحدث عن مدى مشاركتها في كبرى المؤامرات على الدول، ولها ضحايا كثر.
وأضاف ربيع في حديثه لـ"أهل مصر" أن أردوغان كان يحلم بالسيطرة على المنطقة بأكملها من خلال تنصيب جماعة الإخوان على حكم مصر، ليضعف أكبر قوى في الإقليم كله، لكن ثورة 30 يونيو وموقف الجيش المصري جاء ليجهض كل هذه الآمال، فضلا عن قوة مصر خارجيا لاسيما بعد اتفاقية الغاز مع الشرق المتوسط، مما أشعر أردوغان أن مصر أصبحت قوة لا يستهان بها.
وتابع ربيع "أن هذا الموقف عبارة عن كارت مبدأي ليبدى فيما بعد استعداده للتفاوض مع مصر، خاصة وأن هذا الشاب متورط في قضية النائب العام هشام بركات، تلك القضية التي لها مكانة كبيرة وتمس هيبة الدولة المصرية، لافتا إلى أن هذا الموقف أثار الذعر في صفوف القيادات الإخوانية الموجودة حاليا في تركيا، من احتمال تسليمهم للسلطات المصرية قريبا.
وفي السياق ذاته، يقول البرلماني محمد أبو حامد، إن الحكم على هذا الموقف بأن تركيا تسعى للتفاوض مع مصر، هو أمر سابق لأوانه ومبكرا جدا الحديث عنه، موضحا أن هناك العديد من القيادات الكبرى لجماعة الإخوان تعيش داخل تركيا وأيضا محكوم عليهم بالإعدام.
وأضاف أبو حامد، لـ"أهل مصر" أن هذا الموقف الغريب يحتاج للتأمل والوقوف أمام فترة والنظر إلى تركيا بحذر، مشيرا إلى أن تركيا إن كانت تريد التفاوض مع مصر فعليها التوقف عن حملات التشويه التي تشنها ضد مصر وتوقف الفضائيات التي تعمل لحسابها ضد مصر وتسليم القيادات الكبرى للجماعة.