الكذب بين الزوجين هل يزيد العلاقه توترًا أم يقضى على مشاكل محتملة ؟، سؤال يتهامس به الرجال والنساء كثيرًا في يحياتهم ويستشيرون فيه أحياناً اصحاب الخبرة في الحياة، لذا نستعرض اليوم حكم الشرع في الكذب بين الزوجين، وفي مقاصده، هل الكذب بين الزوجين حلال أم حرام شرعًا؟
ـحكم الكذب بين الزوجين في الدين:
الأصل في الكذب هو أنه حرام باجماع الأئمة، فالكذب خلافُ الصدق، وهو محرَّمٌ شرعًا، وبعد من الكبائر ويهدى إلى الفجور، وهو يهدي إلى النار وسبيلٌ لها، والمسلم مأمور أن يبتعد عن كل ما يقرب من النار؛ لقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ﴾ [التحريم: ٦] الآية، وقد حذر اللهُ الكاذبين وتوعدهم بسوء المصير كما جاء فى : قولُه تعالى: ﴿إِنَّمَا يَفۡتَرِي ٱلۡكَذِبَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بَِٔايَٰتِ ٱللَّهِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰذِبُونَ ١٠٥﴾ [النحل]، وقولُه تعالى: ﴿فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰذِبِينَ ٦١﴾ [آل عمران]، كما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : «إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا»(١).
حكم الشرع الكذب بين الزوجين :
يعتبر الكذب بين الزوجين من الحالات القليلة التي اختلف العلماء فيها فمنهم من أجازها ومنهم من أحلها وقيدها بشروط معينة ومحاذير خاصة، فالشرع مقاصدة محددة في الاصلاح ببن الزوجين.
فقال النووى "وأما كذبه لزوجته وكذبها له: فالمراد به في إظهار الود والوعد بما لا يلزم ونحو ذلك، فأما المخادعة في منع ما عليه أو عليها أو أخذ ما ليس له أو لها فهو حرام بإجماع المسلمين، فإذا كان الكذب بين الزوجين لإظهار الود الزائد كأن يقول الرجل لزوجته انه بحبها أكثر من نفسه أو أنه سيموت أن غضبت منه أو مثل هذا الحديث فلا بأس به، أو أن تقول له الزوجه إنها ستفعل كذا وكذا لإرضائه، كل ذالك من مظاهر الإرضاء بين الزوجين.
كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم إجازه فيما ذكر من حديث صحيح عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها، أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقول خيرًا وينمى خيرًا" وقالت أيضًا " ولم أسمعه، أي الرسول صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها".
ضوابط الكذب بين الزوجين في الإسلام
حددت الشريعة ضوابط للكذب بين الزوجين الإسلام كالتالى:
١- وجود الضرورة أو الحاجة الملحة لذالك، والتي لا يمكن تحقيقها إلا بالكذب.
٢- أن لا يترتب على هذا الكذب أمر محرم شرعاً مثل إسقاط حق النفقة للزوجة أو أن بكون الزوج ميسوراً ويكذب مدعيا العسر حتى يسقط حق زوجته أو يقل من هذا الحق أو أن تكذب الزوجه على زوجها مدعية المرض لتسقط حقة في المعاشرة الزوجية.
٣-، أن يكون الكذب بأمر العلاقة الإنسانيه والزوجية بينهما وزياده المودة والألفة بينهما.
٣- أن يكون الكذب لمراعاة شعور الطرف الأخر والتودد له.
الكذب بين الزوجين إباحة بعض العلماء في الدين بتلك الضوابط حتى لا تكون الأمور متروكة على عوانها بدون ضابط شرعى فتقع الثقة بين الزوجين ولا يصدق أحدهم الأخر.