يواصل أبناء الطرق الصوفية بمصر والعالمين العربي والإسلامي، احتفالاتهم بمولد السيدة نفيسة في مساء أول يوم من الاحتفالات، التي تستمر حتى الأربعاء المقبل، وبدأت فعاليات الليلة الأولى بأمسية دينية حاضر فيها الشيخ أحمد البصيلي، أحد علماء الأزهر الشريف.
وبدأ الشيخ البصيلي خطبته قائلًا: "إن آل البيت هم سفينة النجاة، مثل سفينة نوح، نجت المؤمنين والمؤمنات من الهلاك، ومن تمسك بآل البيت نجا، ومن تخلي عنهم غرق.. ونحن نحتفل ونحتفي بنفيسة العلوم التي أكرم الله مصر بها، لقد أكرم الله مصر بأن دفن فيها ٤٠ من أهل بيت النبي صلي الله عليه وسلم، والسيدة نفيسة تتلمذ علي يديها علماء أجلاء مثل الإمام الشافعي رضي الله عنه، والذي كان يلتمس منها العلم والبركات والفتوحات، وكان يداوم على القدوم إليها ويسألها الدعاء".
وأضاف "البصيلي"، نتعلم من نفيسة العلوم المحبة والقرب إلى الله والنور، فهي أهل المحبة والنور، كما قال الإمام الشافعي في حقها، مشيرًا إلى أن الإمام الشافعي كان يجلسُ في درسِ علمٍ له، وسأله أحد الجالسين عن سر زياراته للسيدة نفيسة -رضي الله عنها-️ فقال الشافعي: والله ثم والله ثم والله ما أُوتيتُ من العلمِ إلا قليلاً مما قد أوتيت هى،️ فقال لهُ السائلُ: كيف وأنت أنت- أي أنك من أعلم أهل عصرك-️ فقال الإمام الشافعي: أيها السائل.. إنهم أهل البيت لا يؤتون العلمَ من الكتب كما نأخذه نحن الفقراء من الكتب، بل يؤتون العلم من لَدُنِ علوم الله، فهم الأغنياءُ باللهِ عن دونه، فإن كانَ للهِ أن يُكرم نبيه بأن أختص تعليمه بذاته (علّمه شديدُ قوى)، فإنما قد أختصهم اللهُ بعلومِ لدنهِ كرامةً لجدّهم الكريم، وإنّا أيها السائلُ إليهم لفقراء، ولو علم الخلق شأنهم عند ربهم لما تركوا لهم بابا إلا وتشفّعوا به، إنهم أيها السائلُ هم الذين قال في فيهم رسول الله: والله لا يكتمل إيمان مؤمن حتى يحبهم أكثر من نفسه وماله.