في البرلمان الأسبوع قبل الماضي كان وزير التموين علي مصيلحي على موعد مع اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، وأثناء حديثه للنواب طلب منهم المساعدة للتحول إلى الدعم النقدي خاصة في رغيف الخبز قائلا لهم: "ذلك المقترح لن يوفر فلوس للحكومة ولكنه الأفضل" ، يوم الأحد الماضي وأثناء تحدث الوزير في افتتاح أعمال تطوير مصنع بنجر السكر واستماعه لأسئلة عدد من الحاضرين تكلم الوزير عن محددات الدعم التي تضعها الوزارة ضمن خطة وصول الدعم إلى مستحقيه وقال إننا لا نستطيع تحويل الدعم إلى نقدي خلال هذه الفترة نظرا لما تمر به مصر من ظروف اقتصادية صعبة رغم أنه الأسهل بالنسبة لنا من حيث التطبيق.
الوزير قال أيضا إن مسألة توصيل الدعم إلى مستحقيه تتطلب حذف أعداد كبيرة من البطاقات التموينية لإضافة مواليد جدد، واعترف أن هناك في بعض الأحيان أخطاء قد تحدث في ذلك ولكننا حريصون على تصوبيها، مؤكدا أنه لم يحذف أحد من بداية شهر مارس ومنذ الإعلان عن المرحلة الثانية من تنقية البطاقات.
الوزير أكد أيضا أن مسألة تنقية الدعم مستمرة ولا تراجع في ذلك، لأن أصحاب المصالح هم من يصطادون في الماء العكر قائلا: "مينفعش الدعم يبقى سداح مداح"، موجها كلامه لجميع المستحقين للدعم: "اللي حق هياخده".
في هذا يقول الدكتور عبد المطلب عبد الحميد، الخبير الاقتصادي، إن مسألة تحويل الدعم إلى نقدي يوفر جهدا كثيرا يبذل الآن، ولكن نحن هناك مشكلة في ذلك لأننا لا نمتلك قاعدة بيانات ثابتة للمواطنين، وحتى لو امتلكنا فلا يوجد إمكانية اقتصادية لذلك.
وأضاف عبد الحميد، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن الوزير علي مصيلحي يعمل على ذلك منذ أول يوم توليه وزارة التموين ولكن "ما باليد حيلة"، ونحن نرى الظروف الاقتصادية لا تتحمل أعباء إضافية، مؤكدا أن التحول إلى الدعم النقدي فكرة موجودة منذ أعوام كثيرة ولكنها ظلت حبيسة الأدراج إلى الآن، وأن تطبيقها آت لا محالة ولكن تعتبر آخر مرحلة في مسألة توصيل الدعم إلى مستحقيه.
وتابع الخبير الاقتصادى، أن المشكلات الموجودة لدينا في مسألة الدعم ليست في التحول إلى الدعم النقدي فقط، وإنما أيضا لدينا شيء آخر وهو مسألة ربط الدعم بالدخل الشهري للمواطن، وهذا إن حدث فإنه إنجاز ولكننى أستبعد حدوثه لأن الدولة لا يوجد بها قاعدة بيانات بمرتبات جميع المواطنين سوى العاملين في الجهاز الحكومي، أما باقي المواطنين فمنهم من يعمل في القطاع الخاص والأعمال الحرة وغيرها، فربما يكون موجودا على الورق أنه يحصل على راتب ١٥٠٠ في الشهر بينما في الواقع يأخذ أكثر من ذلك كثيرا.
محمد علي، النائب البرلماني وعضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، قال إن ما يحدث الآن من تنقية للبطاقات التموينية شىء مهم جدا، وجميعنا يتمنى التحول إلى الدعم النقدي كنا هو متبع في كثير من دول العالم، لأن ذلك سيكون أسهل كثير، ولكننا نرى الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد والتى تتطلب منا جميعا الوقوف بدأ واحدة من أجل المساندة والدعم.
وأضاف علي، في تصريحاته لأهل مصر، أننا في اللجنة الاقتصادية على تواصل دائم مع وزير التموين الدكتور علي المصيلحي، وهو بالفعل طالبنا في الجلسة الأخيرة التي عقدت معه بضرورة المساندة في تحويل الخبز إلى دعم نقدي، ونحن على أتم استعداد في بذل كل ما بوسعنا من أجل أن يصل الدعم إلى مستحقيه.
نقلا عن العدد الورقي.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
