حملة العقوبات الأمريكية على إيران قد تأتي بنتائج عكسية، فوضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب الأمريكية يفترض أنه سيضعف من الحرس وفيلق القدس التابع له، لكن محللي الشأن الدولي كام لهم رأي آخر نقلته صحيفة الواشنطن بوست.
حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين الماضي 8 ابريل، تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، لتكون تلك المرة الأولى التي تصنف فيها واشنطن رسمياً قوة عسكرية جماعة إرهابية.
أقمار إيران البلايستية
تخشى الولايات المتحدة من إمكانية استخدام التكنولوجيا الباليستية بعيدة المدى المستخدمة في وضع الأقمار الصناعية في المدار لإطلاق رؤوس حربية نووية.
واعلنت إيران أمس أنها ستمضي في إطلاق ثلاثة أقمار صناعية في المدار هذا العام على الرغم من تحرك الولايات المتحدة للحد من برنامج الصواريخ الباليستية لطهران والذي تقول واشنطن إنه تم تطويره من خلال نشاط الأقمار الصناعية.
وتخشى الولايات المتحدة من إمكانية استخدام التكنولوجيا الباليستية بعيدة المدى المستخدمة في وضع الأقمار الصناعية في المدار لإطلاق رؤوس حربية نووية.
وقال وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد عزاري جهرومي في جنيف يوم الثلاثاء إن طهران ستتمسك بخططها لإطلاق ثلاثة أقمار صناعية ونفى الاتهام الأمريكي بأن هذا النشاط هو غطاء لتطوير الصواريخ البالستية.
وقال آزاري جهرومي في مقابلة على هامش مؤتمر في جنيف "الصواريخ التي تم تطويرها حاليًا في إيران لحمل الأقمار الصناعية ليست شيئًا يمثل غطاء لنوع آخر من أنشطة الصواريخ".
وقد فشلت محاولة إيرانية لإطلاق قمر صناعي في شهر يناير، مما دفع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبو إلى تغريدة:" يُظهر الإطلاق مرة أخرى أن إيران تسعى إلى تطوير قدرات صاروخية معززة تهدد أوروبا والشرق الأوسط قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقابلة مع شبكة إن بي سي نيوز في فبراير إن محاولة إيران لإطلاق قمر صناعي ثان قد فشلت أيضا.
وقال آزاري جهرومي إن برنامج الأقمار الصناعية الإيراني مخصص للأغراض السلمية مثل المساعدة في إدارة الموارد المائية وحماية البيئة.
عقوبات إيران تعزز من فرصة "قاسم سليماني"
وقالت الصحيفة إن تقييمات المخابرات الغربية بأن الحملة ضد الحرس الثوري الإيراني تمنح اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، وحلفاءه، سيطرة أكبر على الاقتصاد الإيراني.
واشارت الصحيفة إلى أن ما قاله وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، وهو يعلن، يوم الاثنين الماضي، وضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب، حيث أكد أن قادة الحرس هم "أسياد في فن الفساد على مستوى البلاد".
وتساءلت الصحيفة هل الضغط على إيران هو جزء من استراتيجية تتبناها إدارة ترامب من أجل دفع إيران للمفاوضات؟ مبيناً أنه "إذا كان الأمر كذلك فلماذا منعت الولايات المتحدة أي اتصال بوسطاء داخل السلطة في طهران؟".
وأضافت الصحيفة تساؤلاً آخر حيث قالت: "هل تسعى إدارة ترامب بدلاً من دفع إيران للتفاوض إلى الضغط عليها من أجل تغيير سياساتها لتكون أقل تشدداً وقوة؟ إذا كان الأمر كذلك فإن على إدارته أن تعمل على زيادة الانشقاقات داخل النخبة الإيرانية بدلاً من دفع فصائل مختلفة نحو الحرس الثوري، فأنت في حالة إيران بحاجة إلى الضغط من الأسفل لزيادة الانقسامات في الأعلى".
أن العقوبات التي استخدمتها الولايات المتحدة على إيران بعد الانسحاب من اتفاق النووي، قد أضرت طهران بشدة، حيث انخفضت صادرات النفط الإيراني من 2.5 مليون برميل يومياً عام 2018 إلى نحو 1.25 مليون برميل في فبراير الماضي، كما توقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الاقتصاد الإيراني بنسبة 6% هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 3.9% العام الماضي، وأن يبلغ التضخم نحو 47.5%.
الضغط على إيران، الناتج عن العقوبات الاقتصادية، كان يعني بالضرورة أن هناك أموالاً أقل توزعها إيران على وكلائها في لبنان وسوريا واليمن، فحسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني قال إن المليشيات التابعة لحزبه ستحتاج إلى جمع المزيد من الأموال الداخلية.
وتقول الصحيفة أخبرني مسؤول إسرائيلي مؤخراً أن حزب الله خفض رواتب منتسبيه بنسبة تصل إلى 40%، وفي سوريا قلصت إيران دعمها للمليشيات الشيعية.
وترى الصحيفة أن الخطر الأكبر من حملة العقوبات المتصاعدة ضد إيران أنها قد تؤدي إلى المخاطرة بالنجاح الذي حققته الولايات المتحدة في العراق بشق الأنفس خلال السنوات الخمس الماضية، حيث يوجد اليوم 5 آلاف جندي يدربون الجيش العراقي ويدققون على قوة المليشيات المدعومة من إيران، ومن ثم فإن هذه القوات الأمريكية يمكن أن تصبح أهدافاً إذا أصرت إيران على تسمية قوات القيادة الأمريكية على أنها قوات إرهابية.
وتقول الصحيفة أن الساسة العراقيون قد يصدرون من إيران تشريعاً برلمانياً يحظر وجود قوات أمريكية في العراق، ومن ثم فإن ذلك سيشكل خسارة كبيرة لواشنطن.