"الاقتصاد المصري ليس بمأمن"، هكذا يراه عدد من الخبراء؛ وذلك في ظل اشتعال الصراع على النفط خلال الأيام الماضية، وعقب الحادث الإرهابي الذي تعرضت له المملكة العربية السعودية عن طريق تفجير محطتي غاز، وهو ما قد يؤثر بالسلب على الإمدادات العالمية.
من جانبه؛ قال علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن مصر من الدول المستوردة للنفط، والتي لا تدخل في صراع الدول المنتجة للنفط مثلما يحدث مع حرب أمريكا مع إيران والدول الأجنبية الأخرى في الوضع الحالي، وبالتالي مصر ليست طرفًا في هذه الصراعات.
مصر لا تداخل في صراعات النفط
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن مصر لا تدخل في صراعات النفط مع أمريكا وغيرها من بلدان العالم، لأنها تستورده بالسعر العالمي الذي يباع في الأسواق، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار النفط يؤثر سلبًا على العجز في الموازنة العامة للدولة، ونسعى إلى تراجع أسعاره خلال الفترة الحالية لكي يعطي مردودًا إيجابيًا، ويقلل من فاتورة الاستيراد لمصر، للحفاظ على سعر الدولار المتواجد في الاقتصاد المصري.
اقرأ أيضا.. ارتفاع توقعات الأوبك للطلب على نفطها خلال العام الجاري
وأشار الإدريسي إلي أنه الصراع سيظل دائم ما بين الدول المنتجة للنفط التي لديها بصمة في إنتاج النفط في المنطقة، الأمر ليس بالجديد، ولكنها قائمة منذ أيام حرب العراق، مضيفا أن الاستثمارات العربية والأجنبية داخل مصر لا تتأثر بتلك الصراع، حيث أنها لديها تنوع كبير في مصادر الطاقة المتمثلة في الكهرباء والبترول الغاز والطاقة الشمسية، وتعتمد على مصدر طاقة واحد، وهو ما يتيح لها فرص استثمارية كبرى.
وأشار إلى أن مصر وصلت لحجم اكتفاء ذاتي في 2018 من الغاز الطبيعي، بجانب احتياطي للكهرباء جيد، وربط الكهرباء بين مصر ومع الدول الأخرى، لافتا إلى أن الارتفاع من أسعار البترول ترفع من تكلفة الطاقة بالنسبة للمشروعات الاستثمارية المقامة والتي سوف تقام، موضحًا أنها ليست التكلفة الكبرى التي تعوق ضخ الاستثمارات العربية والأجنبية في مصر خلال المرحلة القادمة، نظرا لأن في حالة ارتفاع التكلفة الأسعار ترتفع على كافة الدول وليس مصر وحدها.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن تلك الصراعات بين الدول على المواد البترولية سوف يكون تأثير ضعيف في على الاقتصاد المصري وحجم الاستثمارات، ولكن سوف يكون له مردودًا سلبيًا على بعض الصناعات التي تحتاج كثافة عالية في استخدامها للطاقة مثل صناعة الحديد وصناعات الثقيلة وغيرها.
اقرأ أيضا.. أرامكو: إمدادات عملاء السعودية من النفط الخام والغاز مستمرة ولن تتوقف
من ناحية أخري قال رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إن هناك بعض الانعكاسات السلبية على أسعار النفط نتيجة الحروب العسكرية والتجارية القائمة بين أمريكا وإيران ودول الخليج، لافتا إلى أن أمريكا تضرب الأماكن النووية، لكي ترضي إسرائيل، وهو ما تركز عليه بسبب إيران التي تعمل على تكوين قنبلة نووية، وبالتالي تعد خطرا على إسرائيل.
أسعار البترول
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن كل هذا له مردودًا سلبيًا على أسعار البترول، نتيجة لأن المعروض من البترول أقل، وذلك سوف يؤدي إلى رفع سعر البترول، لافتًا إلى أن تلك حروب سوف تخدم الدول المصدرة للبترول، ويضر بالدول المستوردة للبترول على مستوى العالم، في حين أن إطالة مدة الحرب سوف تتكاثر الخسائر، وأسعار النفط سيستمر في الارتفاع، ما يؤثر على الاقتصاد العالمي وليس المصري فقط، نظرًا لأن المعروض أقل نتيجة لغلق ميناء مضيق هرمز.
أمريكا هي المستفيدة
وأضاف عبده، أن أكثر الدول التي سوف يتأثر اقتصادها دول الخليج وليست أمريكا، وبالرغم من ذلك إن أمريكا هي المستفيدة من تلك التقلبات، ولا تتأثر بل يكون لها مكاسب، لافتا إلى أن الاستثمارات العالمية لم تتأثر بشكل كبير، حيث أنها لا تتأثر على المدى القصير، نتيجة لوجود فترة انتظار، وإذا أطالت الحرب بينهم سوف بالتأكيد ستتأثر، ولكني أرى أنها لن تطول ووصفها، بأنها حرب خاطفة، وبالتالي تأثيرها يكون محدودة في المدى القصير.
وأكد أن تلك الحروب سيتأثر به كل اقتصاديات الدول، ومن بينها مصر، والفيصل هنا هو الإدارة التي من أحد مهامها كيفية تخفيف الخسائر المحتملة من تلك الأزمات، ومصر تتأثر لأنها من الدول المستوردة للبترول، ولكن مصر لديها الاستكشافات من البترول كثيرة تساعدها للتغلب على ذلك مستقبلا.