فى الحادى عشر من يناير مطلع العام الجارى، وبعد افتتاحه رسميا أثناء احتفال أقباط مصر بأعياد الميلاد، كانت أول جمعة تصلى فى مسجد الفتاح العليم، وكان خطيبها هو الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار الرئيس السيسى للشئون الدينية، وعضو مجلس النواب، والأستاذ بجامعة الأزهر، لم يكن هو إمام أول جمعة فى المسجد الأكبر بمصر، بل كان إماما أيضا لأول صلاة عشاء تصلى فيه بحضور الرئيس السيسى وقيادات الدولة بعد الافتتاح مباشرة.
وحينها وأثناء وقوف العالم الأزهرى على المنبر، قال إن هذه الخطبة رسالة موجهة للعالم كله بأن عهدًا جديدًا وعامًا جديدًا قد بدأ وستشهد فيه مصر رفع عدة شعارات أهمها أن يتحول الأمل إلى عمل، وأنه عام القضاء على الإرهاب والتحول نحو البناء.
كما أعلن الأزهرى حينها، للعالم كله فى جميع البقاع، أنه من مسجد الفتاح العليم سيبدأ صناعة خطاب دينى جديد لتنطوى فيه صفحات الإرهاب اللعينة، مؤكدا أن هذا الخطاب سينطلق من مصر إلى شتى بقاع الدنيا.
هل ينجح أسامة الأزهرى فى مهمة الرئيس؟
وتابع الأزهرى، أن هذا التجديد سيكون مستلهما من مدارس العلم الكبرى وأهمها الأزهر الشريف وسيكون محققا للأمان وينشد مكارم الشريعة والعلم والعمران، مما جعل بعض المشككين يقول أن هذا المسجد سيكون بديلا للأزهر الشريف ومدارسه الشرعية .
وفى الجمعة التى تليها مباشرة تحدث الأزهرى عن قيمة الأوطان وتعظيمها فى الإسلام، وأن الوطن ليس حفنة من التراب ولكنه دم يعيش بداخلنا ندافع عنه وقتما أراد، موجها حديثه إلى الجماعات المتطرفة أنهم لن يكون لهم مكان فى هذا الوطن أبدا، ثم أعلن الأزهرى فى خطبة أخرى أن «الفتاح العليم» لن يكون بديلا عن الأزهر الشريف كما ردد البعض، وأنه هو ابن الأزهر الشريف ويفخر بالانتماء إليه، كما أعلن أن خطب الجمعة فى «الفتاح العليم» سيتم ترجمتها وبثها عبر لغات عدة لتكون رسائل نور تخرج من أرض الكنانة إلى العالم كله.
ويثق الرئيس السيسى ثقة كبيرة فى العالم الكبير الدكتور أسامة الأزهرى، إذ أنه يشغل مستشار الرئيس للشئون الدينية، كما تم تعيينه عضوا بمجلس النواب ضمن الأعضاء الذين عينهم الرئيس، وهو الذى يلقى خطب الجمعة والمناسبات الرسمية التى يحضرها الرئيس.
متحدث الأوقاف: متحدث لبق وصاحب رؤية.. ويؤثر فى قطاع كبير من الناس
وقال الشيخ جابر طايع، وكيل وزارة الأوقاف، والمتحدث باسمها، إن الدكتور أسامة الأزهرى هو عالم فاضل، ومتحدث لبق، وصاحب رؤية وخطيب مفوه، وهو رصيد وإضافة إلى الأزهر الشريف، وهو محب لوطنه ودينه، ويؤثر فى قطاع كبير من الناس بطريقة إلقائه.
وأضاف «طايع» لـ«أهل مصر»، أن الدكتور أسامة الأزهرى أيضا يلقى محاضرات فى أكاديمية الأوقاف، لما لديه من علم وخبرة لكى يستطيع الأئمة أن يسيروا على نهجه وينهلوا من بحر علمه.
عالم أزهرى: يجب على الإعلام إعلاء قيمة الرموز الدينية
وقال الشيخ إبراهيم أمين، عالم أزهري، أن تجديد الخطاب الدينى أول من نادى به هو القرآن الكريم حينما قال «جادلهم بالتى هى أحسن»، ولكن علينا فهم مصطلح تجديد الخطاب الدينى بمفهومه الصحيح والدين برىء من جميع من يتكلمون باسمه ولا يفقهون عنه شيئا.
وأضاف أمين لـ«أهل مصر»، أن التجديد يكون بتغير الأسلوب وتطوير الأفعال، لكن دون المساس بالأصول الدينية، وأن لكل وقت ومكان أسلوب علينا أن نتبعه هو تجديد الخطاب الدينى بالشكل الصحيح.
وتابع، أن حالة الإلحاد التى نراها هذه الأيام بسب فهم التجديد خطأ عن طريق مأجورين، كما أنه على الإعلام أن يساهم فى إعلاء صورة الشيوخ وإعلاء قيمة الرموز الدينية الصحيحة مثل البخارى ومسلم حتى يكونوا قبلة لمثل هؤلاء الشباب.
وكان قد دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى فى نوفمبر من العام الماضي، إلى ضرورة بدء تنفيذ «إجراءات ملموسة» فى إطار المساعى لـ«إصلاح الخطاب الديني»، وذلك فى مواجهة «الآراء الجامحة والرؤى المتطرفة».
وقد افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، أثناء الاحتفالات بعيد الميلاد مسجد «الفتاح العليم»، رفقة الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، ورئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
وأقيم المسجد بمدخل العاصمة الإدارية الجديدة على مساحة 5.445 ألف متر مربع تقريباً، وتتسع السعة الإجمالية للمسجد والمصلى اليومى والساحة المكشوفة إلى نحو 17 ألف مصلٍ، وتبلغ مساحة صحن المسجد 6325 متراً مربعا، ويتسع لعدد 6300 مصلٍ، وله 5 مداخل رئيسية، بالإضافة إلى مدخلين للسيدات