انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة أطفال بلا مأوى، لتعج الشوارع بتلك البراعم التي لم تدرى بأي ذنب جاءت لهذه الحياة، ولا نخفى مصير أطفال الشوارع له 3 توقعات لا رابع لهما، إما يتحولون إلى مجرمين أو لصوص أو ينتهي بهم المطاف للانضمام لخلايا إرهابية، لكن في تلك القصة التي رصدتها "أهل مصر" الأمر مختلف، ففي شارع الحلو بمدينة طنطا، وتحديداً في أحد أركان الشارع عثر "محمد أبوليله" على طفل هزيل ضعيف لا يتخطى العام ونصف، وبه عدةحروق وكدمات مقطع الثياب، فحمله، ومن هنا بدء تعلق عائله أبو ليله بالطفل.
يقول "سعيد أبوليله": عندما عثرنا على الطفل في شهر فبراير العام الماضي، كان كأطفال الصومال، يبكى باستمرار ظللنا نبحث عن أهله إلى منتصف الليل، ولم نجدهم، فتقدمت ببلاغ لقسم الشرطة، وتم عرض صوره على كافه أقسام الجمهورية، كي يتعرف عليه ذويه إلا أن ذلك لم يجدي نفع، فاضطررت أن أصطحبه لمنزلي ليعيش مع أولادي، فلدى من الأولاد 3 بنات وولدين، وبدأنا التعامل معه على أنه جزء من العائلة، أما بالنسبة للاسم لم يستطع أن ينطق بكلمه حينما عثرنا عليه سواء "عبده"، فأسميناه "عبدالله ".
وأضاف "أبوليله" ومنذ ذلك الحين وضع الله حب الدنيا كله في قلوبنا تجاه ذلك الطفل، جعلته أحد أبنائي، ولكن بعد فتره السنة، أردنا أن نستخرج له شهادة ميلاد لندخله الحضانة والمدرسة، وتعاملنا مع الأمر على أن الطفل ساقط قيد، ولكن بعد أن علم موظفو السجل بالحكاية طلبوا موافقة من مساعد وزير الداخلية لقطاع الأحوال المدنية بالجيزة وشهادة تسنين من الصحة، سعيت فى عمل كل تلك الأوراق، حتى أنى سافرت للقاهرة لأخذ الموافقة، فكان الجواب لابد من إيداعه دار رعاية تتكفل به، الأمر الذي أبكاني على باب الوزارة، وأتيت إلى طنطا مره أخرى لأبحث عن حل لمشكله ابنى "بودي".
وتابع"أبو ليله" "بعد ماربيته وكبرته وبقى بن من ولأدى ارميه في الملجأ" ، حتى أنى استعلمت عن شروط التبني فوجدتها لا تنطبق عليّ وزوجتي، لابد وأن نكون مؤهل عالي خالين من جميع الأمراض نسكن في فيلا، وتقديم فيش جنائي لكافة أفراد العائلة من الدرجة الأولى والثانية، أي أننا إذا أودعناه دار رعاية، لن نسترده مره أخرى، "هيكبر يقول أهلي رموني لأننا أهله الى فتح عينيه عليهم".
وأختتم كلماته باكياً: "أعلم أن التبني حرام شرعاً، وأنا لا أطلب تبنيه ولكنى أطلب كفالته، زوجتي مرضت منذ أن علمت بقرار النيابة، وأسرتي في حزن دائم، "أناشد السيدة حرم رئيس الجمهورية وأعلم أن لكي أحفاد، هل تتخلي عن أحدهم أو تسلميه لدار رعاية، فأنا أخاطب فيكى الأم ، أرمى أبنى أزاي"، كما ناشد المحامى العام بالتدخل لإلغاء قرار النيابة، حفاظاً على حياه الطفل.