مع حلول شهر رمضان المُعظم، يحرص الكثيرون من المصريين في مختلف المحافظات على تناول الإفطار مع بعضهم البعض، كعادة يعتبرها المصريون ذكرى لا تأتي "إلا من السنة للسنة". العادة السابقة مُعتادة أن نشاهدها في أي مكان في أرجاء مصر، لكن الجديد على أعيننا أن نرى سكان منطقة بالكامل يقيمون بعمل إفطار جماعي مع بعضهم في الشارع في رمضان.
أذان المغرب قد أوشك، بقالي من الزمن ساعة أو أقل، الرجال والشباب يبدأون في وضع "الترابيزات" جنبًا إلى جنب بتنسيق، السيدات تساعهدن في "فرش التربيزات" بشكل مُنظم حتى تكون جاهزة لإستقبال طعام الإفطار والمُفطرين، على الجانب الآخر شباب يقومون بشوى اللحم و"غرف" أطباق الأرز، وسط همة تصاحبها دعوات "اللهم تقبل صيامنا". المشهد السابق لم يكن فيلمًا سينمائيًا يعرض عبر شاشات التلفاز، لكنه واقع عاشه سكان منطقة المطرية مساء أول أمس، حينما قرروا تنظيم "كرنفال" إطفار جماعي يضم جميع السكان بمختلف أديانهم وأعمارهم السنية أيضًا، ليرسمون بعملهم لوحة رمضانية يصفق لها الجيمع.
مشهد "1"
الأطفال يصطفون بجانب بعضهم، الإبتسامة تملأ وجههم، الصغيرات تتابعن من بعيد تجهيزات "كرنفال" الإطفار الذي يعده الأكبر سنًا منهم، وسط تفكير عميق مصحوب بتساؤل "إمتى هكبر وأشارك معاكم؟".
مشهد "2"
الأطفال والشباب يقسمون أنفسهم لجزئين، جزء يقوم بنفخ البلالين وآخر يتولى مُهمة تعليقها لتزيين الشارع، الجميع يشارك في العمل فخلال أقل من ساعتين يبدأ سكان المنطقة الأكبر سنًا في النزول إلى الشارع لتناول الإفطار الجماعي، وسط صحيات "الهمة يا رجالتنا".
مشهد "3"
الشباب انتهوا من تعليق البلالين وتزين الشارع، الجميع يبدأ في عمل دائرة "القصير قدام والطويل وره"، يدخل أحدهم داخل الدائرة ويبدأ سريعًا في الغناء، والجيمع يتفاعل معه بتصفيق في آن واحد معلنين "خلصنا تزين الشارع".
مشهد "4"
شاب في مطلع العشرينات يُسابق عقارب الساعة في إعداد أطباق الأرز، فآذان المغرب لم يبق عليه سوى دقائق، والجميع ينتظر تذوق "عمايل إيده". الشاب "يغرف" الأطباق ويضعها بجانب بعضها، مع تركيز كبير لعدم إهدار أي منهم على الأرض. بجانبه يقف شاب آخر ممسكًا "هوايه ريش"، الشاب يتحدى حرارة الشمس وجو الصيف الحار، ويسارع في شوى اللحم على النار فأجر إفطار الصائمين يستحق أكثر من ذلك.
مشهد "5"
الشباب يبدأون في الإصطفاف صفًا واحد، أحدهم يسارع في إخراج "بنرات" لأشخاص متوفين، يبدأ كل شخص في الصف في إمساك الصور التي صمموها لأصدقائهم المُتوفين من أهالي المنطقة، وجميعهم يبعثون برسالة إلى من سبقوهم إلى الله: "ربنا يرحمكم يا غاليين".
مشهد "6"
الجيران يجتمعون على مائدة الطعام، الأطفال يجلسون أمام بعضهم، والأكبر سنًا يجلسون بجانب بعضهم، الجميع ينظر إلى عدسة الكاميرا للتقاط صورة تذكارية يتحاكون بها لأبنائهم وربما أحفادهم أيضًا، وسط ابتسامات تعكس معها: "رمضان كريم بلمتنا".
ومع انتشار هذه الصور على مواقع السوشيال ميديا، تفاعل النشطاء معلها حيث علقت ندية حسانين قائلة: "ياريتني كنت معاكم أعمل أي حاجه في مهرجان المحبة والسلام والكرم ..ربنا يبارك فيكم ويكتر من أمثالكم عيشتم ياشباب". وأضاف آخر: "شئ عظيم ومجهود محترم مش موجود في أي مكان في العالم الإ في مصر ربنا يبارك فيكم". وتابع ثالث: "ما أروعكم يارب دايمًا علي الخير والحب متجمعين وكل سنة وأنتم طيبين وبخير".